الشريط الاخباري

هل ينهي ترامب وهم الدولتين -12-2016

نشر بتاريخ: 30-12-2016 | أفكار
News Main Image

بقلم : حمدي فراج في عام 1917 وعدت بريطانيا اليهود بدولة في فلسطين ، وبعد اقل من ثلاثين سنة(1948) نفذ الوعد ، واقيمت تلك الدولة التي كانت ما تزال صغيرة ، وكان بامكان اي دولة عربية ان تقوضها لو امتلكت ارادة القرار ، لكن بعد اقل من عشرين سنة (1967) ، احتلت هذه الدولة بقية الارض الفلسطينية وقضمت من مصر شبه جزيرة سيناء و من سوريا هضبة الجولان ، الاولى اعادتها لمصر بشروط مذلة ، والثانية ضمتها لدولتها ومعها القدس الشرقية . بعد خمس عشرة سنة (1982) اجتاحت اول عاصمة عربية (بيروت) كي تمحي من ذهن العرب ان هناك خطوط حمراء تقف في طريقها ، وان ليس هناك شيئا محرما عليها . بعد حوالي عشر سنوات (1993) حيّدت منظمة التحرير ونالت اعترافها من خلال اتفاقية اوسلو ، واوعزت بمسح نظام صدام حسين عن الخارطة وتم اجتياح بغداد واحتلال العراق بالكامل الذي ما زال يكابد ويكافح لطرد داعش منه حتى كتابة هذه السطور . لكن بعد عشر سنوات على ذلك ، اجتاحوا ليبيا وسوريا واعملوا فيهما دمارا وقتلا وتشريدا وطائفية بغيضة لم نعهدها من قبل . واحتفلنا مؤخرا في فلسطين بمرور قرن على وعد بلفور قبل شهرين ، واكتشفنا ان بريطانيا تفاخر العالم بذلك الوعد المبكر الذي "منح اليهود بيتا لهم" على حد تعبير رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة تيريزا ماي . بعد مرور ربع قرن على اتفاقية اوسلو للسلام ، والذي كان الراحل عرفات يتغنى به كسلام للشجعان ، نكتشف ان المفاوضات التي استمرت زهاء عقدين لم تحقق حرية الشعب الفلسطيني ولا استقلاله في دولة صغيرة (22% من فلسطين التاريخية) منزوعة السلاح بدون ادنى مقومات اي دولة في العالم ، وتوقفت المفاوضات عند موضوعة الاستيطان الذي استمر في قرض ارض الدولة الموعودة ، وحين امتنعت امريكا عن التصويت لادانة هذا الاستيطان ، خرجت اسرائيل عن طورها ، واتهمت امريكا انها تنحاز ضدها ، خاصة بعد خطاب وزير خارجيتها الذي برر الموقف بانه يريد الحفاظ على حل الدولتين الآخذ في التبدد . ثم كتب دونالد ترامب على صفحته منددا بالقرار وبالخطاب "لا يمكن التعامل مع اسرائيل بمثل هذا الازدراء . كوني قوية يا اسرائيل ، فإن 20 يناير قادم" ، ليرد عليه نفتالي بينيت ، ان حل الدولتين قد دفن الى الابد ، وانه سيعلن انضمام المستوطنات الى الدولة اليهودية ، اما القدس ، فهي مضمومة فعليا ولا ينقصها سوى بعض الشكليات الترسيمية كنقل سفارة الولايات المتحدة من تل ابيب اليها . بعدها اعلنت السلطة انها ستتوجه الى مجلس الامن للتنديد بالقرار ، لكن سيكون هناك سلسلة جديدة من قرارات الفيتو .

شارك هذا الخبر!