الشريط الاخباري

بصمة ماري الأطرش في الاولمبياد

نشر بتاريخ: 13-08-2016 | أفكار
News Main Image

الكاتب:بهاء رحال

لست من هواة الرياضة، لكن أمراً ما شدني لمتابعة فقرة السباحة سيدات 50 متر في الاولمبياد 2016، فجلست خلف التلفاز مشدوهاً وقلبي يعتصر بالدعاء، كانت المسافة ابعد بكثير من 50 متر، كأنها أميال يعدها القلب دقة دقة، وكان الأسم فلسطيني والعلم فلسطيني والهوية فلسطينية رياضية ماهرة، خفقت لها قلوبنا وهي تقفز للماء وتعدو كمن يبحر ليعيد اسم البلاد، والبلاد مسكونة بالغربة والمنفى والاحتلال، وكان اسمها ماري الاطرش، ماري التي دخلت السباق بجدارة لتحصل على المركز الثالث، فجأة يظهر على الشاشة، صورة علم فلسطين، وفجأة يكون الاسم فلسطين وفجأة يعلن الحكم النهاية ويطلق صافرة فيها بشرى الانتصار، وعندها صار الفرح صاخباً، علا صوت الضحكات والدمع يبلل عيون يقطر منها فرح اللحظة، اللحظة التي ستؤسس لمرحلة جديدة في عالم الرياضة الفلسطينية، وستكون نقطة بداية لمسابقات عالمية ودولية، وقد بدأت فلسطين تحصد الانجاز وتتقدم، الى جانب دول كبيرة، تحظى فيها الرياضة باهتمام بالغ وهذا ما يدعونا الى الامل في المستقبل بان يكون الاهتمام من قبل الجهات ذات العلاقة اكبر، وان يعطى اصحاب هذه الرياضات كل سبل الاهتمام والرعاية من اجل تقديم افضل ما لديهم، لانهم يحملون اسم فلسطين، فلسطين الوطن والدولة، وفلسطين الحلم والقضية.

الرياضة في فلسطين ورغم قلة الامكانيات وشحها إلا انها بدأت تخطو وثبات للامام، وصار لزاماً على الجهات المسؤولة أن تسعى اكثر لاحتضان هذه الطاقات الجديرة بالرعاية بشكل خاص، وليس اللوم هنا على القطاع الحكومي فحسب، بل ايضاً على القطاع الخاص الذي يجب ان يضاعف عمليات الدعم والإسناد لطاقات رياضية ترفع اسم الوطن عالياً، سواء كانت تلك الطاقات فردية ام فرق واندية، لان هؤلاء يمثلون فلسطين، فهم آثروا على البقاء، والمشاركة، والتحدي، ولم يمنع قلة الدعم هؤلاء الرياضيين من ممارسة تدريباتهم الخاصة على نفقاتهم الذاتية ومن جيوب اهاليهم الذين يدفعونهم قدماً لتنمية هذه المهارات المسكونة فيهم، وهذا جهد يشكل نموذجاً في واقعنا الفلسطيني، ولكن الرهان على الجهد الذاتي يكون محدوداً في مشاركات بهذا الحجم وهذا المستوى العالمي، يجب ان تضاعف تلك الجهود وتتكامل في دورة الرعاية الكاملة حتى يستطيع ابطالنا من المنافسة اكثر وصولاً الى احراز الالقاب التي يستحقون.

لقد ابدعت ماري في مشاركتها، وقدمت نموذجاً بالنظر لضعف الامكانيات التي تحظى بها الرياضة الفلسطينية بشكل عام ورياضة السباحة بشكل خاص، وهي اليوم تفتح الباب امام اعادة النظر في طرق الاهتمام والرعاية لهؤلاء الفرسان، الاعلام التي تمثل فلسطين في المحافل الدولية، والنسور التي تحلق باسم الوطن عالياً، فهل من مجيب؟! وهل من خطوات في المدى القريب سنشهدها في اطار دفع عجلة الرياضة الفلسطينية مما يكفل لهؤلاء الرياضيين رعاية تليق بحجم قدراتهم ومهاراتهم، أم أننا سنمر عما حدث مرور الكرام كما في كل مرة، وسنعود الى ذات النقطة التي يعانيها رياضيونا، تلك النقطة التي هي نقطة النسيان، حيث نتذكرهم فقط في البطولات ثم نلقي اللوم عليهم لانهم لم يحصدوا مراكزاً، بينما لا نسأل أنفسنا، ماذا قدمنا لهم؟!

شارك هذا الخبر!