الشريط الاخباري

المنهاج الفلسطيني الجديد ...وبناء المعرفة المُمَنهج

نشر بتاريخ: 19-06-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم/  ربى داود عضو الفريق الوطني لتأليف المنهاج الجديد

من أيام قليلة خلت، أُسدل الستار على عام دراسي، حمل في ثناياه اطلاق المنهاج الفلسطيني الجديد للمرحلة الأساسية الدنيا، وهو منهاج عصري يحاكي روح التطور والعلم والابتكار، وعلى الرغم انه من السابق لأوانه تقييم المنهاج بشكل شمولي بعد عام من التطبيق، الا ان المؤشرات العلمية المتوفرة تشير الى ان المنهاج قد حقق غاياته، ضمن الاطار العام له بأبعاده الاجتماعية، الفلسفية، الفكرية، والثقافية، وبما يحقق رسالة وزارة التربية والتعليم العالي في فلسطين بتهيئة إنسان فلسطيني يعتز بدينه وقوميته ووطنه وثقافته، ويسهم في نهضة مجتمعه، ويسعى للمعرفة والإبداع، ويتفاعل بايجابية مع متطلبات التطور العلمي والتكنولوجي وقادر على المنافسة في المجالات العلمية والعملية ومنفتح على الثقافات والأسواق الإقليمية والعالمية وقادر على بناء مجتمع يقوم على المساواة بين الجنسين والتمسك بالقيم الإنسانية والتسامح الديني، والنهوض بنظام التعليم الذي يتميز بـ: سهولة الالتحاق به، وتنوع برامجه، وتعدد مستوياته ومرونته، وكفاءته، وفاعليته، واستدامته، واستجابته للاحتياجات المحلية، وجودته. فقد استطاع المنهاج الفلسطيني الجديد الدمج الرشيق ما بين العقلانية والتطبيق، ليخرج بنظرية جديدة هي العقلانية العلمية التطبيقية، والتي دمجت ما بين الجانبين المعرفي والتطبيقي، وربط هذا المفهوم بسياقات فلسطينية واقعية معاشة، ومواقف تحاكي المواقف الحقيقية، وهو ما انعكس في كل كتب المنهاج ابتداء من الرياضيات وحتى التربية والتنشئة الوطنية والاجتماعية. فالمنهاج الجديد عمل على بناء المعرفة بشكل مُمَنهج عبر التركيز على التطبيق كأداة لاكتساب المعرفة، والانتقال من التعليم الى التعلم، ومن اتقان المحتوى الى التعلم العميق، ومن التمكّن المعرفي الى امتلاكه وانتاجه وانتقاده، فمن خلال المنهاج يتم وضع الطالب أمام موقف حياتي واقعي للوصول الى المعرفة عبر توظيف مهارات التفكير بعيدا عن التقليدية والتلقين، وهو ما انعكس في وجود مصطلحات مثل: أفكر، أفسر، أحلل، حيث انتقل المنهاج من سياقه التقليدي الى سياق جديد من خلال منهاج تفاعلي عصري، يحمل ملامح سمات وطنية ترسخ مفاهيم الانتماء والمواطنة، وتنتقل من التعليم إلى التعلم الذاتي العميق، بالاستناد إلى استراتيجات التعلم النشط الفاعل، والتعلم باللعب وبتوظيف التكنولوجيا والموسيقا والفنون، بحيث يكون المعلم قائدا يحفز الطلبة ويخلق لهم فرص اكتشاف المعرفة، اضافة الى مواكبة المنهاج الجديد للتطورات الاجتماعية والمهنية والاقتصادية والمعرفية، واستجابته لحقوق الطفل والمرأة والأشخاص من ذوي الإعاقة. كما يتضمن المنهاج الجديد دمج النظريات الحديثة في التعليم والتعلم، وتنمية التفكير الناقد والتحليلي لدى الطلبة لحل المشكلات، والعمل التعاوني في التعلم داخل الغرفة الصفية، والتواصل الفعال في مجال التعلم، وتعزيز المشاركة الفردية والجماعية، لما له أثر إيجابي على استيعاب الطلبة. كما يوفر المنهاج الجديد فرصة للطلبة بتوظيف التكنولوجيا للوصول للحقائق والمفاهيم العلمية المختلفة والمشاركة في عملية التعلّم، إضافة الى شمول المنهاج لجميع المحاور المعرفية الرئيسة لكل مبحث، بحيث تراعي حاجات الطلبة وخصائصهم بما ينسجم وتفريد التعليم وعادات العقل. ان انجاز المنهاج الفلسطيني الجديد هو خطوة متقدمة تجاه تطوير التعليم وتحقيق غاياته في فلسطين، وتحقيق غايات قطاع التعليم، وصولا الى تحقيق الهدف الرابع من اهداف التنمية المستدامة 2030، كون التعليم الجيد محركاً رئيسياً لتحقيق التنمية على كافة المستويات. ولأن فلسطين تستحق، حَمل المنهاج الفلسطيني الجديد اطارا متكاملا من العلم والمعرفة، مكللا بالأمل والإصرار على إرساء معالم الدولة الفلسطينية المستقلة، وبتكامل جهود خط الدفاع الأول فيها وزارة التربية والتعليم العالي.

شارك هذا الخبر!