الشريط الاخباري

تورنتو: المدينة الكندية التي يتحدث سكانها 140 لغة

نشر بتاريخ: 14-08-2017 | منوعات
News Main Image

لا تزال مدينة تورنتو، أكبر مدينة في كندا، تحقق نموا سكانيا متزايدا، بوتيرة تصل إلى أكثر من 100 ألف وافد جديد في العام الواحد. لكن مع ذلك، لم تغير تلك الزيادة السكانية المستمرة معالم المدينة أو شخصيتها.

وقد عرفت مدينة تورنتو منذ فترة طويلة بالترحيب بالتعدد الثقافي والتنوع، إذ تُستخدم 140 لغة في هذه المدينة الكندية التي حققت استثمارات ضخمة في مجالات عديدة، أهمها وسائل النقل العام، والتكنولوجيا، مما يجعل المدينة أكثر جذبا للوافدين الجدد، ومركزا للتكنولوجيا الحديثة.

ومع ذلك، قد يستغرق منك الأمر بعض الوقت للتعرف على مزايا مدينة تورنتو بشكل كامل، كما يقول قاطنوها.

"هذه المدينة لا تعطي أسرارها بسهولة"، كما تقول أليسا جيمس، أحد سكان تورنتو، وصاحبة مدونة للسفر وللرحلات على الإنترنت تحمل اسم "أليسا تكتب".

وتضيف جيمس: "أنا أعشق تورنتو، وأنت عليك أن تعرفها جيدا حتى تحبها".

ومن بين هذه الأسرار التي تخفيها تورنتو الشواطئ الرائعة التي تقع بالقرب من المناطق السكنية. ويقول بروس تون تيب، الذي عاش في المدينة لنحو 27 عاما، ومؤسس شركة "غي أدنفينتشر" لتنظيم الرحلات: "لا يفكر الناس في تورنتو من أجل الواجهات البحرية، أو من أجل الشواطئ، لأننا لسنا بالقرب من المحيط، لكن لأننا لدينا بحيرات عظمى".

ويضيف تيب: "المياه هنا نظيفة جدا، وقد صُممت الواجهات البحرية هنا بطريقة تحقق أكبر قيمة ممكنة لنوعية الحياة".

وتستضيف شواطئ المدينة، التي تبعد نحو عشرة كيلومترات فقط عن وسط المدينة باتجاه الشرق، مهرجانا دوليا شهيرا لموسيقى الجاز في شهر يوليو/تموز من كل عام.

كما تُعرف المدينة أيضا بكثرة متنزهاتها، والطرق المعدة للمشي والجري. وقد توصلت دراسة حديثة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى أن المدينة تحتل المركز الرابع عالميا من حيث المساحات المزروعة بالأشجار.

ويضيف بون تيب: "توفر لي مدينة تورنتو المنافع التي توفرها المدن الكبرى، بالإضافة إلى مزايا نمط العيش في المدن الصغيرة. فهي مدينة نظيفة، وآمنة، وتعد مركزا للإبداع والمثالية، بالإضافة إلى أنها مدينة جميلة. كما إنها مدينة ذات تنوع لا محدود في الثقافة، والبشر، والأفكار".

تتشكل شخصية مدينة تورنتو المتنوعة من خلال الأحياء السكنية التي تمثل ثقافات مختلفة، والتي تضم على سبيل المثال منطقة "ليتل إنديا" (أو الهند الصغيرة)، التي تقع على بعد ستة كيلومترات من مركز المدينة، ومنطقة "ليتل إيطالي" (أو إيطاليا الصغيرة)، التي تقع على بعد ثلاثة كيلو مترات غرب مركز المدينة، والقرية البرتغالية على بعد ثلاثة كيلومترات جنوب غربي مركز المدينة، والبلدة اليونانية "غريك تاون"، على بعد ثمانية كيلومترات شمال شرق مركز المدينة، والحي الصيني، على بعد كيلو مترين شرقي مركز المدينة.

ويقول مات تشونغ، وهو في الأصل من مدينة فانكوفر الكندية، ومؤسس شركة "تشونغ تي" للشاي الصيني في كندا: "التنوع كبير جدا في هذه المدينة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالطعام. فبإنكانك أن تجد أي ثقافة تتخيلها ممثلة بطريقة أو بأخرى في هذه المدينة".

ويضيف: "ففي يوم واحد فقط، يمكنني أن أتناول طعاما فيتناميا عالمي المستوى، مثل طبق 'بانه مي'، وهو طبق فيتنامي تقليدي يتميز بمكوناته العديدة، وطعاما إثيوبيا لذيذا مثل طبق 'انجيرا' المغطى باللحم".

