الشريط الاخباري

خلافا لرئيسهما: سفيرة امريكا في الامم المتحدة والسفير الموعود في اسرائيل يؤكدان دعم حل الدولتين

نشر بتاريخ: 18-03-2017 | قالت اسرائيل
News Main Image

بيت لحم/PNN- قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم السبت،  ان سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، قالت خلال نقاش في مجلس الامن في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني (يوم الخميس) ان ادارة ترامب "لا تزال تدعم حل الدولتين، لكننا نعيد التفكير خارج العلبة".

وكان الرئيس الامريكي دونالد ترامب، ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، قد امتنعا خلال مؤتمر صحفي عقداه قبل اجتماعهما في البيت الأبيض، يوم الاربعاء، عن اعلان التزامهما بحل الدولتين كطريق لتحقيق السلام. وفاجأ ترامب بقوله انه مستعد لفحص حل الدولة الواحدة، واوضح انه معني بدفع مبادرة سلام تشمل عدة دول عربية وليس اسرائيل والفلسطينيين فقط، وذلك بهدف تحقيق سلام اوسع.

وقال ترامب: "انا افحص موضع الدولتين وموضوع الدولة الواحدة. يمكنني التعايش مع الحلين. ذات مرة كان يبدو ان حل الدولتين هو الحل الأسهل، ولكن اذا كان الأمر يسر بيبي والفلسطينيين فسيسرني ما يفضلانه". وأضاف بأن الولايات المتحدة ستشجع الطرفان على التوصل الى سلام، ولكن على اسرائيل والفلسطينيين انفسهم التفاوض على اتفاق كهذا. وقال ان الجانبان سيضطران لتقديم تنازلات. وحسب رأيه فان انضمام دول عربية اخرى من شأنه تسهيل تقديم التنازلات من قبل الجانبين.

في السياق نفسه، قال السفير الامريكي الموعود في اسرائيل، ديفيد فريدمان، والمعروف بدعمه المتحمس لمشروع الاستيطان الاسرائيلي ومعارضته لقيام دولة فلسطينية، انه يعتقد بأن حل الدولتين هو الطريق الافضل لإنهاء الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. وكان فريدمان يتحدث خلال جلسة الاستماع التي اجرتها له لجنة التعيينات الخاصة في مجلس الشيوخ. واعلن فريدمان انه يعارض ضم الضفة الغربية او اجزاء منها الى اسرائيل.

وتمت مقاطعة الاستجواب عدة مرات من قبل المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، داخل القاعة، ومن قبل يهود امريكيين اصرخوا بفريدمان: "انت لا تمثلنا". ويشار الى ان لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ ستصوت على التعيين في الاسبوع المقبل، ويجب ان يحظى فريدمان بتأييد غالبية مطلقة في اللجنة التي تضم 21 عضوا، 11 منهم يمثلون الحزب الجمهوري.

وجاءت تصريحات فريدمان امام اللجنة، يوم الخميس، بشكل يتناقض تماما مع ما عبر عنه قبل نصف سنة فقط، من خلال مقالة نشرها على موقع المستوطنين (القناة السابعة) تحت عنوان "نهاية قصة الدولتين". ولاحظ رئيس اللجنة السيناتور بوب كوركر، ان تراجع فريديمان عن تصريحاته السابقة غريبا واستثنائيا. وقال فريدمان خلال الاستجواب انه سيسره نجاح الاسرائيليين والفلسطينيين بالتوصل الى اتفاق سلام على اساس حل الدولتين، الذي سيحقق فائدة كبيرة للطرفين. وردا على سؤال السيناتور تيم كاين حول فكرة الدولة الثنائية القومية، رد قائلا: "لا اعتقد ان هناك من سيؤيد دولة يعيش فيها مواطنون مع حقوق مختلفة".

وقال فريدمان الذي يترأس منظمة اصدقاء مستوطنة "بيت ايل" في الولايات المتحدة، والذي جند في الماضي الأموال للمستوطنة وتبرع لها من جيبه، انه يوافق مع تصريح الرئيس ترامب بأن توسيع المستوطنات لا يفيد دفع السلام، وانه سيدعم الاتفاق الذي ينقل بيت ايل الى السيادة الفلسطينية.

لكن فريدمان شكك بالتزام الفلسطينيين بحل الدولتين وقال ان "الفلسطينيين يتمسكون بمواقف لا تتفق مع السلام، وان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يرفض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية". وقال انه لا يرى موافقة أي زعيم فلسطيني على بقاء السيطرة الأمنية الكاملة في الضفة في أيدي اسرائيل".

واعرب فريدمان عن ندمه على تصريحات سابقة له، كوصفه للوبي اليهودي الليبرالي الامريكي بأنه "اسوأ من الكافو" (لقب للأسير اليهودي الذي كان يحرس الاسرى اليهود في معسكرات النازية) وادعائه بأن وزارة الخارجية الأمريكية تعاني من اللاسامية. وقال انه يعتذر عن اللهجة التي انتهجها ضد الديموقراطيين ورجال اليسار الامريكيين والاسرائيليين، وادعى انها جاءت بفعل الاجواء التي سادت خلال الحملة الانتخابية للرئاسة الامريكية وبسبب قلقه على امن اسرائيل. واعترف بأنه لم يكن هناك أي مبرر لتصريحاته، ووعد بالتصريح في حال انتخابه بشكل مدروس. وقالت مصادر حضرت لقاء مغلقا مع فريدمان بعد انتخاب ترامب، ان فريدمان رفض التراجع عن تصريحاته بل دافع عنها.

وبشأن نقل السفارة الأمريكية من تل ابيب الى القدس، قال فريدمان ان القرار يعود لترامب، وانه سيحترم كل قرار في هذا الموضوع. ويتناقض هذا التصريح مع ما قاله فريدمان بعد اعلان ترامب عن تعيينه لمنصب السفير في اسرائيل، حيث قال انه ينتظر "بفارغ الصبر تعزيز العلاقات بين البلدين من داخل السفارة الامريكية في عاصمة اسرائيل الأبدية – القدس"

وشكك اعضاء من الديموقراطي في مجلس الشيوخ بقدرة فريدمان على اداء منصب السفير بنجاح. وقال السيناتور بن كاردين، ان المواقف التي عبر عنها فريدمان في مسألة حل الصراع "تثير القلق"، ووصفه السيناتور توم يودئيل بأنه "غير مؤهل بتاتا"، وحذر من انه قد يتسبب باشتعال الشرق الاوسط.

وكان خمسة من السفراء الامريكيين السابقين في اسرائيل، قد بعثوا عشية جلسة الاستماع، برسالة الى اعضاء لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ، حثوهم فيها على رفض تعيين فريدمان. وكتب السفراء الخمسة، دان كيرتشر، جيمس كيننغهام، وليام هاروب، ادوارد ووكر وتوماس فيكرينج، ان السفير الموعود يعبر عن مواقف متطرفة تتعارض مع السياسة الأمريكية الثابتة خلال السنوات العشر الاخيرة، بل وحتى تصريحات الرئيس ترامب نفسه. وأضاف السفراء السابقين بأن التصريحات المتشددة التي اسمعها فريدمان في الماضي ضد خصومه، تثير الشك بشأن قدراته في الحكم على الامور، وتشير الى انه لا يتمتع بالمزاج المطلوب للمنصب.

شارك هذا الخبر!