الشريط الاخباري

الرئيس بافتتاح متحف الشهيد عرفات: سنظل على العهد متمسكين بثوابتنا الوطنية

نشر بتاريخ: 09-11-2016 | ثقافة وفنون , PNN مختارات
News Main Image

- المتحف شاهد على تاريخ واحد من أعظم رجالات فلسطين والعالم

رام الله/PNN - قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن متحف الشهيد الرمز والقائد الراحل ياسر عرفات؛ أصبح حقيقة مجسدة، يحافظ على إرث نضالي كفاحي لرجل عظيم.

وأضاف سيادته في كلمته بحفل افتتاح المتحف، مساء اليوم الأربعاء، بحضور أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن هذا المتحف سيبقى، بما يحتويه من متعلقات الشهيد عرفات، شاهداً على الوفاء، وهديةً ونبراساً لأجيالنا القادمة، لتتعرف من خلاله على تاريخ واحد من أعظم رجالات فلسطين والعالم في القرنين العشرين والحادي والعشرين.

وجدد سيادته التأكيد على أننا سنظل متمسكين بثوابتنا الوطنية التي أرساها المجلس الوطني الفلسطيني في دورة إعلان الاستقلال عام 1988، ندافع عن حقوق شعبنا ومقدساتنا، ونراكم الإنجازات على طريق قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.

وشكر سيادته مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات، الذين بفضل جهودهم، وعملهم المخلص، ومثابرتهم، جرى تشييد هذا الصرح.

وفيما يلي نص كلمة الرئيس:

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ )

صدق الله العظيم

أصحاب المعالي والسعادة ضيوفنا الكرام،

الأخوات والإخوة رئيس وأعضاء مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات،

السيدات والسادة،

ها نحن اليوم، نلتقي لافتتاح متحف الأخ الشهيد الرمز، والقائد الراحل ياسر عرفات؛ وإن ما يبعث على البهجة أن نرى هذا الإنجاز الكبير، الذي أصبح حقيقة مجسدة، يحافظ على إرث نضالي كفاحي لرجل عظيم، نعم، هنا على الأرض التي شهدت حصار أبي عمار، وصرخته المدوية، التي أطلقها من قلب الحصار في وجه المحتلين: "يريدوني إما أسيراً أو طريداً أو قتيلاً، لا أنا أقول لهم: شهيداً شهيداً شهيداً" هكذا كان أبو عمار دائماً شجاعاً مقداماً وأبياً، وهكذا مضى إلى جنات الخلد، رحمه الله.

وسيبقى هذا المتحف، وبما يحتويه من متعلقات الشهيد الرمز أبي عمار، شاهداً على الوفاء، وهديةً ونبراساً لأجيالنا القادمة، لتتعرف من خلاله على تاريخ واحد من أعظم رجالات فلسطين والعالم في القرنين العشرين والحادي والعشرين.

وأود أن أجدد القول هنا، بأننا على العهد محافظون، وسنظل متمسكين بثوابتنا الوطنية التي أرساها المجلس الوطني الفلسطيني في دورة إعلان الاستقلال عام 1988، ندافع عن حقوق شعبنا ومقدساتنا، ونراكم الإنجازات على طريق قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.

ويسرني ويشرفني في هذا المقام أن أعبر باسم شعبنا الفلسطيني، عن عميق الشكر والتقدير لمجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات، الذين بفضل جهودهم، وعملهم المخلص، ومثابرتهم، جرى تشييد هذا الصرح؛

التحية كل التحية لك، أيها الأخ والرفيق الشهيد، ولكل الإخوة القادة الشهداء، ولكل شهدائنا الأبرار، الذين مضوا إلى جنات الخلد على طريق الحرية والاستقلال، وتمنياتنا لجرحانا بالشفاء ولأسرانا البواسل بالحرية والعودة لأهلهم وذويهم سالمين.

