الشريط الاخباري

عن مؤتمر فلسطينيي الشتات بقلم مازن الرمحي

نشر بتاريخ: 20-02-2017 | أفكار
News Main Image

بداية لا بد من توجيه التحية إلى كل فلسطيني او غير فلسطيني وبغض النظر عن اي انتماء سياسي، يقدم لفلسطين ويعمل لنصرة القضية وكسب الرأي العام ويساعد الوجود الفلسطيني في أي من دول الشتات بشكل عام، خاصة في اوروبا، ووفقا لما تنص عليه القوانين المنظمة لهذا الوجود. اتحدث الآن من اوروبا التي أمثل فيها رئيسا للهيئة الإدارية للاتحاد العام للجاليات الفلسطينية، حيث شهدت الساحة الاوروبية في العقد الاخير العديد من المهرجانات والمؤتمرات التي دعت اليها ونظمتها جهات منها، من ينضوي تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية، ومنها ما هو خارج إطار منظمة التحرير، وتعتبر جميعها أعمالا ربما تصب في الصالح الوطني العام حتى لو اختلف معها. والكثير من هذه المهرجانات كان يشارك فيها شخصيات وطنية وأعضاء فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، ولكننا نشهد الان ومن بعض الجهات نفسها التي كانت تنظم هذه المؤتمرات تنظم الان مؤتمرا في اسطنبول تحت مسمى مؤتمر فلسطينيي الشتات. عندما اطلعت على نص الدعوة التي وجهت لجاليتنا الفلسطينية في اسطنبول، هالني المضمون والدعوة الصريحة فيها، بأن الهدف من إقامة هذا المؤتمر هو خلق جسم بديل أو مواز لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهي سابقة خطيرة في تنظيم مثل هذه المؤتمرات. وإذا ما افترضنا حسن النوايا في هذه السابقة فالمنظمون لا يعون قيمة وقدر منظمة التحرير الفلسطينية وطنيا ودوليا، وغير عابئين بحجم التضحيات التي قدمها شعبنا الفلسطيني، حتى أضحت المنظمة بيت الكل الفلسطيني بمختلف أطيافه والاعتراف الدولي كممثل شرعي ووحيد لشعبنا الفلسطيني. وربما يرى البعض أن مؤسسات المنظمة تعاني الترهل والتسيب، نعم صحيح وربما أقول أكثر من ذلك بكثير، ولكن هل الحل إيجاد البديل، كما هو هدف هذا المؤتمر المذكور؟ أم إيجاد حلول على أرضية وطنية ومصلحة عامة لإحياء مؤسسات منظمة التحرير بصيغة يتوافق عليها الجميع، لما تحتمه علينا الظروف الدولية الراهنة. إن الاستمرار في محاولات الالتفاف على مؤسساتنا الفلسطينية الشرعية، وبغض النظر عن ماهيتها وظروفها والانتقادات التي توجه إليها، وأعني هنا منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، إنما هي محاولات حتما ستبوء بالفشل، وليس لديّ أدنى شك في أن هذا المؤتمر سوف يكون مصيره مشابها، فتاريخنا الفلسطيني يشهد على فشل جميع المحاولات السابقة للالتفاف على منظمة التحرير الفلسطينية سواء كانت من خارج النسيج الفلسطيني أو من داخله… فعلى منظمي المؤتمر والداعين لحضوره قراءة هذا التاريخ جيدا والاستفادة منه. وهنا لا بد من الإشارة إلى مكان انعقاد المؤتمر وجهات تمويله؟ وهو السؤال الذي يفرض نفسه لماذا اسطنبول؟ ومن أين التمويل؟ وفي خضم هذا كله تجدر العودة، ليس من منطلق جلد الذات بقدر ما هو دق الناقوس لخطر محدق، إلى اداء قيادات منظمة التحرير الفلسطينية ومسؤولياتها في التعامل مع الشتات وأطره الوطنية، وكأننا لسنا شركاء في الوطن، لنا ما لهم وعلينا ما عليهم، فالإهمال والتهميش وعدم تمثيلنا في مؤسسات منظمة التحرير، وغياب الدعم المادي للأطر الفاعلة في الشتات، أدت إلى ترك الباب مفتوحا على مصراعيه لكل العابثين في الساحة الاوروبية. ختاما نحن جزء لا يتجزأ من شعبنا الفلسطيني ونقر بأن الوطن يستحق منا الأكثر، وأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني اينما وجد.. رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد العام للجاليات الفلسطينية في أوروبا

شارك هذا الخبر!