الشريط الاخباري

لي وطن لنا بقلم الصحفية أمينه عودة

نشر بتاريخ: 31-12-2016 | أفكار
News Main Image

مع اقتراب مطلع الفجر وبانتظار موعد وخيوط شمس الحياة، بعد نوم وأحلام تحاكي غربة الوطن، وسحابة مطر تطلق من رعدها ماء الحياة، محدثا عن آمال بانتظار تحقيقها، لتلتقي حياة تحمل سحب ملوثة ملونة متعثرة بمسار الأمل والألم، وخيوط أصيلة لسبر القادم مما نتطلع إليه من أغنية الفرح البعيد القريب، لمواجهة أمواج القتل والهدم لمصادرة نظرة طفل فقد عينه وعمره وأم كتب لدمها أن ينثر على جدران الموت والشقاء. لا الليل يخلو من القلق ولا النهار باختلاف الألوان القزحية والغازية ورصاص الفتك وقضم ارض، التي تلاحق سرابا في النهاية، هل هو الموت المقدر أم العودة إلى إحياء الأمل الذي يلاحقه بعض منا بسواد أفكارهم القابع في أعماقهم. مع تعدد وكثافة الأشياء، أسئلة تطرح حالها من هنا وهناك حول الحياة، كيف لها ان تعدو بنا في حالنا ومستقبلنا المتقلب ، تتحدث معك ومعهم، ومنهم ابعد من البعد، ينفون نفي النفي، والكم والنوع، هناك من اختار ما لم يختاره شيطانا وهناك ومن يسعى للقاء ملاكا تائهة في ملكوت الله في ملاحق كبد الحقيقة التي أبت أن تمر مرور الكرام. وصحوة الحياة القادمة لها ما لها من خيال وخيل أصيل يتدافع نحو طموح الحرية، ليقفز نحو حلم ألا مستحيل مستلا إياه من فجر وسنابل القمح ، ليشدو خطوة الأمام والآمال نحو الانتصار والتفاؤل بأن الوعد حق والبعد جدل لا نهاية له. ما حالنا حال، هل الرثاء هو الرهان، أما لنبض أن يترفع أمام الخيال والصهوة عمرها قصير والصدمة مدخلا للعودة ووحدة الحال، شعب مشتت في أصقاع العالم، كم فقدنا أعزاء، هنا وهناك من هو مكلوم بهموم لا حدود لها، جذع الصبر أكل الأخضر واليابس، لا التئام ولا صوت يشدو بالأمل، أرضنا احتضنت في عمقها شبابا وشيبا وأطفال، في سجون ومقابر الشهداء. مهلا تتصدر الحال، نحن والسنابل نحصد قمحا، لنحمي حالنا وأهلنا وطننا، وعلى يقين أن السحب القاتمة سترحل، لتشرق الأماني بخيوطها وبريقها وفرحها الملهم، هل هناك من معجزة نحن بانتظارها؟ نحن المعجزة والحياة، بالصلاة على ارض الأنبياء والأحباء، من قال أن الشهداء ماتوا، أنهم أحياء الحياة، ونحن من يكابر بهمس خجول نحو الحنين المنصب على نار التشتت والغربة الشمطاء. زيتوننا، زعترنا الأخضر لن يتقهقر أمام حالنا الخجول، ويتراجع عن ري العروق بزيتنا، الذي يتسلل إلى حواجزنا، ما زال العمر بانتظار سطوع فجر جديد قادم من أصقاع الأرض والسماء لنضمد الجراح ووحي ملائكة الأرض والسماء، من خلال وأد التعنت والصراع غاية المتربصين والقابعين على ترابنا. لنخلع الصمت ونسعى الى الوصول إلى أوج هدف الحقيقة.

شارك هذا الخبر!