الشريط الاخباري

إستيقظوا !!!!

نشر بتاريخ: 29-01-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم د. مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية

لم يترك نتنياهو لأحد مجالا للإجتهاد في حقيقة نوايا وسياسة اسرائيل وحكومتها. فقد قالها بملء الفم أن اسرائيل مصممة على فرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة على كافة المناطق ما بين نهر الأردن والبحر المتوسط. من النهر الى البحر. هذا هو شعار إسرائيل الحقيقي المكشوف والواضح. وربما سيظهروا بعد بضع سنوات إن نجحوا في مخططهم شعارهم الأعمق ....... من النيل إلى الفرات. لو كان الأمر مجرد شعارات كما إعتادت بعض الاذاعات العربية أن تفعل لهان الأمر. لكن هدف دولة يهودية من النهر الى البحر يطبق مع كل قرار بإنشاء مزيد من الوحدات الإستيطانية الإستعمارية ويطبق مع كل وعد بنقل السفارة الأمريكية الى القدس. ويطبق مع كل تحضير لقانون يشرع ضم مستوطنة معاليه أدوميم الى إسرائيل ومع كل حدث يكرس ضم القدس العربية. أعلنت حكومة إسرائيل عن أكثر من ثلاثة آلاف وحدة إستيطانية جديدة، ورفض الناطق بأسم الحكومة الأمريكية مجرد التعليق على الأمر، وبعض الدول الأوروبية عبرت مجددا عن قلقها، الذي صار مزمنا دون أن يؤثر بشيء. وبعد الصمت المتواطئ أعلنوا عن مخطط لعشرة آلاف وحدة استيطانية جديدة ستشطر الضفة الغربية الى جزئين و تعزل القدس بالكامل. بعد خمس وعشرين عاما من المفاوضات هذا ما وصلنا إليه . أكثر من 700 الف مستوطن، و277 مستعمرة وبؤرة استيطانية و اعدامات ميدانية للفلسطينيين ،ومئات الحواجز وعشرات الطرق الإلتفافية، ونظام أبارتهايد يخجل منه أبشع ممارسيه في جنوب افريقيا. "أقل من دولة " بلغة نتنياهو تعني كيان مقطع الأوصال بلا سيادة، ولا كرامة ومنظومة بانتوستانات صغيرة يحكمها نظام تمييز عنصري. فهل بقي بعد هذا من ما زال يؤمن بالتفاوض مع مرتكبي جرائم الحرب الأسوأ في عصرنا ؟ وهل بقي مبرر لأي دولة تتحدث عن حل الدولتين لتستمر في تقاعسها عن القبول بفرض العقوبات والمقاطعة على حكومة إسرائيل ، أو على الأقل على كل ماله علاقة ،من مؤسسات وشركاء وأفراد، بمستعمراتها الاستيطانية العنصرية؟ وهل بقي مبرر كي لا يدرك الأخوة العرب ، أن إسرائيل وهي تمعن في مخططاتها ستستهدفهم تباعا ليس بالتطبيع، كما قد يظن البعض، بل بالهيمنة والإستغلال السياسي والعسكري والاقتصادي . وهل بقي مبرر لأي قوة فلسطينية أن تستمر في الهروب من الحاجة الملحة لإنهاء الانقسام المذل ومواجهة إسرائيل بقيادة وإستراتجية وطنية موحدة. وهل بقي مبررلأي فلسطيني أو فلسطينية أن يواصل الاهتمام بشؤونه ومصالحة الخاصة، دون الإلتفاف الى الهم العام والحريق صار في بيت كل واحد منا يهدد بالتهام مستقبلنا ومستقبل أطفالنا وما تبقى من أرضنا. من أم الحيران الى قلنسوة الى سوسيا إلى الخليل وبيت لحم إلى القدس ورام الله ونابلس وطولكرم وجنين، هناك مخطط واحد: الإستيلاء على الأرض والضم والتهويد والبطش بالفلسطينيين. وعلى ذلك لا يوجد سوى جواب واحد، وحدة كل الفلسطينيين أينما كانوا في مواجهة عصابة التطرف العنصري والاحتلال، التي جعلت من السلام عدوا ومن البشرية كلها خصما. لا شيء سيكسر الشعب الفلسطيني ، ونحن صامدون على صدور من يريدون نفينا وتشريدنا. أعرف ذلك. لكن ألم يحن أوان قلب المعادلة ومواجهة الخطر الذي لن يرحم أحدا؟ إستيقظوا ........ فالنار وصلت إلى دار كل واحد منا.

شارك هذا الخبر!