الشريط الاخباري

من يسرى مارديني الى بلال الكايد

نشر بتاريخ: 08-08-2016 | أفكار
News Main Image

بقلم/ حمدي فراج

يسرى مارديني ، سباحة سورية ، نجحت في الوصول الى اولومبيات ريو ديجانيري في البرازيل لتشارك العالم رياضاته تحت علم "اللاجئين" بعد المأثرة التي اجترحتها حين تعرض قاربها مع عشرين آخرين الى العطب في عرض البحر بين تركيا واليونان ، هناك نجحت في جر القارب مع صديقتها تصارعان الامواج العاتية الى بر الامان لمدة ثلاث ساعات . كان على متن القارب طفلا في السادسة من عمره ، ينظر اليهما بقلق مشوب بذعر الاطفال ، وكانت يسرى – كما تقول – تحدق في عينيه وهي تصطنع الضحك كي تطمئنه انها لا تغرق ولا تموت في عمق البحر ، بل تسبح . كم من فتاة عربية في هذا الخضم العربي المتلاطم تستطيع ان تسبح على هذه الشاكلة الايثارية فتنقذ عشرين شخصا ثم تصعد الى الاولومبيات ؟ كم من دولة عربية استطاعت مشاركة العالم بمثل هذه الرياضة عبر عمر النظام العربي الطويل ؟ وهل هناك من شيء آخر يستطيع النظام العربي تصديره للعالم سوى التخلف والقتل بأسم الله ، آخرهم الطفل الفلسطيني عبد الله عيسى في حلب على يد عصابة نور الدين زنكي ذبحا بالسكين والتباهي برأسه مفصولا عن جسده امام كاميرات العالم . قبل ايام ، هرب بلال الكايد الذي يناهز اضرابه عن الطعام دخول الشهر الثالث ، رسالة الى والدته و زوجته ميمي وشقيقاته نجوى ونازك وسهى وغادة ، يقول لهن فيها : لقد كتب علينا ، وعليكن تحديدا ، ان تشاركنني في نضالي من اجل حريتي ، ولست متفاجئا من قوتكن واصراركن في دعمي ومشاركتي همي ، وانا على ثقة بان كل من يحظى بسندكن سينتصر حتما لا محالة ، وانا كما عرفتنني لا املك الا خيارا من خيارين : النصر او النصر . هل كانت مهمة يسرى مارديني الفتاة التي لم تتجاوز العقد الثاني من عمرها ، وهي تبحث عن طوق نجاة من الموت الذي زرعته اكثر انظمة التقدم والحضارة والديمقراطية (امريكا وفرنسا واسرائيل) بالمشاركة مع أكثرها تخلفا ورجعية في العالم ، والتي قيل ان عدد جنود قواعد امريكا على ترابها الوطني يفوق عدد سكانها ، بأصعب من مهمة بلال الكايد الذي امضى في باستيلات اسرائيل قرابة نصف عمره ، وعندما انهاها ، مددوها الى ستة اشهر اخرى ادارية ، فقرر مواجهتهم هذه المرة بجوعه . قبل عشرين سنة ، وفي دورة اولمبيات اطلنطا ، فازت فتاة سورية اخرى في رياضة الركض بالميدالية الذهبية ، هي العداءة غادة شعاع ، وكتبت في هذه الزاوية بالتحديد مقالا يشيد بها ، فانبرى خطيب المسجد في بيت لحم ، يندد بالمقال وبغادة شعاع وبالذهب الذي حصدته ، من باب ان هذه الرياضة حرام على المرأة . بعدها نجح الشيخ عضوا في المجلس التشريعي .

شارك هذا الخبر!