ويعد سوق كينزنغتون شمالي الحي الصيني اليوق المفضل لدى السكان المحليين، لأنه واحدا من أكثر أسواق المدينة من حيث التنوع الثقافي، ويضم العديد من الأعمال التجارية المحلية أيضا. كما تضم منطقتي "كوين ويست"، و"ويست كوين ويست"، ويقع كلاهما غربي مركز المدينة بنحو ثلاثة كيلو مترات، العديد من المراكز الإبداعية، وعشرات المحال التجارية، والمعارض الفنية، والمقاهي، والمطاعم، والحانات، كما يقول تشونغ.

وتطلق مجلة "فوغ" الشهيرة على تلك المنطقة وصف "أكثر الأحياء روعة في العالم"، لما تحويه من فنادق تتخذ تصميمات فنية رائعة، وعلامات تجارية مستقلة للأزياء، ومتحف للفن المعاصر.

ويشهد الجانب الشرقي من المدينة صعودا سريعا بسبب ما يضمه من أحياء تمتاز بأسعارها المعقولة، والتي تمثل مزيجا من المنازل القديمة، والمساكن الحضرية الحديثة. وتفضل العائلات الشابة الإقامة في تلك الأحياء شرقي المدينة، مثل حي "ديستيلليري"، وحي "كناري" الذي يضم العديد من المراكز الصحية، وحي "ريفيرديل" الذي يتوقع أن يحقق ازدهارا في الفترة القادمة.

يمكنك أن تستقل باخرة لمدة 20 دقيقة تقريبا لتصل إلى جزيرة "سيتي آيلاند"، والتي تعد مكانا مفضلا لدى السكان المحليين، بسبب سهولة تنظيم رحلات اليوم الواحد إليها في فصل الصيف، وإمكانية تأجير مراكب خاصة، والطرق المجهزة للدراجات، والشواطئ الجميلة.

ويقول جون فيليبس، وهو وكيل بشركة عقارات يقدم نصائحة للسياح على موقعه على الإنترنت: "هناك مكان على الجزيرة يقدم للمقيمين تجربة كاملة للعيش في أكواخ صممت كمنازل للإجازات الصيفية، في مطلع القرن الجديد. ويضيف: "هذه منطقة رائعة ينبغي أن تستكشفها".

أما منطقة شلالات نياجرا الشهيرة فتبعد فقط نحو 128 كيلومترا جنوبي مدينة تورنتو، ويفضل المقيميون استكشاف المنطقة المحيطة بهذه الشلالات، والتي تضم العديد من مصانع النبيذ الشهيرة.

وتعد مقاطعة "برينس إدوار" إحدى المناطق التي تحقق نموا ملحوظا في مجال صناعة النبيذ، وهي أيضا موطنا لمنطقة تعرف باسم "الألف جزيرة"، وهي عبارة عن أرخبيل يضم ما يقرب من 1800 جزيرة صغيرة، وسط نهر سانت لورانس الواقع بين كندا والولايات المتحدة.

ويضف فيليبس هذه المنطقة بالقول: "هذه المنطقة الراقية التي كانت تخص الصفوة من أبناء الكنديين في أواخر القرن التاسع عشر أصبحت اليوم مركزا للأنشطة المفتوحة التي تقام في الهواء الطلق".

ويضيف فيليبس: "إنها موطن لعدد من القصور ذات التصميمات المحكمة، مثل ثلعة بولدت كاسل المبنية على الطراز الألماني، وتقع على جزيرة هارت آيلاند، وقلعة سينغر كاسل التي تقع على جزية دارك آيلاند، والتي تتميز بنوافذها التي صممت على الطراز القوطي، وممراتها السرية".

كما يعد منتجع بلو ماونتين للتزلج على الماء، والذي يقع على بعد 160 كيلومترا شمالي تورنتو، واحدا من الأماكن المفضلة للسكان على مدار العام، بسبب ما يوفره من أماكن للتزلج، وحمامات البخار، والأنشطة الصيفية مثل ركوب القوارب، وركوب الدراجات.

بينما يتفق السكان على أن المدينة غالية الثمن مقارنة بباقي مناطق كندا، لكنهم يقولون أيضا إن تكاليف المعيشة لا تزال معقولة بشكل كبير مقارنة بالمدن العالمية الأخرى. فقد جاءت تورنتو في المرتبة السادسة والثمانين من بين 133 مدينة، في مؤشر تكاليف المعيشة لعام 2017، الذي تصدرة وحدة المعلومات بمجلة الإيكونومست، وهي مرتبة تأتي بعد مدن مثل نيويورك، ولندن، وحتى مدينة مكسيكو سيتي، وهو ما يعني أن تكاليف المعيشة في هذه المدن أعلى من مدينة تورنتو.

ويقول بون تيب: "عندما تأخذ العملات الأجنبية الأخرى في الاعتبار، مثل الجنيه الاسترليني، فإنك ستحصل على قيمة كبيرة من أموالك التي تنفقها. لدي كثير من الأصدقاء من أوروبا والولايات المتحدة، ممن يأتون إلى هنا فقط من أجل التسوق".

المصدر: وكالات

شارك هذا الخبر!