بقلم/ د. حنا عيسى
أستاذ القانون الدولي
يا بيت لحم وبيت جالا كلنا
موتى ... وذل سكوتنا اكفان
لكن كما ولد المسيح على ثرى
أرض القداسة يولد الفرسان ...
ý تعريف بمدينة بيت لحم:
هي مدينة فلسطينية، ومركز محافظة بيت لحم وتقع على بعد 10 كم إلى الجنوب من القدس. يبلغ عدد سكانها 60,000 نسمة بدون سكان مخيمات اللاجئين. وتعتبر مركزاً للثقافة والسياحة في فلسطين.
تقع بيت لحم على إرتفاع حوالي 775م فوق سطح البحر. (تسمى بيت أيلولاهاما) أي بيت الإله (لاهاما) أو (لاخاما) والأرجح أن اسم المدينة الحالي اشتق من اسم هذه الآلهة، إن كلمة بيت لحم بالآرامية تعني بيت الخبز، وبيت لحم اسم قديم هو (افراته) وهي كلمة آرامية معناها الخصب، يروى أن النبي يعقوب عليه السلام جاء إلى المدينة وهو في طريقه إلى الخليل وماتت زوجته (راحيل) في مكان قريب من بيت لحم ويعرف اليوم (قبة راحيل)، وفي بيت لحم ولد الملك داود، استمدت المدينة شهرة عالمية حيث ولد فيها السيد المسيح في مكان يعرف بكنيسة المهد التي بناها الإمبراطور قسطنطين الروماني فوق المغارة التي ولد فيها المسيح، هدمت هذه الكنيسة فأعاد بناءها الإمبراطور (جوستنيان) بشكلها الحالي .
للمدينة أهمية عظيمة لدى المسيحيين لكونها مسقط رأس يسوع المسيح عليه السلام . تضم بيت لحم العديد من الكنائس، ولعل أهمها كنيسة المهد، التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر 330 م. وقد بنيت الكنيسة فوق كهف أو مغارة يعتقد أنها الإسطبل الذي ولد فيه المسيح. ويعتقد أن هذه الكنيسة هي أقدم الكنائس الموجودة في العالم. كما أن هناك سرداباً آخر قريب يعتقد أن جيروم قضى فيه ثلاثين عاماً من حياته يترجم الكتاب المقدس.
بنيت المدينة وفقًا لعلماء الآثار على يد الكنعانيين في الألف الثاني قبل الميلاد، وعُرفت بعدد من الأسماء عبر الزمن، وقد ورد اسمها في مصادر قدماء السريان والآراميين. وقد مر على المدينة عدد من الغزاة عبر التاريخ، حيث تعرّضت بيت لحم هي وبقية فلسطين للغزو الأشوري والبابلي والفارسي والإغريقي والروماني والبيزنطي. وأعيد بناؤها من قبل الامبراطور البيزنطي جستنيان الأول. وفتحها العرب المسلمون على يد عمر بن الخطاب عام 637، بعد أن ضمن السلامة للمزارات الدينية في المدينة. وفي عام 1099، استولى عليها الصليبيون الذين حصنوها واستبدلوا فيها الأرثوذكسية اليونانية برجال الدين اللاتين. وقد طُرد هؤلاء رجال الدين اللاتين بعد أن حرر المدينة صلاح الدين الأيوبي. ومع مجيء المماليك في عام 1250، هُدمت جدران المدينة وأعيد بناؤها في وقت لاحق خلال حكم الإمبراطورية العثمانية. في عام 1917 انتزعت بريطانيا السيطرة على المدينة من العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى وكان من المفترض أن يتم تضمينها في المنطقة الدولية في إطار خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين عام 1947. وأُلحقت المدينة بالأردن بعد نكبة فلسطين عام 1948. وقد احتلتها إسرائيل في عام 1967 بحرب الأيام الستة. ومنذ عام 1995، ووفقا لاتفاقية أوسلو، نُقلت السلطات المدنية والأمنية في المدينة إلى يد السلطة الوطنية الفلسطينية.
تقع بيت لحم ضمن سلسلة جبال القدس، وترتفع عن سطح البحر 775 متراً. وتعتبر المدينة تاريخيا منطقة مسيحية السكان، إلا أن معظم سكانها اليوم هم من المسلمين، ولكنها لا زالت موطناً لواحد من أكبر المجتمعات المسيحية الفلسطينية.
يسود المدينة طرازان معماريان مختلفان: الطراز القديم السائد في البلدة القديمة حيث القباب والجدران السميكة المبنية من الحجر الكلسي والشبابيك والأبواب على شكل أقواس، والمباني فيها ملتصقة ببعضها ومتراصة وشوارعها ضيقة ومقسمة إلى حارات لكي يسهل الدفاع عنها. أما الطراز الثاني فهو الطراز الحديث السائد في مناطق السكن الجديدة حيث البيوت الحديثة المستقلة أو العمارات المكونة من طبقات.
ý الاماكن التاريخية والدينية في بيت لحم:
إن مدينة بيت لحم هي من أقدس المواقع المسيحية في العالم كونها المدينة التي فيها وُلِدَ يسوع المسيح، وبسبب قدسية مدينة بيت لحم لدى العالم المسيحي فكانت سبب وجود العديد من الأماكن المقدسة المسيحية اهمها:
ويوجد في المدينة مسجد عمر بن الخطاب وهو المسجد الاقدم والوحيد في المدينة الذي يقع مقابل كنيسة المهد. كما أنها منطقة غنية بالمواقع ذات الأهمية التاريخية والدينية. ففيها أطلال رومانية، وبيزنطية، وإسلامية، وصليبية. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من المواقع ذات الأهمية الخاصة لأتباع الديانات الثلاث التوحيدية، لذا تعتبر هذه الأرض مقدسة، حيث يوجد فيها:
بلغ عدد الحجاج والسياح الوافدين إليها مليون سائح سنويا. ويوجد في بيت لحم أكثر من 30 فندقا ومنتجعا سياحيا وأكثر من 138 مطعما.