الشريط الاخباري

الرجوب: حان الوقت لتأخذ الفيفا قراراً بشأن أندية المستوطنات غير الشرعية بعد تقرير هيومن رايتس ووتش

نشر بتاريخ: 26-09-2016 | رياضة , PNN مختارات
News Main Image

القدس/PNN/ قال رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، اللواء جبريل الرجوب، اليوم الاثنين، إنه حان الوقت لتأخذ الفيفا قراراً وفقا لمدونة الاخلاقيات وممارسة قيم الفيفا، جراء الانتهاك الصارخ الذي يرتكبه الاتحاد الاسرائيلي لكرة القدم بالسماح لأندية المستوطنات باللعب تحت لوائه.

وجاء حديث الرجوب في تعقيبه على التقرير الذي نشرته منظمة مراقبة حقوق الانسان "هيومن رايتس ووتش"، حول قضية لعب أندية اسرائيلية مقامة على أراضي المستوطنات غير الشرعية في الضفة الغربية.

وكانت المنظمة قد قالت في تقريرها إن الاتحاد الدولي لكرة القدم يرعى مباريات في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية على أراض انتزعت بشكل غير قانوني من الفلسطينيين. على الفيفا تحمّل مسؤولياتها في حقوق الإنسان، ومطالبة "الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم"، الذي يُشرف على مباريات في مستوطنات غير قانونية خارج حدود إسرائيل تعود للفلسطينيين، بنقل جميع الألعاب والأنشطة التي ترعاها الفيفا إلى داخل إسرائيل.

وأكد الرجوب أن ما تم تحديده في تقرير منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) حول قضية الفرق الإسرائيلية التابعة للمستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة تعتبر انتهاك صارخ وواضح لكل من قوانين الفيفا، ومدونة أخلاقيات وسلوك الفيفا. وأيضاً تتناقض مع التزام الفيفا لحقوق الإنسان، وتمثل محاولة تطبيع الوضع غير الشرعي ينبع من الانتهاك المنتظم لحقوق الشعب الفلسطيني بما فيها حقه في لعب وتطوير كرة القدم الفلسطينية وفقاً لقوانين الفيفا.

وأشار الى متابعة لجنة المراقبة الخاصة بالفيفا لبعض القضايا بما فيها العنصرية الإسرائيلية في كرة القدم، وحرية حركة ووصول اللاعبين والمهنيين الفلسطينيين، وقضية الفرق الإسرائيلية، وقد كانت لجنة المراقبة قد تلقت معلومات كافية لتفهم بأننا حاضرون قبل الممارسات غير الشرعية التي يرتكبها الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم. فيجب على الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم التوقف عن استخدام نفسه كأداة للسياسيين بهدف تطبيع مشروع المستوطنات الاسرائيلية؛ بل عليه التركيز على مسؤولياته المدرجة تحت قوانين الفيفا.

وتابع: هناك فرق بين أن تكون صبوراً، وأن تكون راضياً عن الانتهاك المنتظم لحقوقك. لقد كنّا صبورين ولكن الآن حان وقت الفيفا لتأخذ قرار وفقاً لمدونة أخلاقيات وممارسات وقِيَم الفيفا.

واضاف: إن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم فخور جداَ لكونه جزء من عائلة الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي تنظمه الفيفا، ونحن نتوقع من عائلة كرة القدم أن تحمي وتضمن لنا حقوقنا من خلال الفيفا، مثلما كانت قد فعلت مع الكثير من اتحادات كرة القدم التي كانت تعاني من انتهاك حقوقها.

تقرير المنظمة الدولية

أصدرت "هيومن رايتس ووتش" بحثا جديدا قالت فيه إن الفيفا ("الاتحاد الدولي لكرة القدم") ترعى مباريات في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية على أراض انتزعت بشكل غير قانوني من الفلسطينيين. على الفيفا تحمّل مسؤولياتها في حقوق الإنسان، ومطالبة "الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم"، الذي يُشرف على مباريات في مستوطنات غير قانونية خارج حدود إسرائيل تعود للفلسطينيين، بنقل جميع الألعاب والأنشطة التي ترعاها الفيفا إلى داخل إسرائيل.

