الشريط الاخباري

عجز مواجهة اسرائيل مهد لقانون التسوية

نشر بتاريخ: 10-12-2016 | أفكار
News Main Image
بقلم/فادي البرغوثي
اقر البرلمان الاسرائيلي بالقراءة الاولى  قرارا  بما يسمى قانون ( التسوية ) وهو مشروع قانون شرعنة الاستيطان و يجعل القرار البؤر الاستيطانية المقامة في الضفة الغربية والقدس بملكية خاصة مقابل تعويض اصحاب الاراضي الفلسطينين باموال او اراضي بديلة.

وبعيدا عن السنفونية  المتكررة التي تقول ان اي عملية استيطان تعد مخالفة للقرارات الشرعية الدولية فان القانون بحد ذاتة يعبر عن سرقة ونهب يمارسة الاحتلال الاسرائيلي بحق الاراضي الفلسطينية ويقطع الطريق على من يطالبون باخلاء 4 الاف بؤرة استيطانية مقامة على اراضي بملكية خاصة وكما يجعل كل اراضي الغائبين عرضة للسياسية السرقة والنهب الاسرائيلي بشرعية قانون التسوية المذكور.

ويمكن القول بصريح العبارة ان الشعب الفلسطيني غير مستغرب من اقرار قانون التسوية  فالمعطيات والحقائق التاريخية تشير بان  الكيان الصهيوني قام باقتلاع وتهجير الشعب الفلسطيني من ارضة ووطنة في عملية تطهير عرقي منظمة ومدبرة قامت بها العصابات الصهيونية المسلحة والتي توجت باعلان الدولة العبرية في عام 1948  على انقاض الشعب الفلسطيني بعد عمليات القتل والمجازر التي ارتكبت بحق شعبنا الفلسطيني.

اما السؤال المهم في هذا المجال  لماذا  في هذه الفترة بالذات  صدر القانون ؟؟؟ وهل التوقيت مناسبا للدولة الصهيونية ؟؟؟ ليس هناك اكثر فرصة للدولة العبرية للاستغلالها بشكل كبير حتى تصدر ما يحلو لها من قوانين عنصرية اتجاة الشعب الفلسطيني ومن يتتبع مع يجري في الفترة الاخيرة يعرف ذلك.

على سبيل المثال رشحت الدول العربية ودول عالمية في الامم المتحدة الدولة العبرية كي تتسلم اللجنة السادسة  وهي اللجنة المختصة بحقوق الانسان وقضايا القانون الدولي بما في ذلك البروتوكولات المختصة بتطبيق حقوق جنيف الرابعة بحماية المدنيين اثناء الحرب والانتهاكات التي ترتكبها.

ان  تولي اسرائيل مسؤولية الدفاع و حماية المدنيين امرا يثير السخرية من حيث معرقة العالم بان الدولة العبرية تعتبر الاكثر دموية على مستوى  العالم بل اكثر دولة تنتهك حقوق الانسان وتضرب قرارات الشرعية بعرض الحائط في العصر الحديث وبدلا من محاسبتها تكافىء على مجازرها التي ارتكبتها  مواخرا اثناء  الحرب على  قطاع عزة واستمرارها في مصادرة الاراضي في الضفة كما لم انة لا يخفى على احد تحسين العلاقات بين الدول الخليجية واسرائيل لعل ابروها زيارة اللواء السعودي انور عشقي لاسرائيل ولقائة وزير الدفاع افغدو ليبرمان الشخص الاكثر تطرفا في اسرائيل كما ان الدول الخليجية والمملكة العربية السعودية بالتحديد  لم تتنصل من الزيارة او تستنكرها ولم تحاسبة عندما عاد الى المملكة مما يؤكد حصولة على موافقة مسبقة للزيارة مما يثير تساؤل ان مبادرة الملك عبداللة بن عبد العزيز ملك السعودية سابقا والتي اصبحت فيما بعد المبادرة العربية للسلام فقدت مضمونها وبدلا من الانسحاب اولا من الاراضي التي احتلت عام 1967 ومن ثم التطبيع الكامل لتصبح التطبيع اولا وثانيا وثالثا والى الابد.

  ان ابرام اتفاقية  مصالحة بين الدول العربية واسرائيل تفقد القضية الفلسطينية اوراق الضغط المتبقية لديها كما ان  الدولة العبرية تتحرر من  تنفيذ الجزء المتعلق بالانسحاب  خصوصا اذا ما جرى تطبيقة من الخلف ؟؟؟!!!

