الشريط الاخباري

مؤتمر السلام الدولي سيدعو عباس ونتنياهو الى تجديد التزامهما حل الدولتين

نشر بتاريخ: 10-01-2017 | PNN مختارات , PNN حصاد
News Main Image

بيت لحم/ |PNN- يستعرض الصحفي براك ربيد في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية،  مسودة البيان الختامي المرتقب صدوره عن مؤتمر السلام الدولي المقرر عقده في باريس في منتصف الشهر الجاري، ويكتب انه من المتوقع ان تدعو عشرات الدول المشاركة في المؤتمر، رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، الى تجديد دعمهما لحل الدولتين والتنصل من الجهات الرسمية في حكومتيهما التي تعارض ذلك.

وينقل الكاتب عن دبلوماسيين غربيين، مطلعين على الاستعدادات للمؤتمر، ان هذا البند يستهدف تصريحات وزراء في الحكومة الاسرائيلية، مثل نفتالي بينت، الذين يدعون الى ازالة حل الدولتين عن جدول الأعمال، ومسؤولين في السلطة الفلسطينية وفتح الضالعين في التحريض على العنف ضد اسرائيل.

وحسب مسودة البيان فان الدول التي ستشارك في المؤتمر ستؤكد عدم اعترافها بأي تغيير لحدود الرابع من حزيران 1967، بما في ذلك في القدس، الا تلك التغييرات التي سيتفق عليها الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني في اطار المفاوضات. وستوضح الدول المشاركة في المؤتمر التزامها بالتمييز في كل نشاطاتها بين اراضي دولة اسرائيل وبين المستوطنات في المناطق المحتلة عام 1967.

وجاء في مسودة البيان الختامي: "نحن ندعو الطرفان الى اظهار التزامهما الصادق بحل الدولتين، بشكل مستقل ومن خلال السياسات والاعمال، والامتناع عن خطوات الاحادية الجانب التي تهدف الى تحديد مسبق لنتائج مفاوضات الحل الدائم، وذلك من اجل اعادة بناء الثقة وخلق مسار يمكن بواسطته العودة الى المفاوضات المباشرة والملموسة".

وكان دبلوماسيون كبار من عشرات الدول الغربية والعربية التي ستشارك في المؤتمر، قد اجتمعوا في باريس يوم الجمعة الماضية، لسماع استعراض قدمه المندوب الفرنسي بيير فيمون، للمسودة الاولية للبيان الختامي للمؤتمر، ليتسنى لهم تقديم ملاحظاتهم. وحسب دبلوماسيين غربيين فقد قال فيمون ان فرنسا معنية بالتوصل الى اجماع بين كل الدول المشاركة على بيان متوازن يؤكد مركزية حل الدولتين في نظر المجتمع الدولي، ويأخذ في الاعتبار استبدال الادارة في الولايات المتحدة.

وفي اعقاب الملاحظات التي وصلتها قامت فرنسا باعداد المسودة الجديدة التي وصلت الى "هآرتس". وقال الدبلوماسيون الغربيون انه ستجري مشاورات اخرى حول نص البيان الختامي بين دبلوماسيين من الدول المشاركة قبل انعقاد المؤتمر، ومناقشات بين وزراء الخارجية انفسهم في يوم المؤتمر، لكنهم قدروا بأنه لن تجري تغييرات جوهرية في النص.

وتوضح مسودة البيان ان الدول المشاركة تلتزم حل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني وتؤكد ان "الحل بواسطة المفاوضات التي ستقود الى قيام دولتين – اسرائيل وفلسطين – تعيشان الى جانب بعضهما بسلام وامن – هي الطريق الوحيدة لتحقيق سلام مستديم". وكتب في الوثيقة ان المجتمع الدولي يتوقع من اسرائيل والفلسطينيين اعادة تأكيد التزامهما بحل الدولتين "والقيام عاجلا بخطوات تقود الى تغيير التوجه السلبي الحالي على الأرض والبدء بمفاوضات مباشرة وملموسة".

وتتطرق المسودة بالإيجاب الى الخطاب الذي القاه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الشهر الماضي الذي "اكد انه لا يمكن فرض حل على الاطراف، وعرض رؤيته التي شملت مبادئ يمكن ان تقود الى الاتفاق الدائم". مع ذلك لا يشمل البيان الختامي تفصيلا للمبادئ الست التي عرضها كيري او اعلان تبنيها. وكتب في مسودة البيان الختامي ان حل الدولتين يجب ان يوازن بين الرد على الاحتياجات الأمنية لإسرائيل وبين حق الفلسطينيين بدولة وسيادة وانهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967.