قالت ساري بشي، مديرة مكتب في إسرائيل وفلسطين: " تشوّه الفيفا لعبة كرة القدم الجميلة، بإقامة مبارياتها على أرض مسروقة. المسؤولون الجدد الذين تولوا زمام الفيفا قطعوا التزامات جديدة في مجال حقوق الإنسان هذا العام، وعليهم اشهار البطاقة الحمراء في وجه

أندية المستوطنات، والإصرار على التزام الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم بالقواعد". حقّقت هيومن رايتس ووتش في أوضاع الأندية التي تلعب في الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، وتقيم مبارياتها الرسمية خارج إسرائيل، في ملاعب تقع في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية التي استولت عليها إسرائيل واحتلتها عام 1967. المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي الإنساني، لأن نقل القوة المحتلة للسكان المدنيين إلى الأراضي المحتلة يشكل انتهاكا لـ "اتفاقية جنيف الرابعة" ويعتبر جريمة حرب. بنيت المستوطنات على أراض صودرت من الفلسطينيين.

مباريات الاتحاد الإسرائيلي في المستوطنات هي بالفعل موضع نزاع بينه وبين "الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم"، الذي يدعي أن الاتحاد الاسرائيلي ينتهك قوانين الفيفا التي تحظر أعضاءها من إقامة مسابقات في مناطق اتحادات أخرى دون إذن. الاتحاد الفلسطيني عضو في الفيفا منذ عام 1998، باعتبار أراضيه تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، المعترف بها دوليا كـ "الأراضي الفلسطينية المحتلة" أو فلسطين. يقول الاتحاد الإسرائيلي، وهو أيضا عضو في الفيفا، إن على الفيفا السماح له بمواصلة إقامة المباريات في المستوطنات، وينبغي عدم اتخاذ أي موقف بشأن الوضع في الضفة الغربية.

و يحكم الجيش الاسرائيلي الضفة الغربية على أنها أرض متنازع عليها تحت الاحتلال العسكري، ويعتبرها المجتمع الدولي خاضعة للاحتلال، ولكن الحكومة الإسرائيلية وحدها تقريبا تشير إلى الضفة الغربية على أنها "أراض متنازع عليها".

أنشأت الفيفا العام الماضي لجنة مراقبة لحل القضية، وقالت اللجنة إنها ستقدم توصياتها إلى اجتماع مجلس الفيفا في 13 أكتوبر/تشرين الأول بزيوريخ.

أبرزت أبحاث هيومن رايتس ووتش أن المسألة ليست مجرد خلاف بين الاتحادات الوطنية على تفسير قوانين الفيفا. فمن خلال سماح الفيفا للاتحاد الاسرائيلي بإجراء مباريات داخل المستوطنات، تنخرط بذلك في نشاط تجاري يدعم المستوطنات الإسرائيلية، خلافا لالتزامات حقوق الإنسان التي أكدتها مؤخرا. حدّد تقرير كتبه جون روجي، مؤلف "مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان"، بتكليف من الفيفا وصدر في 16 أبريل/نيسان 2016، مسؤوليات حقوق الإنسان للشركات، وقدم توصيات محددة للفيفا لتنفيذ هذه المبادئ في أنشطتها.

تولى رئيس الفيفا المنتخب حديثا جياني إنفانتينو الرئاسة متعهدا بتوجيه الفيفا بعيدا عن فضائح حقوق الإنسان والفساد في السنوات الأخيرة، حتى يمكن للجماهير واللاعبين التركيز على "لعبة كرة القدم الجميلة". قالت هيومن رايتس ووتش إن ممارسة الأعمال التجارية في المستوطنات لا يتفق مع هذه الالتزامات.

طلبت هيومن رايتس ووتش تعليقات من الفيفا والاتحاد الإسرائيلي والاتحاد الأوروبي لكرة القدم. قالت الفيفا إنها سترد في وقت لاحق، بينما رفضت اليويفا الرد. أرسل الاتحاد الإسرائيلي ردا في 23 سبتمبر/أيلول 2016. أرسلت هيومن رايتس ووتش أيضا ملخص التقرير إلى منظمي نوادي المستوطنات، داعية إياهم إلى الرد، فاستجاب مسؤولو 4 من هذه النوادي.

