الشريط الاخباري

لماذا العرب خاسرون دائما في السياسة؟

نشر بتاريخ: 11-06-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم/ سمير دويكات على مدار مائة عام تقريبا، والعرب لم يتقدموا سياسيا سوى في بعض السنوات التي لا تزيد شيئا في العداد الطويل وهي لم تكن إلا مع حكام كانت شعوبهم راضية عنهم، أما دون ذلك فان العرب دائما خاسرون، ويعود ذلك إلى أن أنظمة الحكم في البلاد العربية قائمة على الوراثة والتوريث وعصابات حاكمة لا تتمتع بحكم الشعب أو رضاه أو أنها لم تأتي من وحي صناديق الاقتراع، وفي البلدان التي جاء فيها الرؤساء بهذه الصناديق وحكم الشعب، تم العبث بها من قبل أنظمة حاكمة أخرى، واعتقد العرب أن بإمكانهم شراء السياسة الدولية بالمال والعطايا وكأن الزمن توقف عند عهد هارون الرشيد أو بعده. إن المتتبع لكل القضايا العربية السياسية في أروقة الساحات الدولية وهيئاتها يدرك تماما أن العرب كانوا دائما خاسرون، ولم يحققوا أي فوز، وحتى في حرب الخليج الأولى عندما تعارك صدام حسين مع إيران فان العرب لم يستفيدوا من ذلك في دعم العراق بل وفور انتهاء الغزو أطاحوا بصدام حسين، وكانت تلك احد ألاعيب الأمريكان. اليوم تبين للأمريكان أن قطر ربما تشكل لهم مأزقا في خدماتهم اللوجستية فجاء ترامب وقبض الثمن، في مقابل أن يسكت أو أن يتخلى عن دعم قطر، ولكن الأمريكان وحتى النهاية يبقون على مسك العصي من المنتصف، وهذه إحدى السياسات الناجحه عند الأمريكان على خلاف العرب. فشيئان يقومان أي سياسة خارجية عند الدول وهما الأمن والثاني المال، فالعرب متوفر لديهم الاثنان ولم يستفيدوا منها في شيء، وهي نتاج السياسات الخاطئة نتيجة وجود الرجل الغير مناسب في مكان مناسب والعكس. فبدون انتخاب مجالس تخرج من رحم الشعب وإرادتها الحرة وان يكون هناك حسيب ورقيب على أدائها سيبقى العرب خاسرون في السياسة الداخلية والخارجية، لان اختيار الشعوب يكون دائما للحر والأصلح.

شارك هذا الخبر!