الشريط الاخباري

هل يتحقق السلام في عهد ترامب؟

نشر بتاريخ: 24-11-2016 | أفكار
News Main Image

بقلم/سمير عباهرة

بدأت ملامح السياسة الخارجية الامريكية تتضح شيئا فشيئا في حقبة الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب الذي سيصل فعليا الى سدة الحكم في النصف الثاني من شهر كانون اول من العام المقبل. ورغم انشغال ترامب في ترتيب امور ادارته الجديدة إلا انه لا يستطيع اغفال المواضيع الاكثر حساسية في السياسية الخارجية في استراتيجية الولايات المتحدة والتي لم يتغير جوهرها على مر العصور انطلاقا من المحددات التي تحكم تلك السياسة بغض النظر عن الاسماء التي تحكم البيت الابيض. والمتتبع للشأن الامريكي وتحديدا العالمين ببواطن السياسة الامريكية من محللين ومراقبين يدركون جيدا ان نبرة ترامب ومواقفه قد تغيرت بعض الشيء مقارنة بمرحلة ما قبل الانتخابات وما بعدها ووصوله الى البيت البيضاوي وتحديدا فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي حيث كانت صدرت تصريحات خلال التحضير للانتخابات بعزم ترامب على نقل سفارة بلاده الى القدس والاعتراف بها عاصمة ابدية موحدة لإسرائيل اضافة الى بعض المواقف الاخرى التي اعلنها بتأييده المطلق لإسرائيل حتى بدأت بعض الجهات في اسرائيل تستعد لحملة ضخمة من الاستيطان بحجم تأييد ترامب للاستيطان. لكن وحسب التصريحات الاخيرة الصادرة عن الرئيس ترامب التي تشير الى اهتماماته في تحقيق السلام الذي عجزت عن تحقيقه ادارات امريكية سابقة حين قال انه يود ان يكون الشخص الذي "حقق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين"، مؤكدا أن ذلك سيكون "إنجازا عظيما"، رغم فشل إدارتين أمريكيتين متتاليتين بتحقيق ذلك. هل هي تصريحات توحي بعودة الاهتمامات الامريكية الجديدة في قضايا الشرق الاوسط بعد ان فصلت ادارة اوباما نفسها عن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وأعلنت انسحابها الى حد ما تحت ذرائع الصراعات الدينية والعرقية والسياسية التي اغرقت المنطقة بحيث بات التوصل الى سلام في هذه المنطقة التي تعج بالصراعات امرا في غاية الصعوبة وتأثرت القضية الفلسطينية بهذه المواقف مما زاد من استفحال اسرائيل واستمرار تمردها على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية باستمرار الاستيطان ومصادرة الاراضي الفلسطينية، ام هي تصريحات تحمل تطمينات للجانب العربي وذر الرماد في العيون . ربما يكون ترامب قد ايقن جيدا ان هناك تحولات وتغيرات كثيرة ومتسارعة تركت تداعياتها على العالم بشكل عام ومنطقة الشرق الاوسط بشكل خاص تأثرت السياسة الخارجية بها بحيث اصبحت تلك التحولات والتغيرات تهدد المصالح الامريكية في هذه المنطقة التي تكثر فيها الصراعات والنزاعات، مع اعتراف الساسة الامريكيون بان الاستقرار في المنطقة مصلحة امريكية وان التوصل الى سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين يندرج في هذا الاطار لإحداث نوع من الاستقرار في المنطقة تنطلق منها الولايات المتحدة نحو الحفاظ على مصالحها. وإذا كانت توجهات ترامب صادقة فيما يتعلق بتحقيق السلام فلا بد انه يدرك جيدا مفاهيم السلام واستحقاقاته ومحدداته والتي عجز عن فهمها اسلافه في الادارات الامريكية السابقة، رغم ان اطلاق عملية السلام من قبل الولايات المتحدة كانت تحمل مفاهيما تتعلق بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة،وهنا لا بد ان يتذكر ترامب انه لن يكون هناك استقرارا في هذه المنطقة طالما استمرت اسرائيل في احتلالها للاراضي الفلسطينية واستمرار تنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة ومن هنا يجب على ترامب مراجعة حساباته اذا كان معنيا في تحقيق السلام وإنهاء الصراع عليه ان يبحث عن مواطن الفشل والعوائق والصعوبات التي واجهت الادارات الامريكية السابقة والعمل على تذليلها. وتكمن اولى مهام ترامب في ارسال اشارات واضحة لإسرائيل بأن الولايات المتحدة قد اخذت على نفسها وعلى مر العصور تطبيق القانون الدولي وان تحقيق السلام في المنطقة يتطلب تطبيق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي على الاراضي الفلسطينية المحتلة وهذا يتطلب انسحاب اسرائيل الكامل من تلك الأراضي ثم نسترجع المبادئ التي قامت عليها عملية السلام والمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والتي اطلقها انذاك الرئيس بوش الاب وتتضمن مفاوضات على اساس حل الدولتين تتوج بإقامة دولة فلسطينية.

شارك هذا الخبر!