مرة أخرى أحييكم، وأشكركم، أيتها الأخوات، أيها الإخوة، على عطائكم، ونبل جهودكم، وحضوركم لهذا الحدث العظيم في تاريخ شعبنا ومسيرته الوطنية والتحررية.

القدوة: المتحف يقدم لأبناء شعبنا وللعالم رواية الحركة الوطنية الفلسطينية

من جهته، قال أمين عام مؤسسة الشهيد ياسر عرفات ناصر القدوة : "إننا بافتتاح متحف الذاكرة الفلسطينية المعاصرة نجدد العهد والوفاء لقائدنا المؤسس، وندعو شعبنا للاحتفاء به والتفاعل معه، ولنعبر عن تقديرنا العميق لكل من دعم المتحف وشارك في بنائه، للرئيس محمود عباس الذي من دون دعمه ما كان لهذا العمل أن يكون، ورئيس الوزراء والحكومة".

وأضاف: "متحف ياسر عرفات الذي تقيمه المؤسسة، يقدم لأبناء شعبنا وللعالم رواية الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال سيرته بما يخلق فضاء حيويا، ومن خلال مقتنياته ملتقى يجسر بين الماضي والحاضر بصيغة مستمرة ومزارا يسهم في ديمومة إرث ياسر عرفات، يؤمه الفلسطينيون وغيرهم من شعوب العالم ليتفاعلوا مع نضال شعب ومسيرة قائد".

عمرو موسى: حان الوقت لنصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية

بدوره، قال رئيس مجلس امناء مؤسسة ياسر عرفات عمرو موسى: "كم يسرني أن أقف في هذه المناسبة لنحيي ياسر عرفات ونحيي ذكراه، هذا اليوم استثنائي لأننا نحيي اسم قائد فلسطيني، ولنؤكد لكل من قالوا إن القضية الفلسطينية تبخرت، إن هذا لن يحدث وسنظل نعمل بإصرار وصمود للتوصل لحل عادل لهذه القضية، مهما مرت الأيام والشهور".

وأضاف: "ندعو لوحدة الصف الفلسطيني، كما ندعو لوحدة الصف العربي خلف القرار الفلسطيني".

وقال موسى: "هذا اليوم له بعد تاريخي، ولربما يحمل المستقبل بذور تغيير لما رأيناه في السياسة المستمرة التي تدير الأزمة بدلا من أن تحلها، وإن الوقت حان لنصل إلى حل نهائي للقضية بدلا من الاستمرار في إدارتها، هناك فرصة ولكنها لن تتأتى إلا إذا ما بدأنا بحل مشاكلنا في العالم العربي وأن نعيد بناء مجتمعنا وموقفنا العربي فيما يتعلق بالمنطقة والمستقبل وبالقضية الفلسطينية".

ميلادينوف: الأمم المتحدة ملتزمة بدعم الجهود الفلسطينية

وقال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة نيكولاي ميلادينوف: "قبل 12 عاما فقدنا شخصا يحظى باهتمام العالم جميعه، كرس حياته من أجل هذه القضية، ووضع شعبه على الطريق الصحيح لبناء دولتهم المستقلة، واتخذ قرارات شجاعة".

وشدد على أن الأمم المتحدة ملتزمة بدعم الجهود الفلسطينية، وان المستوطنات تهدد السلام.

أبو الغيط: القضية التي عاش عرفات من أجلها لن تموت

من جهته، قال أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط: "ليس بعيدا عن هنا عاش الرئيس عرفات، محاصرا في غرفته لمدة ثلاث سنوات، قضاها هذا المقاتل النبيل رافضا أن يستسلم عارفا أن القهر لا يرتب شرعية، مؤمنا أن التاريخ سيقول كلمته يوما ما".

وأضاف: "مررت على الغرفة التي شهدت هذا الصمود الأسطوري، الجدران لم يبق فيها موضع إلا وشهد على الرصاص، التفاصيل التي تروي سيرة بطل عربي نادر المثال، هذه التفاصيل والمقتنيات التي نجح المتحف في جمعها لا تروي قصة رجل فقط وإنما تاريخ بلد، نتتبع تاريخ الوطن في مسيرة الرجل، الوطن الذي عاش ومات من أجله".

