الشريط الاخباري

دقت ساعة التضامن مع الأسير الكايد

نشر بتاريخ: 19-07-2016 | أفكار
News Main Image

بقلم/ د. خالد معالي

وحدة المشاعر الإنسانية؛ بغض النظر عن الدين أو التنظيم أو أي انتماء أخر؛ تدعو بسرعة التضامن مع الأسير بلال الكايد؛ كونه يدافع عن قيم الحرية لشعبه، والقيم الإنسانية النبيلة الرافضة للظلم؛ كما هي القيم الإنسانية الخيرة التي تحركت ورفضت انقلاب تركيا- كونه ظلم لا يجوز السكوت عنه - فمنظومة الخير والمحبة ورفض الشر؛ هي.. هي ..في كل بقاع الأرض؛ بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الدين أو الانتماء التنظيمي. ثقافة رفض الظلم؛ يجب أن تسود في المجتمع الفلسطيني بعفوية وكذلك بتخطيط جيد؛ ومساندة المظلوم، والوقوف لجانبه؛ هو عين الصواب، ولا يوجد أكثر ظلما من أسير قضى 15 عاما في السجن وحان موعد الإفراج عنه وإذا بالسجان يرفض إطلاق سراحه، ويعيده للسجن مرة أخرى مستخفا بالشعب الفلسطيني وقواه الحية. من مكارم وسمو الأخلاق الحميدة والعظيمة، وكقيمة إنسانية راقية؛ تجمع كل الأمم والشعوب الحية على رفض الظلم؛ وهل هناك ظلم أعظم من سجن وأسر إنسان – أي إنسان – لمجرد انه يدافع عن الخير، وحرية شعبه؟! ترى ما هي جريمة الأسير الفلسطيني بلال الكايد التي ارتكبها حتى يسجنه الاحتلال 15 عاما متواصلا!؟ إنها حبه لوطنه ودفاعه عنه. الأسير الكايد حاول رفع الظلم عن شعبه بقيامه بأعمال مقاومة تقرها جميع الشرائع والقوانين الدولية؛ فكان جزاؤه السجن، ومن هنا ليس منة ولا فضلا ولا تكرما عليه؛ أن يتم مساندته ودعمه في إضرابه عن الطعام منذ شهرين؛ بل هو واجب كل إنسان حر شريف. كل حر وشريف وكل شعوب ودول العالم، ؛ تدرك بعفوية وتلقائية؛ أهمية عدم بقاء أسراها في السجون؛ وهو ما ينطبق على الشعب الفلسطيني، الذي يرفض أن يبقى أسراه يتذوقون كل يوم ألوان شتى من العذاب المرير؛ وخاصة الأسير بلال الكايد المضرب عن الطعام في شهره الثاني، رفضا لظلم السجان وإعادة سجنه لستة أشهر إداري؛ بعد قرابة 15 من الأسر المتواصل؛ بدل الإفراج عنه بعد إنهاء مدة محكومتيه. ايجابيات التضامن مع الأسير الكايد في إضرابه وإضراب بقية الأسرى؛ كثيرة جدا؛ فهي ترفع معنويات ذويهم، ويشعرون أن هناك من يقف إلى جانبهم في محنتهم، وان قضيتهم حية، وترفع معنويات الأسرى وهم يخوضون معركتهم، وتظهر أن المظلوم له من يسانده لرفع الظلم عنه، وعدم تركه وحيدا أمام سجان يستفرد في عقابه كيفما شاء. كما أنها وتربك السجان الذي يخشى أن يحاسب ممن هو أعلي منه على تثوير الجماهير في الخارج؛ وبالتالي يتم الضغط عليه بسرعة لتلبية مطالب الأسرى العادلة والمشروعة، وهو ما حصل في تجارب ناجحة لإضرابات سابقة في السجون، مثل الأسير المحرر محمد القيق؛ ولا يوجد مانع أن تتكرر. التضامن مع الكايد والأسرى يسهم كذلك في رفع درجة الوعي بمعاناتهم وضرورة وقفها، وهو ما يقود لرفع قيمة التضحية من اجل الوطن في ظل موجة التراخي في المرحلة الحالية، وهذه قيم ايجابية يجب التركيز عليها وتكرارها. حجة البعض في التقصير أو عدم المشاركة في فعاليات التضامن مع الأسير الكايد أو بقية الأسرى؛ من أن الفعاليات جميعها لا تسهم بالإفراج ولو عن أسير واحد، هي حجة غير دقيقة وباطلة؛ فالفعاليات بمختلف أشكالها، تكمل وتقوي فكرة الإفراج وتضغط باتجاهه؛ فكل حركة وفعالية تضامنية لها انعكاساتها الايجابية. من الخطأ الفادح أن يقلل أحد ما إن الفعاليات الميدانية المتضامنة مع الأسير الكايد حاليا، وبقية الأسرى في سجون الاحتلال المتمثلة بالمسيرات والاعتصامات، والمطالبات والمناشدات، والتعريف بمعاناتهم عالميا، وبعدالة قضيتهم، وغيرها من طرق التضامن الكثيرة. لم ترقى فعاليات التضامن حتى الآن مع الأسير الكايد؛ للمستوى المطلوب، ولا للحد الأدنى حتى ألان؛ وهو ما يطرح سؤالا مهما عن دور وأولويات القيادة والنخبة في المجتمع الفلسطيني التي من المفترض أن تعد خطة محكمة لنصرة الكايد؛ وليست مجرد فعاليات مبعثرة هنا وهناك؛ المفترض أنها اكبر وأقوى؛ وان لم تتحرك القوى والقيادات بسرعة يخشى أن يكون حالها: أكلت يوم أكل الثور الأبيض.

شارك هذا الخبر!