الشريط الاخباري

رصاص حي للأطفال

نشر بتاريخ: 21-09-2016 | أفكار
News Main Image

بقلم/ د. خالد معالي

هزت الشارع الفلسطيني حاليا، صورتين؛ الأولى كانت للطفلة براءة رمضان عويصي( 13 عام) ابنة شقيقة الشهيدة رشا عويصي؛ والتي تعرضت لإطلاق الرصاص الحي عليها مباشرة من قبل جنود جيش الاحتلال؛ لمجرد أنها تحمل حقيبة مدرسة، ولم تنصاع لأمر التوقف من قبل الجنود على حاجز قرب قلقيلية صباح يوم الأربعاء 21\9\2016. الصورة الثانية كانت لضرب شقيق شهيدين وهو الشاب محمد القواسمي، من قبل جنود الاحتلال في الخليل، حيث أظهرت صور التقطتها عدسات الكاميرات؛ تنكيلا قاسيا تعرض له أثناء اعتقال جنود الاحتلال له وسط مدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة، والتي لم تفلح محاولة نسوة تخليصه من يد الجنود الغاضبين على كل ما هو فلسطيني. إذن الجيش "الأكثر أخلاقية" في العالم؛ يقوم بإطلاق الرصاص الحي على طفلة، وهي ترتدي زيها المدرسي، قال حتى أعلام الاحتلال أن عمرها يتراوح بين 12- 14 عاما؛ مع انه كان بإمكان الجندي أن يمسكها بكل سهولة كبيرة. مطلوب من طلبة المدارس والأطفال معرفة اللغة العبرية، حتى يعرفوا ما يطلبه جنود الاحتلال منهم على الحواجز؛ وإلا تعرضوا للقتل أو الجرح والاعتقال، ومطلوب منهم أن يذهبوا لمدارسهم بدون حقائب، فالجيش الذي لا يقهر؛ يخشى من حقائب المدارس للأطفال الصغار، ولا يطيق أن يرى أي فلسطيني على وجه الأرض؛ كونه ممتلئ ومشبع بالحقد والكراهية، وكاره للمعاني الإنسانية الرحيمة. حادثة ضرب الشاب القواسمي، جرت على يد جنود الاحتلال – جهارا نهارا- والذين يتبعون الجيش" الأكثر أخلاقية" وأمام الكاميرات، وهو ما يعني أن همجية وإجرام الاحتلال لم تعد تعبأ حتى بالرأي العام المحلي أو العالمي ، وفقدت إنسانيتها، ويتعاملون وكأنهم فوق القانون والبشر جميعا دون استثناء. من المفروض أن يستثمر الإعلام الفلسطيني ما يقوم به جنود الاحتلال من قتل يومي لأطفال فلسطين المحتلة، بالشكل الأمثل لفضح الاحتلال، ويكون هذا الإعلام موحد في خطابه، داخليا وخارجيا؛ إلا أن الذي يجري أن الخطاب الإعلامي؛ مبعثر ومشتت؛ وحتى انه غير متفق في المصطلحات الإعلامية، ولا توجد خطط أو برامج موحدة. الطفل وبحسب القانون الدولي؛ هو أي شخص ذكر أم أنثى، سنه تحت أل 18 عاما؛ وبالتالي أكثر من قتلهم جنود الاحتلال واعتقلهم هم من الأطفال خلال انتفاضة القدس الحالية، وهذا مؤشر على أن جيش الاحتلال أكثر إجراما من داعش؛ فداعش لم تقتل أطفالا؛ بل رجالا حاربوا وقاتلوا في الميدان. يبقى السؤال؛ ما لذي يدفع جنود الاحتلال لقتل أطفال صغار السن، أو إطلاق الرصاص الحي عليهم، أو تعذيبهم كالكبار لانتزاع اعترافات كاذبة منهم؟! إنها العقلية المركبة على النقص،والخوف من المستقبل، وانحلالها من الأخلاق؛ ولو كان عند قادة جيش الاحتلال ذرة من أخلاق؛ لما أصدروا الأوامر لجنودهم لإطلاق النار على أطفال صغار كان يمكن بكل سهولة اعتقالهم، واستجوابهم.

شارك هذا الخبر!