الشريط الاخباري

معادلة من الزمن الاصفر الى الزمن المفقود 6-6-2017

نشر بتاريخ: 05-06-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم/  حمدي فراج

قبل ثلاثين سنة وضع الكاتب الاسرائيلي الشهير ديفيد غروسمان كتابه الشهير "الزمن الاصفر" الذي نال شهرة عالمية واسعة وترجم الى ما يزيد على عشرين لغة ، واقتبس عنوانه من رجل عجوز يجلس في احد شوارع مخيم الدهيشة ، حيث قال له العجوز ان رياحا صفراء عاتية ستأتي لتقتلعكم ، وبعد عدة أشهر اندلعت انتفاضة الحجارة ، التي كانت بمثابة هذه الريح ، التي أحدثت في المجتمع الفلسطيني ايجابا اضعاف ما أحدثته في المجتمع الاسرائيلي سلبا ، وتم التحايل على الريح الصفراء كما نعلم كلنا ، اسرائيليا وامريكيا وعربيا ، والاهم من كل ذلك ، فلسطينيا ، من خلال المنظمة التي كان مقرها في تونس بعد ان خرجت من بيروت ، وتذرعت قيادتها انذاك بانهيار الاتحاد السوفياتي وهزيمة صدام حسين في مشروعه احتلال الكويت ، وهو أشبه ما يكون بالنزول المبكر عن جبل أحد لاقتسام الغنائم . بعد ثلاثين سنة على تلك الريح الصفراء والزمن الاصفر ، ما الذي تغير ؟ يقول غروسمان انه يعيش ايامه فيما اسماه بالزمن المفقود ، وربما لهذا السبب رد على سؤال مراسل يدعوت الذي لا يخلو من مسحة خبث ساخرة من تبدد الزمن الاصفر الذي تهدد اسرائيل بعض الوقت ، لكنها اليوم تعيش حالة من الاستقرار والاطمئنان في الخضم العربي الذي يأكل بعضه بعضا ، وتتزاحم رموزه الجديدة على اقامة العلاقات مع اسرائيل بدون ان يكون لفلسطين وما تبقى من قضيتها ما يفسد الود الصهيوني مع هذا الخليط الرجعي العربي العجيب . "انا اليوم خائف أكثر، ولو أردت الكتابة اليوم لما كتبت ما كتبته، وأتخوف من استمرار هذه الأوضاع عشرة أو عشرين عاماً أخرى، إنني ببساطة لا أعرف ، المستوطنون يضعون علامة سؤال كبيرة فوق رؤوسهم، أصبحت اليوم ترفرف فوق إسرائيل جميعها، وفوق وجودها وعلى شرعيتها التي أصبحت تثير تساؤلات في العالم". لم يستطع غروسمان التحدث الى الصحيفة عما يعتمل في قلبه من مخاوف كابوسية من ان الاستيطان والمستوطنين هم صنيعة الدولة ، او انها نفسها الدولة هي صنيعة هذا الفكر الاستيطاني الاقتلاعي الاحلالي لشعب آخر ، يرفض على مدار تاريخه رفع راية الاستسلام ، صحيح انه عبر عن ان مخاوفه ازدادات خلال العقود الثلاثة الماضية ، لكن اسرائيل ما استمرت تخوض حروبها وتعد عتادها وعديدها بوتائر اسرع وخسائر اكبر ، وان المواطن الاسرائيلي ما يزال يتجند في جيشها وما يزال ينتعل البسطار الحربي في قدميه ، وتودعه امه صباحا وتسكنها مخاوفها من انه لن يعود اليها ابدا ، كما حصل مع ابنه "اوري" قبل عشر سنوات في لبنان حزب الله .

Click here to Reply, Reply to all, or Forward

شارك هذا الخبر!