الشريط الاخباري

الطفل مناصرة...حكم بسنوات العمر

نشر بتاريخ: 26-09-2016 | أفكار
News Main Image
 

بقلم/ د. خالد معالي

عالم من الوحوش، فقد معاني الإنسانية؛ بسكوته عما يحصل للطفل المقدسي احمد مناصرة (13 عاما)؛ ففي سابقة لم تحصل  على مدار سنوات الاحتلال الطويلة لفلسطين، وللقدس المحتلة؛ طالب الادّعاء العام للاحتلال، مساء يوم الأحد  25\9\2016؛ بالسجن 12 عامًا على الأسير الطفل؛ بسنوات عمره أل 13.

نظرات حزن من الطفل الأسير للعالم قاطبة لم تحرك به ساكنا، وشوهد وهو محاط بعدد من الجنود خلال توجهه إلى المحكمة، وكانت إحدى يديه قد تعرضت للكسر خلال مكوثه في سجون الاحتلال؛ فقد شوهد وهو يضمها لصدره.

الإنسان السوي وصاحب الضمير الحي مهما كان دينه ولونه؛  يتألم ويحزن عندما يرى أطفال القدس تذوب طفولتهم خلف القضبان، وتقتل براءتهم وأحلامهم الجميلة، ويعذبون ويسجنون لسنوات طويلة؛ ويلاحقون ليل نهار من قبل شرطة وجنود الاحتلال.

الطفل المقدسي الأسير احمد مناصرة؛ كانت صوره هزت كل  من عنده ضمير وأخلاق؛ وهو ملقى على الأرض وجريح وسط شتائم المستوطنين؛ ومشاهد التعذيب  من قبل محققي "الشاباك" حول اتهامه بمحاولة تنفيذ عملية طعن بالقدس المحتلة قبل عدة شهور.

حال أطفال القدس يرثى له تحت الاحتلال؛ فطفولتهم تعذب، وبراءتهم تغيب؛ على يد شرطة وجنود الاحتلال، والطفل الأسير مناصرة حالة واحدة من بين عشرات ومئات الحالات الصعبة للأطفال الفلسطينيين.

لا توجد منظومة قيم وأخلاق تسمح المس ببراءة الأطفال؛ إلا في دولة الاحتلال التي تسمح محاكمها باعتقال من هم دون سن 16 عاما، ويعاملون كالبالغين في التعذيب وامتهان كرامة الإنسان.

لا حقوق للطفولة في فلسطين المحتلة؛ وكل الحقوق لأطفال الاحتلال، فما يسمى بالمحكمة المركزية التابعة للاحتلال بمدينة القدس المحتلة قررت إدانة الطفل مناصرة بتهمة محاولة القتل وحيازة سكين، وهو ما يعد انتهاك صريح وواضح لحماية الطفولة وبراءتها.

كل يوم يتم ملاحقة أطفال القدس والضفة بتهم وحجج كثيرة؛ تكون محصلتها انتهاكات عديدة في مجالات طفولتهم التي من المفترض أنها محمية ومحصنة من الاعتداءات بحسب كافة الشرائع والقوانين الدولية والإنسانية المختلفة.

ما أصعب تخيل وتأمل صغر سن الطفل الأسير أحمد مناصرة، المولود في 22 يناير 2002، حيث وبرغم طفولته؛ تعرض للضرب والشتم والتعذيب كالكبار ونزع الاعترافات نزعا، والمعاملة العنصرية؛ حيث أظهرت العديد من الصور مشاهد له صعبة وقاسية لا يطيقها أي إنسان عادي وسوي.

برغم الليل حالك السواد؛  وصعوبة الأسر ووجود أطفال صغار فيه؛  إلا أن هناك بصيص ضوء، فما زال هناك أمل معقود بالمقاومة الباسلة في غزة الصمود؛ لتخليص الأطفال من الأسر ومعهم بقية الأسرى والأسيرات.

سيزول الاحتلال ومعه كل زبانيته، وحتى ذلك اليوم وجب التعاون والوحدة وطي صفحة الانقسام، والعمل معا من كل أطياف وألوان القوى الفلسطينية، فيد الله مع الجماعة،وثبت أن يد واحدة لا تصفق، وثبت أن الوحيد الذي يسعد بالانقسام هو الاحتلال، والزمن لا يتلفت ولا يرجع للخلف، ومن سارع لاغتنام فرصة الوحدة ولم الشمل الفلسطيني؛ سيسجل التاريخ  خطواته ؛ بحروف من ذهب؛ فهل سارعت قيادات الشعب الفلسطيني هذه المرة؛  لاغتنام الفرصة قبل  تلاشيها؟!

شارك هذا الخبر!