الشريط الاخباري

فرقة بلل تقدم مسرحية "بكرا العرض"

نشر بتاريخ: 21-05-2017 | ثقافة وفنون
News Main Image

رام الله/PNN- عرضا كوميديا أضحك الجمهور كان يحمل صوتا نقدويا ومعان عميقة ترمي بظلالها على الواقع الفلسطيني خاصة والواقع العربي عامة، وعلى طموحات الشباب والتحديات التي تواجههم، وتسليط الضوء على المفاهيم والمصطلحات التي تمس حياتنا وبشكل يومي وتحدد شكل الواقع وتتجاوزه لرسم المستقبل أيضا.

لوحة خطاب سياسي رسمت معالم الخطاب السياسي وفحواه وطريقة عرضه على الجماهير والشعوب، وآالية تفاعل تلك الجماهير معه دون بل هي تبقى تنظر من بعيد لما يرسم على خارطة الطريق ومن ثم تتفاعل مع ما هو موجود وكأنه من المسلمات، فاليوم أصبحنا نعاني من غياب خطاب سياسي فلسطيني نجمع عليه ويقف في وجه الخطاب الإسرائيلي المحنك ويخدم مصالحنا الوطنية في مسيرة الصراع لاستحقاق الوجود والحق في تقرير المصير الذي نرغب أن يكون من نصيبنا، ومرت أعوام كثيرة وازدادت التخبطات لنقع في فخ اللعبة الإسرائيلية ثم تأتي الحماية الدولية لإسرائيل فنلجأ نحن إلى الهدوء والسكينة وتواصل إسرائيل تكثيف الاستيطان وبناء الأحياء وتوسيعها لتسدّ بذلك الطريق على أي محاولة لتغيير الواقع الذي رسم.

كانت هذه هي قصة العرض المسرحي "بكرا العرض" الذي عرض على خشبة مسرح الحرية، من تقديم فرقة بلل كأول فرقة متخصصة في الكوميديا الجسدية في فلسطين، بأداء علاء شحادة وفيصل أبو الهيجاء، وإخراج ميكائيلا ميراندا، وبالتعاون مع مسرح الحرية وبالشراكة مع شبكة الفنون الأدائية الفلسطينية من خلال مشروع “الفنون الأدائية حق واستحقاق” والممول من الوكالة السويدية للتنمية الدولية ضمن اتفاقية إتمام أعمال المبادرات لعام 2017. (سيدا)،

في رحلة سلسلة عروض للعرض المسرحي "بكرا العرض" لفرقة "بلل"، قدم عرضين في مسرح الحرية الخميس18 أيار، والسبت20 أيار، فيما كان عرض السبت خاص بأطفال الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وستستكمل العروض في الأيام التالية : الثلاثاء 23 أيار 2017، الساعة الخامسة مساءً، بالتعاون مع جمعية خطوة التنموية المجتمعية، في بلدة عرابة، والأربعاء، 24 أيار 2017، الساعة الخامسة مساءً، بالتعاون مع بلدية اليامون، في بلدة اليامون، والخميس 25أيار 2017، الساعة الخامسة مساءً، في بلدة يعبد.

فرقة بلل هي الفرقة المسرحية الأولى من نوعها في فلسطين المتخصصة في الكوميديا الجسدية، تهتم من خلال أعمالها بالمزج ما بين المدارس المختلفة للكوميديا، وتحاول اليوم خلق حركة اجتماعية فنية تعتمد على التفكير الحر والنقد البناء كوسيلة للتغيير، إيمانا منها بقوة الكوميديا في إحداث التغير وخلق ثقافة النقد البناء، بما يساهم في تسليط الأضواء بطريقة ساخرة على التحديات والعقبات المحيطة بنا، مما يتيح لنا النظر من زاويا مختلفة إلى تفاصيل حياتنا اليومية. حيث تسعى "بلل" إلى دمج فلسفة مسرح الحرية في المقاومة الثقافية والإبداع تحت الاحتلال مع تجربتهم في عالم الكوميديا.

