الشريط الاخباري

اسرائيل الجبهة الاسوء والاكثر تهديدا لنا هي جبهة حزب الله

نشر بتاريخ: 18-05-2017 | قالت اسرائيل
News Main Image

بيت لحم/PNN/ باتت المُفارقة تتجلّى واضحًا إذا عُدنا عدّة سنوات إلى الوراء: الجنرال غادي آيزنكوط، الذي يتبوا اليوم منصب رئيس هيئة الأركان العامّة لجيش الاحتلال، كان قائد اللواء الشماليّ في الجيش الإسرائيليّ، والمسؤول المُباشر عن التعامل مع حزب الله اللبنانيّ.

مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أليكس فيشمان، الابن المُدلل للمنظومة الأمنيّة في تل أبيب، أجرى مع الجنرال آيزنكوط مقابلةً مطولّةً جدًا حول أخر المُستجدّات على الساحة الشماليّة.

الجنرال، مع سبق الإصرار والترصّد، وبهدف توجيه رسالة تهديد ووعيد وتصعيد لحزب الله، خصوصًا بعد الفشل المُدّوي للجيش الإسرائيليّ في حرب لبنان الثانيّة، صيف العام 2006، “أطلق النار المُكثفّة”، وقال للصحيفة إنّه في الحرب القادمة مع حزب الله ستكون العقيدة القتاليّة للجيش الإسرائيليّ مختلفةً بالمرّة، مُوضحًا أنّه خلافًا لحرب لبنان الثانيّة، سيستهدف الجيش الدولة اللبنانيّة ومنشأتاها وبنيتها التحتيّة، بكلماتٍ أخرى ربط الجنرال الإسرائيليّ بين حزب الله والدولة اللبنانيّة مُعتبرًا أنّ نموذج الضاحيّة، أيْ الضاحيّة الجنوبيّة في العاصمة بيروت، التي دُمرّت بالكامل، سيُطبّق على كلّ لبنان.

علاوةً على ذلك، يبدو أنّ إسرائيل تُطبّق مقولة سماحة السيّد حسن نصر الله، الذي قال سابقًا إنّ إسرائيل خلافًا للماضي تتكلّم كثيرًا وتفعل قليلاً. فقادة تل أبيب من المُستويين السياسيّ والأمنيّ يتوعدون لبنان، ويُهددون بإعادتها مئات السنين إلى الوراء، بمناسبة أوْ بغيرها، وعندما ترتفع وتيرة التهديدات، وعندما تستمرّ طيلة فترةً زمنيّة طويلةً يُمكن للمرء أنْ يفهم بأنّ مَنْ يُهدّد لا يفعل، ذلك أنّ إسرائيل ماضيةٌ في حملة التهديدات ضدّ حزب الله، ولكنّ ميزان الرعب أوْ ميزان القوى، أوْ الاثنين معًا، اللذين أرستهما حرب لبنان الثانية منذ 11 عامًا أكّدت لكلّ مَنْ في رأسه عينان على أنّ إسرائيل، الذي تزعم أنّ حزب الله مردوعًا، باتت هي الأخرى مردوعةً من حزب الله، خصوصًا وأنّ صنّاع القرار في تل أبيب على يقينٍ تامٍّ بأنّ المُواجهة المُقبلة ستكون أصعب وأخطر عشرات المرّات من حرب لبنان الثانيّة.

ومن ناحيةٍ أخرى، فإنّهم باتوا على قناعةٍ شديدةٍ بأنّ العمق الإسرائيليّ سيكون ساحة المعركة القادمة، بتغييرٍ كبيرٍ: حزب الله، وباعترافٍ إسرائيليٍّ رسميٍّ، بات يملك ترسانة صاروخيّة تصل إلى أكثر من مائة وخمسين ألف صاروخ، وكلّ بقعة في إسرائيل، من شمالها حتى جنوبها، بما في ذلك مطار بن غوريون الدوليّ ومفاعل ديمونا في الجنوب، باتت في مرمى صواريخ المُقاومة اللبنانيّة.

ولكن، على الرغم من هذه التصريحات الإسرائيليّة حول قوّة حزب الله الصاروخيّة، وعلى خلفية أخذ صنّاع القرار في تل أبيب تهديدات الأمين العّام لحزب الله على محملٍ من الجدّ لا بُدّ من السؤال: هل تهويل قوّة حزب الله العسكريّة تدخل في إطار الحرب النفسيّة الإسرائيليّة ضدّ الحزب؟ وهل هذا التهويل هدفه تمهيد الأرضيّة والشرعيّة لهجومٍ إسرائيليٍّ كاسحٍ ضدّ لبنان الدولة والحزب؟

ولكن بالمُقابل، علينا أنْ نأخذ بعين الاعتبار، أنّ الحرب الأخيرة  التي شنّتها إسرائيل ضدّ قطاع غزّة في صيف العام 2014 لم تتكلل بالنجاح، وتقرير مُراقب الدولة العبريّة، الذي نُشر الشهر الماضي تناول إخفاقات العملية، التي ما زال يُصّر رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، على اعتبارها نصرًا، ولكن كيف يُقاس النصر؟ هل تمكّنت إسرائيل من هدم الأنفاق الهجوميّة لحركة حماس والتي تعتبرها تهديدًا إستراتيجيًا؟ الجواب لا. هل استطاعت إسرائيل تدمير القوّة العسكريّة لحماس، الجواب مرّة أخرى لا.

مُضافًا إلى ما ذُكر أعلاه: بعد مرور ثلاث سنوات على الحرب العدوانيّة ما زال الإسرائيليون أسرى كابوسهم الذي تحقق على أرض الواقع: جيش من أقوى جيوش العالم، لم يستطع إخضاع منظمات وفصائل مُقاومة تنتهج حرب العصابات في حربٍ استمرّت 51 يومًا، وهي أطول حرب خاضتها إسرائيل منذ إقامتها في العام 1948، وأكثر من ذلك، على الرغم من الحصار الخانق على القطاع من قبل تل أبيب والقاهرة، تُواصل حماس حفر الأنفاق، وتُطوّر الصواريخ والأسلحة الأخرى بقواها الذاتيّة، وتقف "إسرائيل" عاجزةً أمام هدم هذه الظاهرة العجيبة-الغربيّة.

مهما يكُن من أمرٍ، إسرائيل، وبعد “اختفاء” دول المواجهة العربيّة، باتت تتعامل مع منظمات تُشبه الجيوش، ويبدو أنّ الحرب ضدّ حزب الله، الذي قال ليبرمان إنّه يملك ترسانة صاروخيّة أكبر من العديد من دول حلف شمال الأطلسيّ (الناتو) وحركة حماس، أصعب بكثير من خوضها الحرب التقليديّة، أيْ جيشًا مقابل جيشًا، فكيف إذا تحقق أسوأ سيناريو يتحدّث عنه الإسرائيليون: مُواجهة في آنٍ واحدٍ مع حزب الله وحماس، علمًا أنّ صواريخ حزب الله وحماس باتت تصل إلى ما بعد، بعد حيفا، من الجبهتين الشماليّة والجنوبيّة، طبعًا باعتراف كبار المسؤولين الإسرائيليين في المنظومة الأمنيّة والعسكريّة؟

شارك هذا الخبر!