لقد عبر  رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نيتنياهو  بالتغيرات الدرماتكية في العلاقات الخارجية باسرائيل وقال ان العديد من الدول العربية اصبحت تنظر الينا كحليف وليس كتهديد رافعا شعار العداء لايران وسوريا وحزب الله واضاف ان هناك تنسيق غير مسبوق بين الدولة العبرية والدول العربية لمواجهة الارهاب والتطرف.

وفي هذا الاطار اثبت ان جميع الاطراف المتحاربة في سوريا تعتبر اسرائيل خط احمر لا يمكن المساس بة ومن ابرز ذلك الموقف المشتركة بين روسيا واسرائيل التي تم الاعلان عنها رغم المواقف المختلفة بين روسيا واسرائيل من بقاء بشار الاسد في السلطة وقد تم تنسيق الطلعات الجوية  بين روسيا واسرائيل لتفادي معارك جوية ومواجهات بين الطرفين كما تعهد الروس بامن اسرائيل للذلك  بقيت روسيا صامتة عن بعض الجرائم الاسرائيلية  التي تم تنفيذها على الاراضي السورية لعل اهمها  تنفيذ اغتيال المناضل الكبير سمير قنطار، الذي امضى 30 عاما في السجون الاسرائيلية  او قصف اماكن تابعة للنظام السوري احيانا كانت داخل دمشق نفسها   وتحليق الطائرات الاسرائلية  فوق الاجواء السورية على مقربة من تواجد المعدات والآلآت  الحربية الروسية.

اما المعارضة السورية فقد تبين انها لها علاقة حميمة مع دولة الكيان الصهيوني تجلت  اثناء علاج العديد من مقاتليهم في المشافي الاسرائيلية ثم اطلاق سراحهم بعد ان يستوفي العلاج حتى ان البعض منهم صرح بشكل واضح ان اسرائيل لا تعتبر عدوا للمعرضة السورية.

تخيل ماذا لو اقدمت دولة اخرى غير الدولة العبرية  في اختراك الاراضي السورية وتنفيذ الاغتيالات او قصف مواقع تابعة للنظام؟؟؟ ربما حدثت حرب عالمية ثالثة !!!لكن يبدو ان اسرائيل خارج حساب جميع الاطراف المتصارعة على الاراضي السورية ام على  صعيد الدولة العظمى ربما لا يوجد فرصة اكثر من الفرصة  الحالية  للكيان الصهيوني للتطبيق وتنفيذ مخططات الكيان   فقد يكفينا اشارة واضحة ان رئيس الولايات المتحدة الامريكية المنتخب  يتعامل من اهم قضية في الشرق الاوسط من زاوية حفيدة اليهودي  كون ابنتة متزوجة للرجل يهودي وهو تصريح واضح كان في فترة دعايتة الانتخابية التي اعلن فيها دعمة للكيان الصهيوني من الزاوية العشائرية المتخلفة.

كما انة صرح بعد انتخابة سيقوم بتعين زوج ابنته المليونير المدعو جاريد كوشنر مبعوث خاص للشرق الاوسط وهو المكلف بصنع السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين.

وقد بدات ملامح العائلة الكريمة تظهر في قيام عائلة بنت الرئيس الامريكي  السيد جاريد كوشنير وزوجتة قدمت دعما ماليا كبيرا للدولة الكيان الصهيوني وخاصة لمستوطنات الضفة الغربية.

واشارت جريدة الايام الفلسطينية الصادرة بتاريخ 7 / 12/ 2016 ان السجلات الضريبية للمؤسسة الخيرية التي اسستها عائلة كوشنير منحت ملايين الدولارات للاسرائيل ووصل جزء منها الى المستوطنات ومؤسسة اصدقاء الجيش الاسرائيلي مما يجعلنا نطلق نتيجة على مصير المباحثات القادمة استنادا للمثل العربي الشهير المكتوب يقرء من عنوانة في ان الواسطة لن تكون الا منحازة للكيان الصهيوني وربما بشكل غير الشكل المعهود والمعروف لدينا في هذا المظمار قد يقول قائل ماذا فعل باراك اوباما سوى الوعود الكاذبة للشعب الفلسطيني ؟؟؟ وهو حديث صحيح لا يخلو من الخطا لكن اسرائيل تتعامل من وقت توقيع اتفاق اوسلو الى غاية اللحطة بشكل تراكمي للوصول الى نقطة حسم الصراع.

