الشريط الاخباري

اشكر نفسك .... وان كنت في منتصف طريق

نشر بتاريخ: 30-08-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم/ أ.نيفين الصالح

من منا لم يقف في منتصف طريق بعد تخطيه لمراحل مختلفة في حياته من سعادة وحزن و أمل ويأس ، قهر و صمود ، جزاء وعقاب ، ظلم ولهو ...

من منا لم يتعرض لخيبات أمل ...ووقف متفكرا بحاله ...

من منا سيمتنع عن تسليم ورقة امتحانه والتي ستسحب منه اجباري من دون سابق انذار لانتهاء اختبار دنيوي من فقر وغنى ،كرم وبخل، صبر وضجر ، ظلم وعدل ..

من منا لم يقف على صرخة مظلوم واستغاثة مقهور ...

بلا شك لا يوجد انسان على وجه هذه الكرة الارضية لم يمر بأيام تعيسة و جملية ...

فجميعنا شعر بالارهاق الجسدي ، الارهاق الذي استنفذ طاقاتنا الجسدية وهكذا يكون الارهاق الروحي ، فالروح تكون متعبة من صدمات تواجهها خصوصا لو كانت لروح شخص تعود على الصمود والتحمل .

فالنفس البشرية اما تختار بأن تبقى ما بين ذلك البطل الذي يجاهد في العذاب و يسعى نحو الصمود وهو لا يعرف انه وضع نفسه في خانة الهزيمة ، واما بين من يتفهم تعبه ووجعه ويبدأ بأخذ استراحة بعيدا عن كل الضجيج المؤذي لذاته ...

فالبطولة أعزائي ليست في تحميل النفس أكثر من طاقتها فالله عز وجل يقول " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" وانما البطولة تكون في ايمانك وحب الله الصادق من القلب والبعد عن القيمة الأرضية ..

فمن خلقك هو الوحيد القادر على ان يجعلك تتنفس بهجة وقوة وحب وسعادة ..

فمهما كنت رائعا لا تتوقع حب الجميع فالله تحت سمائه ملحدون ....

ففي اللحظة التي تشعر أنك ستستسلم عن رغباتك وعن آمالك سوف تجد الله يتحدث لروحك في قوله " ولا تهن ولا تحزن " ..

فأنت موضع اهتمام من خالقك وطالما أنت تتنفس فتأكد أنك وجدت لتنفذ رسالة فابحث عنها وتوكل على الله ... فجميعنا سيمر في المرحلة المتطورة من الحياة وهي الرجوع الى الوطن الأصلي ، لذا خبئ لنفسك أشياء سارة لتنعم بها في عالم الروحانيات وفي حياة البرزخ مقابل عملك .

فأرجوك لا تحكم على نفسك بالنقص وانما قل لذاتك انك يوجد فيك جزء من الكمال لانك من صنع الله الجميل ولا تحدد قيمتك بمعايير إنسية يصنعوها لك وفق اهوائهم ..

بل اشكر نفسك على صمودها في منتصف طريق وسط عالم محبط ...

اشكرها لانها ما زالت تحاول وتتنفس وتعافر ...

اشكرها على ثباتها ....فتأكد دائما وأبدا أن الساعة الأكثر ظلمة هي الساعة التي تسبق شروق الشمس ، لذا حاول ان تنفتح على الاخرين بلا شروط ، افتح حوار معهم بلا مقدمات ، لقد خلقنا الله لكي نتعارف ونعمر الارض ، لا لكي نتنافر و يؤذي بعضنا البعض .

لذا اشكر نفسك وأحبها ولا تقتلها بالبغضاء والمكر و الحقد فصدق من قال عليه أفضل الصلاة والسلام:

"لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا " ، وتذكر أن النفس هي من تحتوي جسدك المنهك وهي التي تحملتك منذ ان خلقت ، ولا تنسى أن النفس دائما أمارة بالسوء ، فاجعلها نفس محبة ، روضها على الخير ، هي كالطفل الصغير كلما عانقتها و حضنتها كلما اعطتك تفائلها و منحتك روحها ، فتذكر على الدوام ان الانسان الخالد هو الانسان المحبوب ، فـتأكد دوما أن أيامك لن تتركك من دون قصص محزنة وحقوق ضائعة أو حتى خيبات أمل في منتصف الطريق ، فأرجوك لا تجعل الأحزان تطفئ شعلة الحياة في داخلك ولا تسمح للهموم ان تتسلل في أعماقك ، انهض من جديد وواصل الحركة وما تشعر به من ألم سيشفيه الله برحمته .

فاشكرها على الأقل لو لم تجد من يشكرها تجدها منك فلو أضفنا ما أقره الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ( ان لربك عليك حقا وان لنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط لكل ذي حق حقه ) لوجدنا أنه عليه الصلاة والسلام يوصينا بأنفسنا فمن منك احرص عليك من نفسك ، فعاملها بلطف ورحمة فهي أولى الناس بكرم قلبك ..

المقالة تعكس وجهة نظر الكاتب ولا تمثل وجهة نظر شبكة فلسطين الاخبارية PNN

شارك هذا الخبر!