الشريط الاخباري

من اضراب الاسرى الى انتفاضة شعب الاسرى

نشر بتاريخ: 28-04-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم : حمدي فراج واهم من كان يظن ان يخوض الاسرى الفلسطينيون اضرابا مفتوحا عن الطعام بقوام يناهز الألفي أسير ، وبقيادة مأمونة موثوقة متمثلة بمروان و سعدات والعيساوي وعشرات رموز الحركة الاسيرة المحكومون بالمؤبدات ، دون ان تنتقل الحركة الاحتجاجية الى صفوف الناس والجماهير ، اعتصامات ومسيرات ومظاهرات واضرابات ومواجهات يسقط فيها عشرات الجرحى وربما الشهداء ناهيك عن مئات جديدة من الاسرى . وواهم من يظن ان الحركة الاحتجاجية التي اشتملت خلال العشرة ايام الاولى من عمر الاضراب على كافة المظاهر أعلاه ، بما في ذلك الاضراب الشامل الذي طال كافة مناحي الحياة ، واهم من يظن انها حركة خاوية من مضامين جوهرية وتقدمية لها بعد شمولي فيما يتعلق بالمطاليب الشعبية فرض حالة الوحدة بين مكونات الشعب في شطري الوطن الذي انجزأ على نفسه قبل ما يزيد على عشر سنوات دون ان يلوح في الافق اي امل في رأبه ، بل العكس ، يبدو في هذه الاونة أنه مرشح للترسخ من خلال ازمة الكهرباء وخصومات الرواتب ، في حين ان الدعوة للاضراب التجاري وحدت الشارعين "الضفاوي والغزاوي" على افضل وابهى صور التوحد . ستدرك قيادة الضفة وقيادة غزة ، ان حالة وحدة الاسرى في مواجهة السجان والتي سرعان ما انتقلت الى جماهير الشعب الواحد في مواجهة المحتل ، هي في صلب مهمات هذه القيادة ، دون ذلك فهي ليست جديرة بقيادة الشعب ، بل قيادة الفصيل الذي تمثل لا أكثر ، ولكي ترقى الى مستوى طموحات الشعب ، فعليها ان تتخلى عن نرجسيتها وفئويتها وبرامجها الهامشية ، والتي ستتمثل خلال الايام القريبة القادمة في ما يسمى بوثيقة حماس السياسية الجديدة من قطر ، والانتخابات البلدية في الضفة ، مثالا على ذلك . فهل حقا سيذهب الناس الى الانتخابات المجزوءة او يعيرون اهتماما بوثائق سياسية جديدة وهم يحتضنون مطالب اسراهم الذين يموتون جوعا وراء القضبان . واذا كان مسموحا منع المتظاهرين من الوصول الى الحواجز ممكنا قبل اضراب الاسرى ، فإنه سيكون من الصعوبة بمكان تنفيذ ذلك الآن ، ولسوف تزداد الصعوبة تدريجيا مع التقدم في عمر الاضراب ، او مع سقوط شهداء جراء هذا الجوع الرهيب ، لا سمح الله . يقول الوزير عيسى قراقع ، ان مطالب الاسرى بالمجمل كفيل ان يقوم بتلبيتها مسؤول اسرائيلي لا تتعدى رتبته "ضابط" ، اي ضابط ، فهم ، الاسرى ، لا يطالبون بفك قيدهم واعادتهم الى البيت ، والسؤال الذي يصعد على لسان كل مواطن فلسطيني : لماذا لا يقوم الوزير قراقع بنقل ذلك الى زميله وزير التنسيق الامني لحل هذا الاشكال وتلبية مطالب هؤلاء الاسرى. أم ان "التنسيق" مجرد اسم بلا مسمى حين يتعلق الامر بالشأن الفلسطيني ، وهل هناك ما هو أهم من موضوع الاسرى كشأن فلسطيني يمس كل بيت وكل شارع . قادم الايام حبلى بالاجابة عن هذا السؤال .

شارك هذا الخبر!