كما تشير مسودة البيان الى قرار مجلس الامن في موضوع المستوطنات. وجاء في النص ان "الدول المشاركة في المؤتمر ترحب بتبني قرار مجلس الامن 2334 الذي يشجب البناء في المستوطنات، والتحريض والعنف، والذي يدعو الطرفان الى القيام بخطوات من اجل دفع حل الدولتين عل الأرض."

وتؤكد الدول المشاركة في البيان ان اتفاق السلام الاسرائيلي – الفلسطيني، يمكن ان يسهم في تحقيق الامن والاستقرار والازدهار للجانبين. وعرضت المسودة سلسلة من مقترحات وافكار المجتمع الدولي للخطوات التي يمكن للدول المشاركة تنفيذها دعما لتحقيق الاتفاق الاسرائيلي - الفلسطيني الدائم. هذه المقترحات والافكار هي نتاج نقاشات جرت في الأشهر الأخيرة بين ممثلي الدول الرئيسية التي ستشارك في المؤتمر:

1. محفزات اقتصادية وفي مقدمتها اقتراح الاتحاد الأوروبي على الجانبين رفع مكانتهما الى "الشراكة المميزة والخاصة" (Special privileged partnership)، وتشجيع الاستثمار من جانب القطاع الخاص.

2. دعم عملي لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية وعقد لقاءات بين دول العالم والفلسطينيين في هذا الشأن.

3. تشكيل منتدى لتنظيمات المجتمع المدني الاسرائيلية والفلسطينية من اجل اثارة حوار مؤيد لحل الدولتين في اوساط الجمهور الاسرائيلي والفلسطيني.

كما تطرح نقطة اخرى في البيان الختامي، تتعلق بمشاركة الدول العربية في عملية السلام الاسرائيلية – الفلسطينية. وحسب المسودة، تصرح الدول المشاركة في مؤتمر باريس بأن مبادرة السلام العربية لا تزال سارية وتؤكد المحفزات الكامنة فيها لدفع الاستقرار في الشرق الاوسط. وجاء في المسودة ان الدول المشاركة تشجع دمج الدول العربية في نشاط الرباعي الدولي لدفع العملية السلمية.

يشار الى ان مؤتمر السلام في باريس سينعقد في اطار مبادرة السلام التي اعلنها وزير الخارجية الفرنسي السابق، لوران فابيوس في كانون الثاني من العام الماضي، والتي واصل خليفته في الوزارة جان مارك ايرو دفعها بدعم من الرئيس فرانسوا هولاند. وفي اطار المبادرة الفرنسية عقد في حزيران 2016 لقاء في باريس حضره وزراء خارجية 30 دولة، بغياب اسرائيل والفلسطينيين. وتم في نهاية اللقاء تأكيد الحاجة الى الحفاظ على حل الدولتين.

وواصل الفرنسيون منذ حزيران دفع المبادرة بنية عقد المؤتمر الدولي في نهاية 2016، على امل ان ينضم اليه نتنياهو وعباس ويقود الى استئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين. وفيما اعرب عباس عن استعداده للمشاركة في المؤتمر فقد اعلن نتنياهو رفضه للمشاركة.

وقبل شهر دعا الرئيس الفرنسي عباس ونتنياهو الى الالتقاء في باريس في اليوم التالي للمؤتمر. وقال دبلوماسيون فرنسيون ان الرئيس هولاند استجاب بذلك الى تصريحات نتنياهو بشأن رغبته بلقاء عباس. ورد عباس بالإيجاب على مبادرة هولاند، لكن نتنياهو رفضها، وابلغ الرئيس الفرنسي بأنه لن يستجيب للدعوة الى عقد لقاء ثلاثي في اطار مبادرة السلام الفرنسية. واشترط نتنياهو موافقته على اللقاء بإلغاء مؤتمر السلام الدولي.

لكن الفرنسيين رفضوا الغاء المؤتمر وواصلوا دفع مبادرتهم. وبعد حصولهم على تأكيد من كيري بشأن مشاركته في المؤتمر، تقرر عقده في منتصف الشهر الجاري. ودعت فرنسا وزراء خارجية 70 دولة وتنظيم دولي للمشاركة فيه.

ويخشى رئيس الحكومة الاسرائيلية ان يتم تبني البيان الختامي لمؤتمر باريس من قبل مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في 16 كانون الثاني، ومن قبل وزراء خارجية الرباعي الدولي، الولايات المتحدة، روسيا، الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، وكذلك احتمال تحويله الى قرار اخر في مجلس الامن الذي سينعقد في 17 كانون الثاني لإجراء نقاش آخر في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني. وقال نتنياهو خلال جلسة الحكومة، امس الاول الاحد: "نحن نتواجد قبل عدة ايام من مؤتمر باريس وعدة ايام من النقاش في مجلس الامن، وسنبذل كل جهد من اجل منع اتخاذ قرار اخر في مجلس الامن".

شارك هذا الخبر!