الشريط الاخباري

انا طفل النطفة المهربة

نشر بتاريخ: 24-02-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم : حمدي فراج

وضعت قبل ايام بنجاح زوجة احد الاسرى الفلسطينيين طفلا ذكرا اسمته "ابراهيم" من نطفة منوية تم تهريبها من زوجها ليصبح العدد الاجمالي ثمان واربعون طفلا وطفلة ، اكبرهم يناهز اليوم خمس سنوات ويجري استعداده مع والدته بعيدا عن والده ان تدرج قدماه نحو المدرسة .

أرفض ان اضع يدي على قلبي تخوفا ، ازاء الطفل الاول في يومه الاول في صفه الاول ، من ان يقوم المدير غير المؤهل ، بإثارة نوازع شريرة لطالما اثيرت في السنوات الاخيرة التي اعقبت الانقسام الفلسطيني بين شطري الوطن وصلت ان يدخل الى الصفوف تحت مسميات الوعاظ والمرشدين والشيوخ ويفرضون وجهات نظرهم السياسية على الاطفال من باب الدين والترويع بأبواب جهنم التي تنتظرهم وتنتظر اباءهم وامهاتهم ، حتى وصل الامر بالوزارة ان تغير اسم احدى المدارس من "غسان كنفاني" الى "مرمرة" تقربا من تركيا وسفينتها التي ارتكبت اسرائيل مجزرة على متنها ، فنسيت تركيا المجزرة ، وسوت المسألة مع اسرائيل عبر تعويضات مالية للشهداء التسعة . أما في مدارس الضفة فقد اصبح المؤهل الاول لقيادة المدرسة انتماء المدير السياسي ان كان مواليا للسلطة ام مناهضا لها .

الخوف يأتي من ان يثير المدير زوبعة كيف حملت بك امك قبل ست سنوات ووالدك رهن الاسر منذ عشر سنوات ، وحين يرد عليه الطفل ردا يليق به ، وبأبيه وامه : انا طفل النطفة المهربة ، التي صمم ابي من وراء قضبان عدوي وعدوك وعدو شعبنا على ان يخرجها ويهربها في ظروف غاية في الصعوبة ، لتتحمل امي العظيمة من ان تزرعها في رحمها كي تنبض بالحياة ، متحدية كل تخراصتكم ووشوشاتكم ضدها وضدي . انا طفل النطفة المهربة الذي جئت الى الحياة رغم انف الاحتلال وقضبانه و سجنه وسجانه واجراءاته وكاميراته واعوانه . وهو – الاحتلال – ربما يراهن على نطفة تخلفنا الذاتي في ملاحقتي ومحاصرتي بعد فشله من منع تهريبي واعتقالي لحظة كنت انا تلك النطفة ، ربما يراهن على فتاوى المنع بالتحريم الشائعة اليوم في وطننا العربي الكبير والتي وصلت ان يقوم الاب بتحزيم بناته بالمتفجرات كي ينفجرن امام مخفر شرطة في دمشق وغيرها من مدننا العريقة . انا طفل النطفة المهربة ، حيث اصبحنا اليوم ثمان واربعون طفلا لا يستطيع احد ان يتجاهلنا او يقف في طريقنا ، بعد ان قام اباؤنا وامهاتنا باجتراح معجزة انجابنا ، سنواصل طريقهم / طريقنا مملوئين بالفخر اننا جزء من اجتراح معجزة فلسطينية جديدة تضاف الى بقية ما اجترحه هذا الشعب من معجزات . نحن اطفال النطف المهربة لن نقعد ولن يهدأ لنا بال ولن تستقيم حياتنا قبل ان يعود اباؤنا الى البيت ، هذا الحد الادنى من رد الجميل اليهم جميلا .

شارك هذا الخبر!