الشريط الاخباري

لماذا لا تعمل حماس على خلق ظروف موضوعية لإنهاء الانقسام؟

نشر بتاريخ: 07-12-2016 | أفكار
News Main Image

بقلم/ سمير عباهرة

حماس كانت تتابع ما يجري في رام الله من انعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح وتنتظر نتائجه وتداعياته على الصعيد السياسي الفلسطيني وتحديدا فيما يتعلق بتحقيق المصالحة وهو ما أشار إليه عضو المكتب السياسي في حماس موسى ابو مرزوق قائلا: إن التقدم بملف المصالحة ينتظر نتائج المؤتمر السابع لحركة فتح، وإن حركة حماس تأمل أن يؤدي ذلك بحركة فتح إلى الذهاب باتجاه تنفيذ المصالحة التي تم الاتفاق عليها سابقا. وفي الوقت الذي أكدت فيه التوصيات الصادرة عن المؤتمر بضرورة التوجه الجاد نحو إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، عندما أكد على ذلك عضو اللجنة المركزية المنتخب لحركة فتح جبريل الرجوب قائلا : نحن في فتح نقر بمبدأ الشراكة السياسية من خلال عملية ديمقراطية. وهو ما كشف النقاب عنه ايضا عضو مركزية فتح عزام الأحمد، بتأكيده على أن مناخا وصفه بـ "الايجابي والمشجع" يسود الآن في الساحة الفلسطينية لإنهاء صفحة الانقسام، مثمناً موقف حركة "حماس المساهم في إنجاح مؤتمر فتح السابع، سواء من خلال تسهيل سفر أعضاء الحركة من غزة إلى الضفة، أو من خلال رسالة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل للمؤتمر. إزاء هذه المواقف الصادرة عن حركة فتح والتي تؤكد على حالة من الانفراج وخلق مناخ من اجل تحقيق المصالحة كان على حماس التماهي مع مواقف حركة فتح وتعمل على خلق ظروف موضوعية لاتمام المصالحة لا ان يقف القياديفي حماس يحيى موسى ويستمر بتصعيد المواقف عندما دعا: الى ضرورة انتزاع منظمة التحرير من أيدي "عباس" الذي يختطفها، وإعادتها لتكون الحاضنة الوطنية الشعبية لكل الشعب الفلسطيني ولكل توجهاته، مردفا " لا يجوز أن تبقى منظمة التحرير عبارة عن شركة خاصة لمجموعة من الفسدة والمتعاونين والمرتبطين بالاحتلال" وذهب موسى بعيدا في الكشف عن حقيقة مواقف حماس ونواياها عندما أشار إلى أن حركته تسعى إلى مغادرة موقعها كفصيل فلسطيني إلى أن تكون حركة الكل الفلسطيني الحاضنة لكل تيارات الشعب؛ لتوفير البيئة المثالية لمقاومة الاحتلال والاستمرار في مشروع التحرر،وهي إشارة واضحة في عدم إيمان حماس بمبدأ الشراكة السياسية بل إصرارها على تبني محاور الإقصاء والتهميش والسيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية، وإشارة في الحفاظ على سيطرة حركة حماس على قطاع غزة والتمهيد للمشاركة في قيادة المنظمة تمهيدا لتبؤ القيادة في السلطة والمنظمة. إن الإقصاء والتهميش وتصعيد المواقف كما العنف هي ليست خيارات يمكن الركون إليها في إحداث انفراج على صعيد العلاقات الفلسطينية ولا يمكن انتظار نتائج طيبة من وراءها،إذ أن هذا النهج في خطاب حماس سيبقي تحقيق المصالحة في مربع الرهان دون اختراقات تذكر ويدخل في حسابات حماس السياسية في استمرارها في إدارة الانقسام وإلقاء المسئولية على عاتق فتح في إعاقة تحقيق المصالحة. شروط المصالحة وكسر دائرة الانقسام على ما يبدو انها لم تنضج بعد في فكر حماس طالما بقيت تشكل امتدادا للإخوان المسلمين بل بات المطلوب منها أن تصبح جزءاً من الحركة الوطنية الفلسطينية والنسيج الوطني الفلسطيني وان تكف عن خلفيتها الفكرية التي تتعارض مع مكونات النسيج الوطني الفلسطيني، فحماس ترسخ في ذهنها عقيدة تنبع من فكرها الانتقائي بأن حركة "فتح" قادت الفلسطينيين لعشرات السنين ولم تحقق الأهداف الفلسطينية وبالتالي يجب أن تنزل عن الشجرة. إن الحديث عن مواقف حماس يعززه الكثير من الوقائع والحقائق على الأرض باستمرار وضعها العراقيل أمام إتمام المصالحة ،فلا هي وصلت إلى استنتاج بأن إتمام المصالحة هي مصلحة عليا من مصالح الشعب الفلسطيني ولا هي راغبة في شراكة سياسية وردم هوة الخلاف وإحداث نوع من التقارب مع القيادة الفلسطينية، بل ان التناقض واستفحال الخلافات هو العنوان الابرز في مواقف حماس. وبين مواقف يحيى موسى ومواقف أسامة حمدان مسافة بعيدة تفصل الطرفين عن الواقع.فعندما يعترف اسامه حمدان بضرورة الحفاظ على وحدة حركة فتح كضمان ومكون من مكونات النسيج السياسي الفلسطيني عندما أكد قائلا : إن ما بات يهدد القضية الفلسطينية اليوم ليس مسألة الانقسام الحقيقي الحاصل فقط، هناك قلق من انقسام فتحاوي فتحاوي، وهذا إقرار من احد قادة حماس بان فتح تشكل اللبنة الاساسية في المشروع الوطني الفلسطيني اضافة لاعترافه بان الانقسام فعلا يهدد القضية الفلسطينية وهذه المواقف تقف على طرف النقيض من مواقف يحيى موسى الذي يسعى الى رفع وتيرة الخلاف وإعادة التموضع والتمترس خلف مواقف تصعيدية لن تخدم في محصلها النهائية القضية الفلسطينية ومصالح شعبنا الفلسطيني.

شارك هذا الخبر!