الشريط الاخباري

هل نحن حقا في الميلاد ؟؟؟؟ 

نشر بتاريخ: 06-01-2017 | أفكار
News Main Image
بقلم : حمدي فراج تستمر الاحتفالات في بلادنا بعيد الميلاد المجيد وفق تعدد وتنوع الطوائف المسيحية ، وهي ظاهرة من الصعب ان تراها في غير بلادنا ، حيث نحتفل كلنا بالتقاويم المختلفة ، ونحفظ المراسيم وبقية الاجراءات كأننا نبدأ من جديد مع حلول كل تقويم ، وكأننا لم نحتفل بالتقويم المنصرم ، ما يضفي على الارض والاجواء قدسية متصلة تربط الماضي السحيق بالمستقبل الذي لا بد وان يشرق ذات يوم وذات ميلاد . في بلادنا التي تشهد كابوسا دمويا منذ ما يقارب الست سنوات ، حروب من نوع جديد ، لا تعرف ابدا كيف ابتدأت ، ولا متى ستتوقف ، حروب ينخرط فيها عشرات الجنسيات العالمية ، بأسلحة متطورة خارجة من مصانعها للتو ، ونحن البلاد التي لا يوجد فيها مصنع لابرة البابور ، حروب مرة تسمع انها من اجل الديمقراطية في بلاد تصل فيها نسبة الامية الى النصف تقريبا ، واخرى من اجل لقمة العيش حيث يموت الناس من الجوع ، في حين ان نصفهم الاخر يكاد يموت من الشبع . اما في فلسطين ، فهي البلد التي ما زالت ترزح تحت احتلال عسكري مباشر ، اتضح انه استيطاني احلالي بامتياز ، كشف عنه بوضوح موقف امريكا الاخير الذي مرر للمرة الاولى قرارا امميا بإدانة هذا الاستيطان والمطالبة بوقفه ، لكنه لم يتوقف ، وهو مرشح للزيادة كما ونوعا مع مجيء ادارة جديدة تعد العدة لنقل سفارتها من تل ابيب الى القدس . تقول ترنيمة الميلاد الجميلة : "عندما نسقي عطشانا كأس ماء ، نكون في الميلاد" . اليوم يقومون بتدمير مصادر المياه في دمشق وحلب والموصل ، لكي يصبح العطش جماعيا ، وموضوعا يتنازع عليه سكان المدينة الواحدة والحارة الواحدة والاسرة الواحدة ، في حين ان السماء ملبدة بالغيوم المشبعة ، والمحلات التجارية في مدن الملح ملآى بالمياه المعدنية . "عندما نجفف الدموع من العيون ، نكون في الميلاد" . اليوم نقوم بعزل الزوجة عن زوجها والام عن اطفالها ، ونعتمدهن سبايا وغنائم حرب نعرضهن للبيع في اسواق عربية جديدة بمئتي دولار للرأس . "عندما نملأ القلوب بالرجاء ، نكون في الميلاد" ، ونحن نقوم بزرع القنابل في المساجد والكنائس ، وهي البيوت الاكثر علاقة بالرجاء والصلاة والامل . "عندما تموت فيّ روح الانتقام ، نكون في الميلاد" ، ونحن من اصبحنا نحزم الاطفال بالمتفجرات ، ومن اصبحنا ندربهم على القتل بالرشاش و الذبح بالسيف والسكين ، ووصلت درجة الانتقام حدا نعتبر فيه سقوط طائرة موسيقيين انتقاما الهيا . فيتساءل المرء سؤالا جريئا صامتا : يا رب ، هل نحن حقا في الميلاد ؟

شارك هذا الخبر!