وأشار أبو الغيط إلى أن بإمكان الاحتلال نزع الأرض وأن يهدم البيوت، ولكن ليس بإمكانه مصادرة الذكرى أو محو المسيرة أو قتل القصة والحكاية، لأن المتحف لا يبكي على الأطلال بل يحتفي بالذكرى وينطلق بها للمستقبل.

وأضاف "الرئيس أبو مازن الذي حمل العبء الثقيل، حمل الراية بأمانة وشرف وتجرد، لقد تابعت أداءك وأنت تسعى لتحقيق تسوية".

وأكد أبو الغيط أن القضية التي عاش عرفات من أجلها لن تموت، هذا الحلم العظيم لن يموت، والمتحف يحمل رسالة للعالم بوجود هذا الشعب، وقريبا جدا سيعيش الأبناء بوطن حر ومستقل لا يعرف نقاط التفتيش والجدران لا مكان فيه للاعتقال والمداهمات والحصار والعزل، وساعتها سيذكر كل طفل أن عرفات ورفاقه هم من جعلوا هذا اليوم قريبا وحقيقة.

وشارك في حفل الافتتاح: الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق نبيل العربي، ورئيس وزراء الأردن الاسبق عبد السلام المجالي، والوزير السابق في الحكومة التونسية الهادي البكوش، ومصمم متحف ياسر عرفات حسين الشابوري، والأمين العام السابق في الحكومة التونسية الصادق فيالة، ووزير الدولة الهندي ام جي اكبر، وشنمايا جارديخا وهو صديق دبلوماسي هندي للرئيس الراحل عرفات.

كما حضر حفل الافتتاح: رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وأمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، وأعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة "فتح"، وعدد من الوزراء واعضاء المجلس التشريعي، وشخصيات عامة.

عن المتحف

يعد متحف الشهيد ياسر عرفات أكبر تجمع لوثائق وصور وتسجيلات صوتية ومرئية ومقتنيات، تروي حقائق وتفاصيل عن تاريخ القضية الفلسطينية منذ عام 1900 وحتى عام 2004.

شيد المتحف بمساحة بناء تقدر بـ2600 متر مربع، وبطوابق 3، بأموال فلسطينية دون دعم خارجي، ويضم وثائق ومراسلات وملاحظات شخصية وأوامر عسكرية وكل ما أمكن من وثائق للرئيس الشهيد، إضافة إلى 10 آلاف صورة متنوعة لأبو عمار تم اختيارها من كم لا حصر له من الصور.

كما يضم قسم فيديو يحتوي على أكثر من 3500 تسجيل تراوح ما بين مدة ثواني إلى أفلام وتسجيلات وثائقية طويلة المدة، إلى جانب مقتنيات شخصية من ملابس وإبرة خياطة ونظارات وأقلام وهدايا للرئيس الشهيد، جمعت مشوار حياته على امتداد أماكن تواجده ما عدا قطاع غزة، حيث لم تفرج "حماس"، حتى اللحظة عن مقتنيات أبو عمار.

ويضم المتحف أيضا مكتبة الكترونية وسمعية وورقية كبيرة، وقاعة عرض متنقل ستعرض بشكل دوري أعمال مبدعين وفنانين، إلى جانب زاوية "لأنسنة" الحركة الأسيرة عبر عرض الجرائم التي تعرض لها 175 من شهداء حركتنا الأسيرة منذ 1967 وحتى 2014، إضافة إلى زاوية تعرض أهم إبداعات أبناء شعبنا من شعراء وكتاب وصحفيين، وغيرهم.

[gallery link="file" columns="2" size="full" ids="168666,168667,168669,168670" orderby="rand"]

شارك هذا الخبر!