وثّقت هيومن رايتس ووتش سابقا كيف تساهم الشركات التجارية في الضفة الغربية في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وتستفيد منها: فهي في أراض أخِذت بصورة غير قانونية من الفلسطينيين، وتستغل الموارد الطبيعية التي تعود للفلسطينيين، والتي يتم تخصيصها بطريقة تمييزية لصالح الإسرائيليين، في إطار نظام تمييزي يقدم الامتيازات للشركات الإسرائيلية في حين يمنع الشركات والمؤسسات الاجتماعية والبنية التحتية الفلسطينية من التطور. ينتهك نقل سلطة الاحتلال للسكان المدنيين إلى الأراضي المحتلة القانون الإنساني الدولي أيضا. تتطلب المبادئ التوجيهية من الشركات احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان، ومعايير القانون الدولي الإنساني أيضا. طبّقت هيومن رايتس ووتش نفس التحليل على مباريات الاتحاد الإسرائيلي التي تُقام في المستوطنات وترعاها الفيفا.

أولا: بُنيت ملاعب المستوطنات، بما فيها ملعب في قاعة مغطاة، على أرض أخِذت بصورة غير قانونية من الفلسطينيين، ومعظمها بمصادرة أراض تابعة لأفراد فلسطينيين أو قرى فلسطينية، وإعلانها تابعة للدولة، ثم تخصيصها للمدنيين الإسرائيليين فحسب. يحصر القانون العسكري في الضفة الغربية دخول المستوطنات على المواطنين الإسرائيليين والمقيمين الإسرائيليين وحاملي التأشيرات الإسرائيلية، أو الأفراد من أصول يهودية. لا يُسمح لسكان الضفة الغربية الفلسطينيين البالغ عددهم 2.5 مليون، دون اعتبار سكان القدس الشرقية، بدخول المستوطنات، باستثناء ما يقرب من 26 ألف عامل يحملون تصاريح خاصة. يمكن للمواطنين العرب والمقيمين في إسرائيل، مثل نظرائهم اليهود، دخول المستوطنات.

ثانيا: أظهرت الوثائق المالية التي راجعتها هيومن رايتس ووتش أن الاتحاد الاسرائيلي انخرط في نشاط تجاري يدعم المستوطنات. توفر أندية كرة القدم في المستوطنات عمل بدوام جزئي وخدمات ترفيهية للمستوطنين، ما يجعل المستوطنات أكثر استدامة، وبالتالي تدعم نظاما قائما على انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

ثالثا: توفر النوادي خدمات للإسرائيليين ولكنها لا تقدمها للفلسطينيين ولا تستطيع فعل ذلك، إذ لا يُسمح للفلسطينيين بدخول المستوطنات إلا كعمال يحملون تصاريح خاصة. لذلك لا تتاح فرق كرة القدم في المستوطنات إلا للإسرائيليين فقط، ولا يستطيع الفلسطينيون في الضفة الغربية المشاركة واللعب في الفرق أو حتى حضور المباريات كمتفرجين. تتلقى الأندية في معظمها تمويلا من بلديات المستوطنات والمجالس الإقليمية، التي تدفع لهم أساسا لتنظيم الخدمات الرياضية والترفيهية للإسرائيليين فقط.

النشاط التجاري للأندية الأعضاء في الاتحاد الإسرائيلي، والفيفا بصفة عامة، يرمي إلى تطوير كرة القدم في مستويات متنوعة في منطقة جغرافية واسعة، لتشجيع كرة القدم للمحترفين كرياضة وهواية وطنية ودولية. تعمل أندية المستوطنات على انتداب وتدريب لاعبين للفرق الإسرائيلية المحترفة التي توفر للاتحاد الإسرائيلي والفيفا عائدات مالية من مبيعات التذاكر وحقوق البث. لا توفر فرق المستوطنات إيرادات مباشرة للاتحاد الإسرائيلي والفيفا، مثل معظم الفرق التي تلعب في دوري الدرجات الدنيا، لكنها جزء من صناعة كرة القدم الاحترافية المتجذرة في المجتمعات في جميع أنحاء العالم، وتوفر 33 مليار دولار سنويا، وتساعد في الحفاظ على كرة القدم كالرياضة الأكثر شعبية في العالم. الفيفا اتحاد غير هادف للربح مثل الاتحاد الإسرائيلي ونوادي المستوطنات، ولكنها تشارك في نشاط تجاري كبير وفقا لتقرير جون روجي.

تظهر السجلات المالية أن الفيفا والاتحاد الأوروبي لكرة القدم أرسلا في السنوات الأخيرة ملايين الشيكلات سنويا إلى الاتحاد الإسرائيلي كجزء من علاقة مالية متبادلة يُمكن من خلالها للفيفا والاتحاد الأوروبي كسب المال من الألعاب الإقليمية والدولية التي تخوضها الفرق الإسرائيلية.

شارك هذا الخبر!