الشريط الاخباري

بين الكهرباء وابن خلدون .. خربشات معتمة

نشر بتاريخ: 29-01-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم : أشرف العاوور

يقول ابن خلدون في مقدمته ( الإنسان مدني بالطبع). بعد هذا المقولة أغلق الكتاب لا أستطيع القراءة بالظلام. متى يعود التيار مرة أخرى؟ من يعلم قد لا يعود أبداً!.

لم أعلم من قبل أن "حِلزة" هو اسم ذكر العنكبوت. المفروض أن يكون أسمه "حِلز" وزوجته "حِلزة". على العموم العناكب غريبة الأطوار لها ثمان أرجل ولم تفكر أبداً أن تصنع لأرجلها الثمانية جوارب ...هذا وهي تحصل على الحرير بالمجان!. لو كنت عنكبوتاً لبحث لنفسي عن اسم آخر غير "حلزة". حتى أنهم يقولون دائماً (سرق حِلزة دجاجتي).

يعود التيار. أفتح الكتاب أقراء من جديد (الإنسان مدني بالطبع ... لأن الإنسان لا يستطيع أن يوفي بثبج حوائجه). لم افهم معنى" ثبج". طبعة الكتاب قديمة بعنف. أفتح (المنجد) وأبحث عن "ثبج". بدون مبررات وبقلة أدب تتسم بها الشحنات المتسكعة على أسلاك غرفتي ينقطع التيار من جديد!. أتلمس الجدار.. أفتح النافذة فأرى الحي كله قد أبتلعه الظلام. أغلق النافذة من جديد فأنا لا أريد أن يتسرب ظلام الحي إلى غرفتي ؛ تكفيني هذه العتمة!.

ألم يفكر شخص من قبل بصناعة "مظلام" صبحي؟ إذا أردت النوم ما عليك إلا تشغيله. أظن أن طريقة صناعته سهله ؛ ما عليك إلا قلب معادلة "المصباح" فقط !. من الغريب أن أفكر وحدي بهذه الأمور. أظن أن أديسون كان يقرأ مقدمة "ابن دافنشي" أثناء اكتشفاه المصباح. حتى الآن لم يعد التيار. إلى أين يذهب ؟. لا يهم سيعود. المهم الآن كيف أترجم (الإنسان مدني بالطبع) لعنكبوت فضائي لا يعرف إلا اللغة الإنجليزية (the hymen citizen in print )

أعتقد أن ترجمتي تغص بالأخطاء.. ليست الإنجليزية لغة اشتقاق مثل العربية. وما ذنبي أنا ؟

لماذا لا يتعلم العنكبوت الفضائي العربية ؟! لو كان يعرف العربية لسألته عن "ثبج" هذه.

من المخجل أن أتعلم على "أيدي أو أرجل" عنكبوت!.

ها هو التيار يعود. وكأني أشاهد نفسي بعين أخرى.. كيف أحاول الترجمة لعنكبوت فضائي ؟! أشك أن عقلي يعمل على الكهرباء.. و إلا ما مبرر أفكاري تلك ؟ من المؤسف أن يكون عقلي مثل الراديو يعمل على الكهرباء!. لا بد أن أخرج إلى مكان لا توجد به كهرباء. صاحبي يسألني إلى أين أذهب , أجيبه أني سأخرج من نطاق التيار , كلانا لا يفهم ما قلت ومع هذا ندعي (أنا وهو) أننا" مبرجلين" بشراسة. يسألني صاحبي عن معنى "مبرجل" فأجيبه أني لم أقل هذه الكلمة إلا في صدري. كيف علم أني قلت "مبرجلين"؟! أظن أن هناك ثغرة في النص !!.

يبتسم أحد المارة أمامي برعب . أعلم أنه لص غير محظوظ. كان أحدهم يقول لي

_ كن خفيفاً مثل اللص ومهيباً مثل العسكري الذي يلحقه.

قلت له _ لمَ لا أكون سعيداً كالمجنون ؟.

_ ومن قال لك أن المجنون سعيد!؟.

_ هل تعرف "أبو ريالة" مجنون الحارة ؟ يقول لي أنه سعيد.

_ هل تصدق مجنون يا غبي ؟!.

_ بالطبع..لأنه مجنون ! الكذب يحتاج إلى عقل على عكس الحقيقة!.

_ حسناً... أنت مجنون !

_ ولكني تعيس..

_ أرأيت الآن.. لا يمكن للمجنون أن يكون سعيداً.

الرطوبة تبث شعوراً داخلياً أن كل ما حولي فاقد لجوهره. الهواء المتعفن هنا ينمي رغبة مربع السكر في الذوبان. أتفاجئ بنفسي.. وبالكوب!. لا شيء يشبه هذه اللحظات..إلا اللحظات السابقة!.

كنت أضع يدي على عيني.. وأفرق أصابعي بسرعة. يجب أن يكف الوجود حولي عن تمثيل دور "الشيء الساكن"! أعلم أنه يتحرك بخبث.. في كل خلية هو يتحرك وفي كل ذرة.

ساعتي تشير إلى الخامسة . أعلم أنها متعطلة والزمن يعلم أيضاً. والمارة يعلمون والقطط الجشعة تعلم..إلا ساعتي نفسها!. وحده الميت لا يعرف متى مات.. وأنا مثله لا أعرف متى يموت الميت!.

كم أود أن أصرخ بنفسي " أنت يا أنا يكفي ما فعلته بنا" !. المشكلة أنني "كــلــهــم".

أنا المتحدث الرسمي.. عن نفسي.. عن أنا .. حتى عن "نــــحــــن"!!.

 

شارك هذا الخبر!