الشريط الاخباري

النصرعلى داعش مقدمة للنصرعلى الحواضن

نشر بتاريخ: 30-06-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم : حمدي فراج إذا لم يكن الخليفة ابو بكر البغدادي قد لفظ أنفاسه الاخيرة في الغارة الروسية على الرقة اواخر ايار الماضي ، فإن خلافته هي التي تلفظ انفاسها الاخيرة في الموصل بعد تحرير مسجدها "النوري" الذي اعلن من على منبره البغدادي دولة خلافته الداعشية (العراق والشام) قبل ثلاث سنوات ، وهي مدة قليلة مقياسا بالخلافة العثمانية التي امتدت لنحو اربعماية سنة شهدت عشرات وربما المئات من على شاكلة البغدادي وربما من هم أسوأ وأردأ . وقد كان الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما قد صرح اكثر من مرة - بعد انقلابه على داعش - ان القضاء على هذا التنظيم قد يستغرق سنوات طويلة ، قدرها البعض ممن لم ينقلبوا عليه بعد ، بانها قد تصل الى عشرين سنة ، فتنظيم "القاعدة" الام ، مر على تأسيسه ضعف هذه المدة ، وما زال حيا يرزق ، والانظمة التي دعمت داعش هي اكثر من ان تعد وتحصى ، ودعمها له لم يقتصر على السلاح والمال والرجال ، بل على الاعلام ايضا ، والذي تعدى الصحف والاذاعات والفضائيات بكل لغات الارض ، الى المساجد والفتاوى وخطب الجمعة واستخدام الدين الحنيف وقرآنه الكريم في المعركة الضروس . في قادم الايام ، لسوف نشهد احتفالات النصر على داعش ، في عواصم العالم ، بدءا بالبيت الابيض والالزيه و داوننج ستريت واسطنبول وتل ابيب ، وبالتأكيد في العواصم العربية ، رغم انها كلها تقريبا ما زالت تدعم "النصرة" ، الشقيقة التوأم لداعش ، وعشرات الفصائل الدينية الاخرى ، لكي تقيم حكم الله في سوريا و تحاكم النظام على الجرائم التي ارتكبها بحق شعبه . ولو قدر لداعش الانتصار ، لوجدنا كيف يقيمون الاحتفالات ايضا بانتصاره ، ولرأينا تسابقهم على الاعتراف بدولته الاسلامية وفتح السفارات وتبادل العلاقات الديبلوماسية ، ألم يطردوا سوريا من جامعة الدول العربية وعينوا ممثلا من المعارضة بدلا منها ؟ ألم يتسابقوا لشراء البترول من الابار التي وضع داعش يده عليها في الموصل ، وشكل هذا بالنسبة له موازنة دولة تقبع في مدينة ؟ ألم يتسابقوا على شراء الاثار التي لا تقدر بثمن في حلب وتدمر ؟ ألم تفتح اسرائيل حدودها ومستشفياتها لمعالجة الجرحى ، وحين نجح ابن الجولان صدقي المقت في التقاط احدى صور هؤلاء الجرحى اصدرت اسرائيل بحقه 14 عاما سجنا فعليا رغم انه كان قد امضى في سجونهم 27 عاما . اذن ، لم تكن ثلاث سنوات من خلافة داعش مدة طويلة ، مقياسا بكل هذا الدعم متعدد الجنسيات الهائل ، اذ لم يبق عربي واحد ، اسلامي واحد ، انساني واحد ، لم يشترك في مقاومة هذا التظيم الافاك ، باليد أواللسان أوالقلب ، والاخير ، وفق رسول الاسلام الكريم ، هو أضعف الايمان .

شارك هذا الخبر!