الشريط الاخباري

الجميع خاسر في سوريا وفلسطين

نشر بتاريخ: 23-10-2016 | أفكار
News Main Image

المحامي/ سمير دويكات

نحن امة لم تأتي من فراغ، ومن أكثر الأمم عملا في التاريخ والجغرافيا والعلوم والتطور على مدار التاريخ، وأكثر الأمم حفظا للقواعد الإنسانية، وجاء ألينا أعظم رسول وأعظم رسالة، وقد شاهدنا ومر علينا أعظم البطولات التاريخية وأقصى فترات الخيانة واشد أنواع العذابات، وكون أن التاريخ يعيد نفسه، فان دورة التاريخ تدور على الجميع في فترات تاريخية متقاربة أو متباعدة، ولقد كنا في زيارة لأحفاد مغول العصر هذا العام ورأينا كيف أنهم على استقامة تامة في حفظ الحقوق واحترام الإنسان وما وصلوا إليه من تطور، حتى لا تكاد تعرف أنهم هم أحفاد المغلول المجرمين والقتلة الذي احرقوا الكتب التي كانت متوفرة في بغداد، وبسؤال يطرح علي كثيرا من نفسي لو أن هؤلاء المجرمون لم يحرقوا الكتب آنذاك فماذا يمكن أن يكون حال الأمة والعالم اجمع؟ أكيد سيكون أفضل بكثير.

واليوم نرى ونسمع أن هناك أطراف عربية وعلى مستوى المواطنين يدعمون فلان دون فلان ولو في القول في ما يجري في سوريا، أقولها شخصيا واجري على الله أننا خسرنا سوريا وخسرنا مدنا العربية من اجل أحلام طواغيت تقاتلوا على الحكم ليس إلا، وكان بإمكانهم أن ينظروا إلى مصلحة البلد وهذا ليس الكارثة فقط في عالمنا العربي بل في معظم البلدان من اجل أحلام شخص تهدم الدولة ويباع الناس كالجواري وتقتل الأنفس دون ذنب.

في وضعنا الفلسطيني كذلك كلنا خاسرون ومتقاتلون على لا شيء سوى الكراسي والمناصب الزيافة التي لا تساوي سوى حفنة من الدولارات التي تذهب إلى منافعها التي لا تفيد المواطن أو المسئول على حد سواه، ألا يعلم هذا المسئول انه لن يستفيد شيئا إذا ربح الدنيا وخسر الوطن وان لم يعاني منها هو سيعاني منها أولاده وأحفاده.

وبالتالي في ما يجري في كلا البلدين هو نتيجته غياب الحكمة عن المستنفذين وعملهم ضمن أجندات شخصية ليس إلا ولاءهم هؤلاء الناس فقط بطونهم التي لا تملؤها سوى النار فحجم الدمار والخراب والمخالفات لا يرف لها عندهم جفن وهنا الطامة الكبرى.

فخراب البلدان لم يشف لصدر عندهم أن ينظروا عبر المرأة لأنفسهم لعلهم يراجعون أنفسهم ولو للحظة فارقة في الزمن.

شارك هذا الخبر!