الشريط الاخباري

كلمة د. احمد مجدلاني باسم القوى والفصائل الفلسطينية في المؤتمر العام السابع لحركة فتح

نشر بتاريخ: 30-11-2016 | سياسة
News Main Image

رام الله- PNN- قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني د. احمد مجدلاني اليوم الاربعاء خلال كلمته باسم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في المؤتمر السابع لحركة فتح ، إن انعقاد مؤتمر فتح في هذه الظروف الصعبة والمعقدة، نتطلع إليه بمسؤولية وطنية عالية، تنطلق من إيماننا بالوحدة الوطنية والمصير المشترك، الذي يجمع بين كافة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والحركة الوطنية الفلسطينية عموما، التي تشكل حركة فتح، الركيزة الأساس فيها، وللمشروع الوطني الفلسطيني برمته، بغية النهوض بأوضاعنا وتعزيز مسيرة نضال شعبنا، من أجل انتزاع حقوقه الوطنية الثابتة غير القابلة للنقصان أو المساومة أو المقايضة، وفي المقدمة منها حقه بالعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 67 وعاصمتها القدس، مؤتمركم السابع مؤتمر حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، الذي يصادف انعقاده مع اليوم العالمي للتضامن مع شعبنا الفلسطيني في كل أصقاع العالم.

وأضاف د. مجدلاني يأتي انعقاده في ظل انسداد الأفق السياسي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي والرعاية الأمريكية المنفردة لعملية السلام، التي أثبتت الوقائع والمعطيات فشل هذه الرعاية بسبب الانحياز الفاضح والمكشوف لسياسات دولة الاحتلال.

أضف إلى هذا فشل كافة المحاولات للوصول لمصالحة وطنية داخلية تنهي حالة الانقسام التي بات استمرارها يؤسس لمرحلة جديدة نحو الانفصال، وأننا إذ نردد معكم أيها الأخ الرئيس القائد أن لا دولة في غزة ولا دولة فلسطينية بدون غزة، فإننا بذلك نؤكد على وحدة الشعب والأرض والقضية.

متابعا مرة أخرى وتأكيداً على جملة التحديات التي نواجهها داخليا وخارجيا، فإن الجميع يتطلع إلى مؤتمركم، والى ما قد ينبثق عنه من مخرجات سياسية وسياسات اجتماعية واقتصادية، ليكون على مستوى هذه التحديات، حيث أن قراراته ومخرجاته الوطنية يجب أن تشكل رافعة لمرحلة جديدة من العمل الوطني ولإعادة صياغة هذا الواقع الوطني، وبما يساهم في صياغة إستراتجية عمل وطني فلسطيني جديدة، تستجيب لهذه التحديات وتشق طريقا نحو الحرية والاستقلال وبناء الدولة ومؤسساتها على أسس ديمقراطية تعددية.

واشار إننا اليوم بأمس الحاجة إلى رؤية جديدة تدفع باتجاه استكمال مهام عملية التحرر الوطني من الإحتلال الإسرائيلي واستكمال بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المنشودة وتعزيز بنية النظام السياسي الفلسطيني على أسس ديمقراطية، لذلك لا بد من تطوير برامج عملنا لتأخذ بعين الاعتبار أداة المقاومة الشعبية السلمية والاشتباك السياسي والدبلوماسي والقانوني مع الإحتلال في برامج عملنا سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي والدولي، ولفضح وعزل دولة الاحتلال وإجراءاتها التعسفية المنافية لأبسط قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

مؤكدا فإننا في فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل العمل الوطني نتطلع إلى مؤتمركم ومخرجات هذا المؤتمر أن تعمدوا إلى استنهاض الفعل الوطني واستنهاض منظمة التحرير الفلسطينية بمختلف مؤسساتها، وعلى قاعدة الشراكة الحقة بين مجموع القوى والفصائل.

قائلا إن رؤيتنا في فصائل العمل الوطني الفلسطيني للمرحلة القادمة نحددها بالاتي: صياغة إستراتجية وطنية جديدة تؤكد على رفض العودة لصيغة المفاوضات الثنائية وبالرعاية الأمريكية المنفردة والمنحازة لإسرائيل، باعتبارها صيغة أثبتت التجربة عقمها وندعو إلى دعم المبادرة الفرنسية للدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام كامل الصلاحيات. وأن أي انخراط في أي عملية سياسية مع دولة الاحتلال يجب أن يسبقه اعتراف مسبق بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية، وقبولها بمرجعيات عملية السلام المعتمدة دوليا، وفي مقدمتها مبادرة السلام العربية، ووقف الاستيطان الذي تسعى حكومة الإحتلال عبره لتدمير ما تبقى من حل الدولتين، وبالتوازي مع ذلك صياغة برنامج عمل وطني يعتمد المقاومة الشعبية لمواجهة الاستيطان وعربدة حكومة نتنياهو العنصرية والفاشية.

واستخلاص الدروس والعبر من كافة جولات الحوار مع الإخوة بحركة حماس لإنهاء الانقسام من خلال إدراك أن الانقسام طال أمده وأفرز معه من المعطيات والمتغيرات ما يهدد بوحدة شعبنا وأرضنا وقضيتنا، مما يستوجب قراءة معمقة لأسبابه ونتائجه وبالتالي الخلوص إلى رؤية جديدة ونوعية لوضع حد لهذا الانقسام انطلاقاً من التزامنا بما وقعنا عليه من اتفاقيات، وفي المقدمة منها تشكيل حكومة وحدة وطنية، على أساس برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، وبسقف زمني محدد ينتهي بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية للمجلسين الوطني والتشريعي، وإذا تعذر أيضاً تشكيل هذه الحكومة على هذه الأسس لنتفق على إجراء انتخابات عامة بإشراف عربي ودولي، لتنهي حالة الانقسام، وبما يؤدي لوحدة النظام السياسي الفلسطيني وتصليبه لمواجهة كافة التحديات الداخلية والخارجية.

