رام الله/PNN - عُقدت في مقر سفارة دولة فلسطين ندوة عن القضية الفلسطينية لطلبة المعهد الدبلوماسي الإسباني وذلك بدعوة من السفير الفلسطيني كفاح عودة في مقر السفارة وسط مدينة مدريد، حيث كان في استقبال طلبة المعهد كل من السفير كفاح عودة سفير دولة فلسطين والمستشار مروان البرويني وعدد من أبناء الجالية الفلسطينية في مدريد . وقد بدأت الندوة بكلمه ترحيبة عبر فيها المستشار مروان البوريني عن سعادة السفارة بإستضافة الطلبة وأثنى على حضورهم واهتمامهم بمعرفة مستجدات القضية الفلسطينية ، ومن ثم قدم الصحفية ساندرا باريلارو وهي اعلامية وناشطة ومتضامنه مع الشعب الفلسطيني والتي بدورها رحبت بالطلبة ووضعتهم في خضم تجربتها في مناصرة القضية الفلسطينية وما تتعرض له فلسطين من انتهاكات يومية سواء على ايدي الجيش الاسرائيلي او عربدة المستوطنين في كافة انحاء الاراضي الفلسطينية ، ودعمت كلامها بمشاركتها في سفينة زيتونة والى العربدة التي تعرضت لها وهي وزميلاتها على ايدي البحرية الاسرائيلية في وسط المياة الدولية دون ان يدين احد ذلك من حكومات ومن ضمنها اسبانيا ، يشار إلى أن الرحلة كان الهدف منها كسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عشر سنوات . وبعد ان رحب ايضا بطلبة المعهد بدأ السفير عودة بشرح مفصل لتاريخ فلسطين واخر المستجدات على الساحة الفلسطينية والدولية حيث عرج على بدايات الصراع الفلسطيني الاسرائيلي داعما ذلك بأمثله ومواقف دولية وقرارات أممية أتخذت لصالح فلسطين معربا على ان اسرائيل لم تحترم يوما أي قرار دولي ، وقد أضاف ان الشعب الفلسطيني لا يحتاج لعيش تحت رحمة اي أحد بل هو شعب قادر على صنع المعجزات فهو من اكثر شعوب المنطقة تعلما وثقافة وابداع، لكن المشكلة الاساسية في عدم قدرة الحكومه والشعب الفلسطيني في الوصول الي ما يريد هو الاحتلال الذي يعيق كل مراحل التطور والنمو والإعمار ويضع العراقيل امام عمل الحكومة الفلسطينية عن طريق فرض العقوبات الإقتصادية وتقييد حرية التنقل داخل وخارج المحافظات الفلسطينية والاعتقال العشوائي دون توجيه تهم للمعتقلين لفترات تصل لعشر سنوات عبر تجديد ما يمسى بالاعتقال الادراي وايضا القيود المفروضة في منطقة C والتي تشكل 62 % من مساحة الضفة الغربية ، الامر الذي يثقل كاهل فلسطين ككل سواء بشعبها او بإقتصادها ويجعل المواطن الفلسطيني دائما تحت ضغط نفسي مستمر . وأضاف عودة الى ان دول العالم أصبحت مثقلة من تصرفات اسرائيل وظهر ذلك جليا في قرار مجلس الأمن الدولي الذي اقر بأغلبية ساحقة أدانة للإستيطان وعدم شرعية إنشاء اسرائيل للمستوطنات في الأراضي المحتلة منذ 1967 بما فيها القدس الشرقية ، وان المستوطنات هي عقبة امام تحقيق حل الدولتين وما تبعها ايضا من مخرجات لمؤتمر باريس الذي بعث برسائل قوية للاسرائيل ان العالم لن يقبل بالعنجهية الاسرائيلية في تحدي القوانين الدولية وبناء المزيد من البؤر الاستيطانية التي تعيق الوصول الى سلام عادل ودائم ، واكد السفير على ان الرد على سياسة الاستيطان الاسرائيلي هو الاعتراف بدولة فلسطين في حدود 1967 وبذلك تحمي حل الدولتين الذي تقوضه اسرائيل بسياستها العنصرية ويرسل ذلك رسائل ذات شقين والشق الأول لاسرائيل ان سياساتهم غير مقبولة والشق الثاني للفلسطينين ان المجتمع الدولي لم ولن يتخلى عنهم وذلك لابقاء الامل لديهم بإقامة دولة كاملة السيادة ، وعن دور المقاومة السلمية اكد عودة ان الفلسطينين ليس بدعاة عنف وهم الأن يقاومون اسرائيل بالمقاومة الشعبية بكافة اشكالها ومنها مقاطعة البضائع الاسرائيلية ، وفي ختام الندوة أكد السفير عودة على ان باب السفارة مفتوح لهم ولأي استفسار او سؤال أو ارشاد حول فلسطين مؤكدا على انه سيبقى على تواصل دائم معهم. بدورهم قام طلبة المعهد الدبلوماسي بشكر السفارة الفلسطينية وكادرها على هذه الدعوة والإستضافة معبرين عن شكرهم وأمتنانهم للسفارة ولشخص السفير على هذه الندوة القيمة التي زادتهم معرفة عن القضية الفلسطينية ، وفي ختام الندوة قام الطلبة بطرح الاسئلة على السفير عودة والتقاط صور تذكارية . يشار الى ان المعهد الدبلوماسي الاسباني تشرف عليه وزارة الخارجية الاسبانية ويحصل الطلبة الملتحقين فيه على درجة الماجستير في العلوم الدبلوماسية والعلاقات الدولية ويلتحق به سنويا ما يقارب 100 طالب من أكثر من 30 دولة حول العالم من ضمنها فلسطين ،ويقوم المعهد بتهيأة الطلبة للدخول الى السلك الدبلوماسي في الدول التابعين لها.