الشريط الاخباري

عندما يتوحد الشهداء مع الاحياء في خيام التضامن مع الاسرى المضربين

نشر بتاريخ: 20-05-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم/ عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين

اصبح تقليدا وطنيا على مدار ايام اضراب الحرية والكرامة الذي يخوضه الاسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال منذ 17/4/2017، بأن تزف جنازات الشهداء من خيام التضامن المنصوبة في كافة البلدات الفلسطينية. الشهداء قبل ان يواروا الثرى يزورون الخيام محمولين على اكتاف المشيعين، وعلى وقع زغاريد امهات الاسرى وعائلاتهم، يمشي الشهداء في مسيرات حاشدة، يحلقون ويصعدون الى اعالي السماء مبتسمين راضين، فقد بايعوا بموتهم الاحياء الصامدين خلف قضبان السجون، وقالوا: متنا نيابة عنكم كي تستمروا ، فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى. في فلسطين وحدها يتوحد الشهداء مع الاحياء ، يولد الحيّ من الميت ويستمر الزفير في الدفاع عن الحياة الشريفة الكريمة ، وعن هذا الهواء القادم من البحر المتوسط برائحة اشجار الصنوبر والزيتون واغاني الطيور في الحقول القريبة. في فلسطين وحدها لا يجف دم الشهداء، يسيل ويصب في عروق الاسرى وقلوبهم ، يعطيهم القوة واليقين والعزيمة في اشتباكهم مع الحديد والسجان والظلمات الداكنة ، الدم يشع ويضيء ويقدح بالشرارات الساخنة. الشهداء يسقطون، وخلفهم اخوة آخرون يرسمون قمر الحرية صمودا وكبرياء، يسرجون الخيل ، من ايايديهم يجري النهر، ومن جفاف حلوقهم يهطل المطر ، يكسرون الصمت ويلتحمون بالرياح القادمة . زفت الشهيدة الطفلة والاسيرة المحررة فاطمة حجيجي 16 سنة من خيمة التضامن في مدينة رام الله يوم 17/5/2017 والتي سقطت يوم 7/5/2017 بعد إطلاق النار عليها في منطقة باب العمود في القدس بشكل متعمد ودون ان تشكل خطرا على جنود الاحتلال، اعدموها ميدانيا، وبعد ان انفجر عذاب السجن في وجه الطفلة الصغيرة، ارسلت تحية الروح والدم والبطولة لأخواتها الاسيرات ولأخوتها المضربين عن الطعام قائلة: مثوانا الحرية دائما. الشهيد سبأ عبيد زف من خيمة التضامن في سلفيت يوم 12/5/2017، عاد مشتبكا مع جنود الاحتلال في قرية النبي صالح يحمل رصاصة في القلب والف سلام الى الاسرى الابطال في السجون، اراد الشهيد سبأ ان يحرك العالم ويدعوهم الى حماية الاسرى والدفاع عن العدالة الانسانية، لا خيار الا الحرية او الموت. الشهيد معتز بني شمسة الذي سقط يوم 18/5/2017 زف من خيمة التضامن في قرية بيتا، دمه سال على الشارع برصاصة قاتلة من مستوطن حاقد استباح المكان، رفض معتز ان يعيش بدلا عن الذين يجترحون الحياة باعمارهم وبتضحايتهم في السجون، اهدى روحه الى كريم يونس ومروان البرغوثي واحمد سعدات، يقول لهم: من اجلكم ننفض عن لحمنا غبار الكلام المكرر، وصمتا تأخر و جرحا تخثر، عائدون معا الى عيد ميلاد الدولة والحرية وقد توسع الموت وتوسعت الحياة. الشهيدة تمام دلايشة والدة الاسير محمد زفت من خيمة التضامن في رام الله يوم 1/5/2017 بعد ان تحول انتظارها الطويل الى عذاب وفراغ، فقررت ان يكتمل الوقت بالموت، تلتقي مع ابنها في الذكرى والبيت وعلى مصطبة المخيم، سنرى شمسا تشرق من قلوبنا لا من جهة الشتات وإنما من جهة العودة الى الهوية العطشى الفائضة بنا حتى الانفجار. الشهيد الاسير المحرر مازن المغربي زف من خيمة التضامن في رام الله يوم 2/5/2017، خرج من السجن مريضا بالكلى، اكمل ما تبقى من حياته متضامنا داخل الخيمة، كان يتألم ويتمنى ان ينتظر الموت قليلا ليحتفل بانتصار الاسرى، كان يرتعش كلما ارتعشت اجسام الاسرى واصيبوا بحالات اغماء، كان يتقيأ الدم كالاسرى الذين اصيبوا بنزيف وانهارت صحتهم امام البطش الاسرائيلي بحقهم لكسر الاضراب، وكانت ايامه هي امتداد احلامه للقاء اصدقائه المعتقلين، فقرر ان يختصر المسافة ويلاقيهم هناك حيث النار والماء والارادة وبهجة الخلود. الشهداء يلتحمون ويتوحدون مع الاحياء، هي المعجزات الخارقات، وعلى عقارب الساعة ان تستجيب لخرير دمنا الفوار، فالشهداء المحمولين على اكتاف الناس والملائكة ، رايتهم في خيام التضامن يهتفون مع شاعرنا معين بسيسو. ارادة النور ان يذوي الظلام ولا يبقى على الارض من آثاره اثرُ اراداة الفأس ان تهوي السجون ولا يبقى على الارض من احجارها حجرُ فاشحذ فؤوسك يا ابن الشعب مقتلعا هذي القبور التي للشعب قد حفروا وانت لا بد يا ابن النور تنتصرُ وانت لا بد يا ابن الشعب تنتصرُ

شارك هذا الخبر!