الشريط الاخباري

يوم الارض زمان

نشر بتاريخ: 31-03-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم : حمدي فراج

استذكر محدثي ، أيام الاحتفالات الخوالي بيوم الارض ، مقارنة باحتفالاتها هذه الايام ، فقال انهم كانوا يبدأون استعداداتها قبل شهرين ، بحيث عندما يصلون يوم الذروة ، تنفجر الارض المحتلة كلها ، بالمسيرات والمظاهرات والمهرجانات والاعلام ، في كل قرية ومدينة ومخيم ، ويسقط الشهداء والجرحى بالعشرات وربما المئات ، وكذلك الاعتقالات التي كانت في الغالب تتم احترازيا ليلة الذروة ، واستطرد ان أكثر جانب كان يستنفذ جهدهم هو الاعلام الفلسطينية ، كانوا يضطرون لشراء اقمشتها من عدة محلات ، فهذا يكلف بشراء اللون الاحمر من متجر مختلف عن متجر الاخضر والاسود والابيض ، ثم تحال الى نساء ثقة لحياكتها ، ثم يصار بعدها لتهريبها الى النشطاء في القرى المختلفة .

كان الجيش بدوره يتخذ احتياطاته ، فيزج بآلاف الجنود من افراده ، وكان يستحضر العديد من وحداته ويقيم لهم معسكرات خاصة ، غفعاتي وجولاني وحرس الحدود ، وكنا نميزهم من ألوان قبعاتهم ، حمراء سوداء خضراء ليلكي ، فتزداد صعوبة مهماتنا في احياء يوم الارض ، حيث نضطر احيانا كثيرة لمهاجمة هذه المعسكرات ، ولتجنب الاعتقالات الاحترازية ، كنا نضطر الى عدم المبيت في منازلنا ، ريثما يمر هذه اليوم كما يليق به .

أستذكر هنا بدوري قيام الحاكم العسكري بـ "زيارة" منزلي في مخيم الدهيشة بصحبة نحو خمسين جنديا ، قبل اسبوع من حلول يوم الارض ، كنت سنتها أخضع لأوامر الاقامة الجبرية ، فسألني امام حشد من مساعديه ومستشاريه ومختار المخيم وعدد من اصدقائي ومعارفي ، سألني : ماذا بعد أسبوع ؟ فقلت له بدون تردد : يوم الارض ، - وهل سترشقون الحجارة ؟ فقلت : وهل يرشق الاحتلال بالورود ، فقال : كنا في ألمانيا نرشق النازيين بالورد ، فقلت له : في ألمانيا يوجد ورد ، لكنا في المخيم لا يوجد لدينا ورد . وأردفت : لا يوجد أحد يحب الاحتلال ، حتى هذا المختار الذي احضرتموه معكم لا يحبكم ، دع مترجمكم يسأله السؤال إن كان يحب الاحتلال ، كانت المحاورة بالانجليزية ، فأوعز ان يسأل المختار ، فأجاب انه لا يحب الاحتلال .

في يوم الارض الاول عام 1976 ، لم يكن هناك مستوطنات ولا مستوطنين ، ولم يكن حزب الليكود او اي احزاب يمينية اخرى قد فازت في الانتخابات ، في يوم الارض الحادي والاربعون ، اصبح لدينا عشرات المستوطنات في كتل استيطانية تضاهي المدن الكبيرة ، واصبح لدينا ما يزيد على ستمائة ألف مستوطن ، وشأن الحكومة البريطانية بدلا من ان تعتذر عن وعد بلفور في ذكرى مئويته الاولى تريد ان تحتفل ، و تذهب الحكومة الاسرائيلية لمصادرة 977 دونما من اراضي نابلس "احتفالا" بيوم الارض .

شارك هذا الخبر!