وهذا يستدعي إستراتجية وطنية جديدة تأخذ بعين الاعتبار التعاون والتنسيق مع الجوار العربي وبخاصة جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة العربية السعودية. وأن يشكل مؤتمر حركة فتح ونتائجه مدخلاً حقيقياً وفاعلاً نحو دعوة المجلس الوطني الفلسطيني للانعقاد خلال الأشهر الثلاثة القادمة بدورة اعتيادية، حيث نرى إن تهيئة الأجواء والمناخات لانعقاد المجلس الوطني بات ضرورة وطنية ملحة لسببين: تجديد الشرعية الوطنية. تبني إستراتجية وطنية سياسية كفاحية ببرنامج إجماع وطني يهدف إلى النهوض بالواقع الفلسطيني وعلى كافة الصعد.

متابعا أما على الصعيد العربي والإقليمي فإننا في القوى الوطنية الفلسطينية نرى ضرورة تعزيز العلاقات مع دول الجوار العربي، وجامعة الدول العربية على وجه الخصوص، لان القضية الفلسطينية يجب أن تبقى قضية العرب الأولى، وان لا سلام ولا استقرار في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط دون إيجاد الحل العادل للقضية الفلسطينية من مختلف جوانبها، مع التأكيد على رفضنا لتعديل مبادرة السلام العربية والتطبيع مع دولة الاحتلال بمعزل عن هذا الحل العادل. مع تأكيدنا المطلق لرفضنا للإرهاب ومقاومتنا له بكل الوسائل والسبل، وان محاولة البعض إعطاء الأولوية لمكافحة الإرهاب على حساب القضية الفلسطينية، ما هو إلا خدمة للاحتلال، لان استمرار الاحتلال يغذي كل أشكال التطرف والإرهاب في المنطقة والعالم.

على الصعيد الدولي قال د. مجدلاني إن بروز بعض المؤشرات في الانزياح نحو معسكر اليمين المتطرف بالعلاقات السياسية الدولية بعد فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، والترحيب الإسرائيلي بهذا الفوز وكأنه انتصار لإسرائيل وسياساتها ارتباطا بتصريحاته إبان حملته الانتخابية، إلا أن الواضح من توجهاته العامة طغيان النزعة البراغماتية على فهمه للسياسة الدولية، وهو ما يعني أن مبادئ الحق والعدالة والمساواة لن تجد عنده أيّ هوى، فإذا أضفنا لذلك طبيعة مستشاريه وتوازنات القوى في هيئات صنع القرار الأمريكي، يصبح أي توقع لتغيير ذو دلالة في الموقف الأمريكي من الموضوع الفلسطيني ليس مستنداً على أسس متينة.

لكن ذلك لا يمنع الانفتاح والاستعداد للتعاون مع إدارته بالقدر الذي يستجيب لمصالح شعبنا بإنهاء الاحتلال، لكن مع عدم الرهان على الإدارة الأمريكية في إحداث أي تغيرات إيجابية لصالح الفلسطينيين أو في الضغط على "إسرائيل". والعمل بذات الوقت على تقوية الصف الداخلي الفلسطيني وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني حمايةً للحق الفلسطيني في مواجهة الضغوط المحتملة.

وكذلك التأكيد على استمرار الدبلوماسية الفلسطينية بالنشاط والعمل مع كافة دول العالم لكسب المزيد من الاعتراف بدولة فلسطين، ورفع التمثيل الدبلوماسي لديها، مع تمسكنا بحقنا باعتراف العالم بنا كدولة كاملة العضوية بالأمم المتحدة، وملاحقة تداعيات وعد بلفور المشؤوم على الشعب الفلسطيني مع المملكة المتحدة البريطانية، وكذلك تطبيق القرار 181 للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي نفذ الشق الأول منه بقيام دولة إسرائيل ولم ينفذ الشق المتعلق بقيام دولة فلسطين، ولفضح سياسات هذا الاحتلال المنافية لأبسط قواعد القانون الدولي والإنساني، وملاحقة كل المسؤولين فيه عن جرائمهم بحق شعبنا أمام المحكمة الجنائية الدولية.

واختتم د. مجدلاني كلمته ، بعبارات للقائد الراحل الدكتور سمير غوشة كان قد ضمنها في رسالة موجهة للمؤتمر السادس لحركة فتح بتاريخ 30/7/2009 وهو يصارع المرض حيث خاطبكم قائلاً: " نناشد الأخوة في حركة فتح وعلى كل المستويات القيادية أن تتحمل مسؤولياتها للخروج من الأزمة التي تمر بها فتح، ما يعني خروج الحركة الوطنية برمتها من الأزمة التي تعيشهاً. وإنا أعيد عليكم اليوم ذات العبارات باسم كافة القوى والفصائل نخاطبكم ونقول لكم إن بوصلة الفعل الوطني الحقيقي يتمثل بحركة فتح وبوحدتها وان وحدتكم وقوتكم، قوة لكافة القوى والفصائل وقوة لمنظمة التحرير الفلسطينية.

شارك هذا الخبر!