وفترة دونالد ترامب ستصل للحسم بدلا من ابقاء اي ثغرة مفتوحة وقانون التسوية هذا جاء بالتنسيق مع الادارة القادمة للبيت الابض خصوصا التصريح الذي ادلى بة افغدو ليبرمان وزير الجيش الصهيوني بعد نجاح دونالد ترامب مباشرة ان الدولة العبرية لن تتخذ مواقف منفردة في الاستيطان بالضفة الغربية  داعيا الى التنسيق مع الادارة الامريكية الجديدة  وهو اشارة واضحة على ان السياسية الامريكية التي كانت تتعاطى مع موضوع الاستيطان بالخجل احيانا او تكتفي بعبارات فضفاضة انة مضر بالعملية السلام ويهدد الاستقرار في المنطقة الى دور الشريك الكامل في العملية.

اما على المستوى الفلسطيني ما زال الانقسام قائما بل ويزداد ترسخا وياخذ ابعاد واشكال متعددة  قد يقال انني متشائم لكن هناك وقائع على الارض تجعلني النظر الى انهاء الانقسام وتحقيق وحدة وطنية مطلب صعب المنال خصوصا ان قطبي المعادلة بين فتح وحماس اعلنا اكثر من مرة من طي صفحة الانقسام للابد لكن ما ان يبدا التطبيق العملي للاتفاق حتى تتبادل الحركتين في تحميل كل طرف بعدم تطبيق الاتفاق.

لقد اضر الانقسام الفلسطيني في القضية الوطنية في مقدمتها حرف الحركة الوطنية الفلسطينية عن مهمتها الاساسية كحركة تحررية تهدف بالدرجة الاولى لانهاء الاحتلال  الكولونيالي التوسيعي عبر وسائل النضال المختلفة سواء سلمية او او غير السلمية حسب الطريقة الناجعة والمناسبة والمتفق عليها.

كما اعطى الانقسام فرصة تاريخية للكيان الصهيوني لتمرير الكثير من المخططات على راسها مخطط تصعيد الاستيطان وتهويد القدس.

ولا شك ان الانقسام افقد الشعب الفلسطيني ثقتة بالاحزاب والقوى الفلسطينية التي اصبح ينظر اليها من زاوية العجز والازدراء بعد ان كانت مصدر فخر والهام للمواطن الفلسطيني لعل الانتفاضة الاخيرة اظهرت العجز والفراغ التام لهذه الاحزاب وبدلا من الاتقاط تجربة الشباب والبناء عليها وتطويرها كما حدث عام 1987 اكتفت في مناقشة الظاهرة هل هي هبة ام انتفاضة !!! خصوصا التنظيمات الاكبر على الساحة الفلسطينية!!!

كذلك هناك عجز واضح من تحديد العلاقة مع الدولة العبرية تمثلت في المراوغة وتسويف في تطبيق الدورة 26 (دورة الاسرى ) المنعقدة بتاريخ 26 / 27 /نيسان عام 2014 الذي جاءت قراراتة على ضوء مواصلة الاستيطان غير الشرعي والقانوني فان المجلس قرر وقف التنسيق الامني كافة مع سلطة الاحتلال الاسرائيلي في ضوء عدم التزامها في الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين كما جاء تحت البند الخاص بتحديد العلاقة مع الاحتلال بتخويل اللجنة التنفيذية للمنظمة التحرير الفسطينية بمتابعة عمل اللجنة الوطنية العليا للمتابعة مع المحكمة الجنائية من اجل محاسبة جرائم الحرب سواء فيما يتعلق بالحروب على قطاع غزة او فيما يتعلق بالاستيطان بالضفة الغربية.

ان كل ما يجري دوليا وعربيا وفلسطينيا يجعل الدولة العبرية ان تلعب وفقا لما يحلو لها وان تصدر قوانيين عنصرية دون خوف او وجل  لحسم الصراع وفقا للرؤيتها وتصورها طالما الدول تنظر اليها خارجة عن نطاق المحاسبة  وطالما الفلسطينيون  غير قادرين على تحديد علاقتهم مع الاحتلال وطالما الانقسام قائم.

شارك هذا الخبر!