الشريط الاخباري

الو ... سيادة الرئيس .. مساء الخير / بقلم فارس الصرفندي

نشر بتاريخ: 10-10-2016 | أفكار
News Main Image

هوجو شافيز اسم سيبقى يتردد لعقود في اذهان الاحرار في العالم كما باقي الثوار الذين رفضوا الظلم والقهر والعبودية ...شافيز كان على مدار سنوات يوم الاحد يقدم برنامجا تلفزيونيا يتواصل فيه مع الجمهور الفنزويلي مباشرة وكمواطن فنزويلي لديك مشكلة تستطيع ان تتصل بالرئيس على الهواء مباشرة وتقول له مساء الخير سيادة الرئيس وتبث شكواك اليه وفي الغالب تحل المشكلة على الهواء لان الحاضرون في الاستديو غالبا هم وزراء الرجل وفي اكثر من حادثة وبخ شافيز احد الوزراء بعد شكوى مواطن ...الزعماء لا يصنعون الزعماء يخلقون ...شافيز قال يوم اعاده الشعب الى سدة الحكم بعد الانقلاب الذي قاده رأس المال الفنزويلي بمساندة رجال الدين وبعض العسكريين (توقعت كل شي الا ان اعود بسرعه الى هنا ) اليوم في فنزويلا صار شافيز رمزا وما ان تتحدث الى الفقراء الفنزويليين حتى يذكروا مآثر الرجل الذي قاد بلادهم لعقد ونصف وتحول الى ايقونه حقيقية ستراها في شوارع كراكاس بشكل جلي ...سيمون بوليفار الملهم اصبح اليوم الى جانبه ملهم اخر يدعى هوجو شافيز ليثبت الاثنان نظرية الزعماء الذين يخلقون ويتحولون الى ايقونات لشعوبهم وترتبط بلادهم باسمائهم فقبل شافيز كانت فنزويلا ترتبط ضمنا باسم سيمون بوليفار لكن اليوم صارت ترتبط ضمنا باسم شافيز ...في مكان اخر من العالم حكاية لقائد اخر اصبح هو ايقونة لشعبه وامته ...في شوارع كيب تاون في ازقتها وفي الميادين العامه ينتصب نلسون مانديلا في البيوت في المحال التجاريه مانديلا موجود بكل تفاصيل الجنوب افريقيين سواء اكانوا من السود او البيض او الملونيين ...في البرلمان الجنوب افريقي نلسون مانديلا يستقبلك على المدخل وفي قاعات البرلمان ويستقبلك في المكتبه وفي غرف المسؤولين مانديلا يجلس في كل زاوية ...عندما تجلس الى من كانوا يوما اعداء لمانديلا تكتشف بان حديثهم فقط ينصب على مانديلا وحتى كيف كانوا يفاوضونه وكيف كان يرد عليهم وكيف كان يؤثر بهم ...في الطريق الى روبن ايلاند الجزيره التي قضى فيها مانديلا سنوات سجنه كان يرافقنا عمر كاثرادا زميل مانديلا في السجن ورغم ان كاثرادا لا يقل اهمية في نضاله عن مانديلا لكن تشعر بان الزعامه التي صنعها مانديلا هي المتاصلة والمتجذره في ذاكرة الجنوب افريقيين حتى فيمن كانوا يوازونه في النضال ...الزعامه تنبثق من قدرة القائد على ملامسة هموم امته وعلى نضوج فكرة التضحية من اجل بقاء الامة ...لم اكن اتخيل ان زنزانة مانديلا بهذا الشكل حتى رايتها ودخلت اليها ساعتها قفزت الى ذهني فكرة كيف تحول الرجل الى حاضر دائم في كل تفاصيل الافريقيين حتى بات الافريقي اذا تحدث اليك يذكر في كل جملة اسم نلسون مانديلا ...لا يمكننا كعرب ان نقلل من قدرنا فنحن لدينا زعماء خلقوا واصبحوا ايقونة في تاريخنا ونحن كفلسطينيين لدينا ايقونة هي حاضرة اليوم في كل تفاصيلنا انها ياسر عرفات ...لم يكن عرفات الذي قضى مسموما على يد اعدائه اقل من مانديلا وشافيز وغاندي ...ابو عمار بعد اثنا عشر عاماعلى غيابه مازال حاضرا في حياتنا وحتى من ينتقد الرجل يذكر ماثره كقائد صنع ثورة واستطاع ان يكون قاسما مشتركا في كثير من الاوقات وفلسطين ارتبطت ومازالت بشخصية هذا الرجل الذي كان يبتسم دوما وفي قمة المحن يجد متسعا من الوقت كي يتحدث عن النصر ...عرفات صاحب اللهجة المصرية والبزة العسكرية الحق فلسطين باسمه ولو قارنت بين الرجل وبين من ذكرنا من قادة ستجد القواسم بينهم كبيره ...فحتى الاعداء يفاخرون انهم التقوا او تفاوضوا او حتى اشتبكوا مع هؤلاء الزعماء ...حين يؤدي الاعداء التحية لعدو كان الاعتى فهذه سمات القادة الذين يخلقون ولا يصنعون .

شارك هذا الخبر!