الشريط الاخباري

حياتنا استثنائية وتحتاج إلى إداريين وقياديين استثنائيين

نشر بتاريخ: 28-08-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم/ المحامي سمير دويكات

نعلم بأننا نكتب ولا احد من المعنيين يقرا وان قرأ لا يتابع ولا يلقى لها بال، لأننا نعيش في دولة فوق العادة كل الإداريين فيها والقياديين آلهة، وكأننا في العهود الغامرة في الامبروطوريات كما كانت روما القديمة والأولى، أو الممالك كما كانت مملكة تدمر، فالجميع منهم قادة عظام يستلهمون خبراتهم وتجاربهم وذكائهم من روح الآلهة، ولا يمكن لهم أن يستمعوا لأحد، ولا يعلمون أو لا يريدون أن ينصتوا أو يعرفوا أنهم أوصلونا إلى جحيم الحياة، ولا يعرفون أن كل مشاريعهم وحساباتهم راحت ذر الرماد ولا يعلمون أن الناس تعيش حياة أشبه بالمأساة ولولا فرج بعض المنافذ ومنها العمل في مناطق الثمانية وأربعون كما تسمى فلسطين التاريخية، لكان الوضع أكثر مأساة. عندما تتحدث مع بعض الموظفين أو الإداريين أو مسئولو الأحزاب تجدهم يردون عليك وكأنهم يعيشون في السويد ومدنها أو في سنغافورة، وعندما تأتي لحسابهم يقولون لك أن الاحتلال هو المشكلة ولا نستطيع العمل بوجوده وهو سبب الخراب والدمار، فمثال: عندما تدخل إلى أي بلد أو مدينة تجد أن هناك مشكلة حقيقية في الطرق ربما تكون غير مصانة أو معبدة أو أنها ضيقة ولا تتسع ولا يوجد كراجات وبالتالي تشكل هذه المشكلة عصب حياة الناس، وإذا ذهبت إلى الهيئات المحلية تجد جيش من العاملين فيها، ولكن لماذا يغيب العمل والتخطيط؟ فكل الوزارات من حيث العدد دائما كانت الأكثر على مستوى الإقليم والعالم ومن حيث الموظفين فأنهم كذلك يفوقون العدد ولكن في بعضها من حيث العمل لا تجد أنها عملت شيء، فمثلا وزارة الإعلام، لو بحث في استغلال مواردها لمهاجمة الاحتلال أو الرد عليه أو الترويج للقضية لوجدت أن انجازها غير مسموع، أو وزارة الثقافة أو غيرها، وكذلك ومعظم الوزارات من أشغال واقتصاد وتعليم وغيرها، فنحن لا ننتظر عمل يومي لتسليك الحال بل نحتاج إلى مؤسسات ذكية في عصر ذكي وخارقة في عصر يحتاج إلى بذل طاقات مضاعفة. فبمجرد العلم أننا دولة تعيش تحت الاحتلال، فنحن نحتاج إلى قادة استثنائيين وإداريين فوق العام لإدارة المؤسسات وبإمكانهم بذل جهد استثنائي مضاعف لانجاز ما يمكن أن يكون ويوفر حياة طيبة للناس، فماذا عن تطبيق القانون، إذا كانت مؤسسات حارسة على تطبيقه ترجوا الناس الالتزام به فكيف للمواطن أن يقوم على تنفيذه، وظهرت مؤسسات تقوم على تنفيذ القانون بشكل غير عادل وغير مساو بين الناس فكيف يمكن الالتزام به؟ وعندما تشاهد الناس سوء تطبيقه كيف لهم الالتزام فيه؟ فربما كانت الحال عكس ما نتمنى، لأننا كنى نريد أن يكون هؤلاء قدوة للناس لا عكس ذلك، فكيف لمرفق مثل الحج أن يدار بهكذا أسلوب وإدارة عليها ألف ملاحظة؟ وكيف لمؤسسات أخرى أن يجري فيها الأمر على هذا النحو الخاطئ؟ فالانقسام كان كما الاحتلال هم جديد وشماعة كل طرف على الأخر وكل الأطراف فيه مخطئة حتى المواطن الصابر الذي ليس بيده حيلة، وانه لصبر جميل. فلا تكاد مؤسسة إلا ومنتهية الصلاحية بحكم القانون، فكيف للمواطن أن يثق في إدارة الدولة، ومن يدعو لاجتماع الوطني كيف سيدع له وهو منتهي الصلاحية بحكم القانون منذ ثلاثون عاما وأكثر؟؟ وهذا لا يقلل من عمل البعض الذي لولاه لما بقي لنا شيء، فهمناك جنود مجهولة تواصل العمل ليل ونهار دون اكتراث لأجر أو ثمن.

المقالة تعكس وجهة نظر الكاتب ولا تمثل وجهة نظر شبكة فلسطين الاخبارية PNN
 

شارك هذا الخبر!