الشريط الاخباري

مواقع التواصل وسيلة للتفريغ

نشر بتاريخ: 22-08-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم/ يوسف عودة

التفريغ أصبح من سماتنا الأساسية في حياة لم نشأ لأنفسنا أن نحيا ضمن جنباتها، جملة قالها شخصٌ ما أثناء جلسة لمجموعة من الأصدقاء، جملةٌ بصدق أستوقفتني كثيراً لدرجة أنني بتُ أحلل حروفها وتركيبتها، والغريب بالأمر أن هذه الجملة كانت وكأنها نُطقت بلسان كل واحد فينا، أي هنالك إجماع ضمني لهذه المسألة التي باتت تؤرق الجميع وتزيد من ضغط الحياة عليهم حتى أصبح المعظم غير قادر حتى على التأقلم مع الأوضاع الجديدة ولا حتى التوقف عن الركب السائر، فبات في منتصف الطريق واقفاً شارد الذهن والحواس، غير قادر على تحديد المسار ولا حتى على إستعياب مجريات الأمور.

أحساس عم المعظم حتى لا نكون ضمن قاعدة التعميم في المجتمع الذي نعيشه؛ والقريبين منه والقريب منا، أحساس طال دواخلنا وأثر على نفسيتنا وأنعكس في تصرفاتنا ومعاملاتنا العامة والخاصة على السواء، الأمر الذي زاد من تراكم الأشياء السيئة المحيطة والتي بتراكمها زادت من نقمة بعضنا على البعض الأخر، فبدل أن تكون العلاقات مبنية على المحبة والاحترام أصبحت قائمة على الحقد والإنتقام، ولعل النفوس المريضة والتي بدأت تنتشر أكثر وأكثر مع مثل هذه الأوضاع، وأصبحت قادرة أكثر على بث سمومها بين الناس بغية نشر الشر، فهؤلاء هم أعوان الشيطان والعياذ بالله.

نعم لقد أصبح التنفس والتغريغ من سمات عصرنا، ولكن المسألة تحتاج إلى وسيلة حتى تعبر عن ضجرك قبل أن تنفجر؛ هذا إذا لم يكن أنفجر البعض أصلاً، فلا يُعقل أن تفرغ عن ضجرك لمن هو أضجر منك، والمسألة الثانية؛ هي السعي الحقيقي للبحث عن علاج شافي لهذا الداء الذي يلامس خُلقنا وأخلاقنا، وأما بالنسبة للمسألة الأولى؛ فعلى ما يبدو قد وجد الناس مبتغاهم في عملية التغريغ والتي تأتي ضمن مواقع التواصل الاجتماعي، فلو راقبت صفحةً ما لوجدتُ كماً هائلاً من التناقض فيها، فتارةً ترى صاحبها يضحك وتارةً تراه كأحد مشايخ الأمة، وأخرى تراه فيلسوفاً لا يصدر عنه غير الحكم والمواعظ غيرها الكثير... والشيء الذي أؤمن به؛ هو على الأقل أن هؤلاء أفضل من غيرهم، فهم جرئيون في التعبير والتنفيس على عكس أولئك الذين ترى الغيظ في ملامح وجوههم. وأما فيما يتعلق بالمسألة الثانية، فصدقاً لستُ طبيباً قادر على تشخيص الداء ووصف الدواء، ولكن ربما في قرارتي نفسي أُقر بأن مسألة الدين والعقيدة هي من الأسباب الرئيسية في ما وصلنا إليه، ألم يقل الله سبحانه في محكم كتابه العزيز )وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (طه 124)، فهذه الآية ربما تلخص وبإيجاز ما نحن فيه، وما نكابده يومياً في حياتنا، وعلى الرغم من كل ما ذكرت، إلا أن هنالك مسألةٌ في غاية الأهمية، آلا وهي أنني أتحدثُ بلسان المعظم فيكم.

المقالة تعكس وجهة نظر الكاتب ولا تمثل وجهة نظر شبكة فلسطين الاخبارية PNN

شارك هذا الخبر!