عرض كوميدي يسلط الضوء على التحديات التي تعيق الأشياء من أن تحدث وتصل في وقتها، اثنان من الفنانين يجدان أنفسهم أمام الجمهور الغير متوقع أثناء استعدادهما لتقديم تجارب الأداء، يبدأن بالتفاعل مع الجمهور من خلال الجسد واختلاق الضحك، فيصطدمان بملاحظات وعناوين غريبة كانت مكتوبة على لوح على خشبة المسرح، فلم يكن أمامهما سوى التفاعل مع ما هو مكتوب.

كان أول عنوان اصطدم به الممثلان هو الخطاب السياسي، فالممثلان لاحظا العنوان وبدأ كل منهم التفاعل معه، فالعرض جسد الخطاب السياسي بأنه وسيلة لاكتساب السلطة والمال التي تعتبر هي مصادر قوى في العالم فالخطاب السياسي لا ينحصر فقط في الخطب والمحافل السياسية التي يلقيها الزعماء والقادة، بل تجاوزه إلى ما شاهدناه على خشبة المسرح وعندما بدأ الممثل بتجسيد شخصية سياسي يلقي خطابا سياسيا ويفحص مباشرة ردات فعل الجمهور وتفاعلهم معه للتأكد من أن الخطاب حقق غايته، ولم يكتف بذلك بل استخدم وسائل تعبير مختلفة للاقناع والوصول للجمهور كالشعارات والزي الذي ارتداه والموسيقى والأناشيد التي صاحبت العرض.

الخطاب السياسي هنا ارتبط كثيرا بالسلطة والكيفية التي يفكر بها دائما السياسي وطريقة عرضه لخطابه وفحواه و الأسلحة التي يستخدمها للإقناع، وهذا ما رأيناه حاضرا على خشبة المسرح عندما تقدم الممثل ليلقي خطابه فبدأ يأخذ رادات فعل الجمهور على خطابه ويغير به حسبها ثم نلاحظ الضغوط والتحديات التي واجهها في إيصال خطابه ويبقى يواجه بها حتى تتفتت حروفه كقصاصات الورق فتلقى على الأرض لتقرأ كلمات متقاطعة وحروف مبعثرة لا يفهم منها شيء.

أما العنوان الثاني والثالث ارتبطا كثيرا، فكان المستقبل هو الحاضر، كان مستقبلا متشائلا ما بين متفاءل ومتشاءم، يبحث عن القائد المستقبلي وهنا نلاحظ القتال والخلاف على كرسي السلطة والمال على خشبة المسرح لينتصر الأقوى وتصبح هذه ممتلكاته الخاصة ويسعى الجميع لتقرب منه لتنفيذ المصالح والمآرب، وفي موقف كوميدي مضحك عالج العنوان الثاني (الصورة الذهنية) التي يرسمها الخطاب السياسي، فجسد العرض السياسي أو القائد أو من يمتلك سلطة الخطاب السياسي بأنه ساحر يلقي بقدراته السحرية على الجماهير لتتحرك كيفما يشاء وبما يخدم خطابه وليس بما يخدمها ويحقق المصالح العامة لها، وهكذا هو الدور الذي يقوم به الخطاب السياسي الذي لا يقتصر على إرضاء الجماهير وإغضابهم، بل إن الخطاب السياسي كثيرا ما يثير في أذهان السامعين عند سرده صورا ذهنية، تفرض على الجمهور فهما خاصا ومحددا إزاء الموقف الذي احتواه الخطاب، وهنا تظهر السيطرة على الجمهور من خلال السيطرة الذهنية أو التنويم المغناطيسي لترسيخ الأفكار والفهم الذي يريده الخطاب السياسي أن يكون في الأذهان وذلك من خلال قوة الأسلحة التي يستخدمها السياسي في خطابه.

شارك هذا الخبر!