الشريط الاخباري

رائد الصالحي يتأبى على التحقيق

نشر بتاريخ: 04-09-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم : حمدي فراج

شهيد جديد يترجل في مخيم الدهيشة ، تقاسم مع الكوكبة الطويلة التي سبقته ، سحنة سمراء وعذاب لجوء ما انفك يتجدد منذ سبعين عام ، ووصفة طبية مكتوب عليها "استلاب وطن مع سوء تغذية" تعهدت وكالة الغوث الدولية ان تبطل تأثيرها بعلب الساردين ثم سرعان ما تحولت الى علبة ساردين من وطن اطلقوا عليه "غزة واريحا اولا" . رائد الصالحي اصيب برصاصتين عاديتين من نوع دمدم ، فجرت الاولى كبده ، وترك ينزف دما فقيرا لحوالي ساعة ، وبعد حوالي شهر لفظ انفاسه الاخيرة . حضروا لاعتقاله ومعه رفيقه عزيز عرفه ، بعد ان كانوا قد نجحوا في اعتقال خمسة اخرين واخضعوا للتحقيق في عسقلان ، بتهمة التصدي للجيش عندما يقوم باقتحام المخيم ، لماذا يقتحم الجيش المخيم ؟ لاعتقال مطلوبين بتهم التصدي للجيش ، مين اول البيضة ام الدجاجة ، حضروا قبل سنتين فتصدى لهم جهاد الجعفري، ثم مالك شاهين ثم براء حمامدة واليوم رائد الصالحي . اصيب رائد بجراح خطرة ، وترك ينزف ، ثم تم اعتقاله فاقدا الوعي الى هداسا فورا ، وهناك اجريت له عدة عمليات وهو مقيد القدمين ، ولم يستطع المحامي من هيئة الاسرى ولا نادي الاسير الحصول على تقرير طبي عن حالته حتى يوم وفاته . في المخيم يتحدثون عن جملة قصورات رسمية وغير رسمية ارتكبت بحق رائد ، الاسير الجريح الشهيد ، بما في ذلك القصور الصحي من وزارة الصحة والاعلامي الذي ضنت الفضائيات الموالية والمعارضة عليه تتبع اخباره على مدار شهر كامل ، ما ادى في يوم الاستشهاد الى ان يتم طردها من مكان العزاء . لم يذهب رائد الى تل ابيب لتنفيذ عملية ، لم يحاول دهس جنود في مفرق عصيون الاستيطاني بسيارة غير قانونية ، لم يعثروا في جيب بنطاله الوحيد على خنجر او سكين فواكه ، لم يكن مخربا او ارهابيا وفق مفاهيم الامم المتحدة ولا حتى وفق مفاهيمهم التي تدعي التقدم والديمقراطية لكي يتم التعاطي معه على هذه الشاكلة الاجرامية ، واليوم يحاولون معه ما فعلوه مع عشرات الشهداء بأن يحتجزون جثمانه لكي يستمروا في ممارسة اكاذيبهم والاعيبهم واحاييلهم التي سرعان ما تنطلي على وسائلنا الاعلامية فيعيدون نشرها . ولمن لا يعرف ، فإن رائد مع خمسة من اخوته ، يعيشون تحت سقف واحد مع زوج امهم اليهودي "داني" في المخيم منذ ما يزيد على عشر سنوات ، ولهم شقيق منه اسمه يوسف وشقيقة اسمها تمارا ، أحبهم واحبوه ، ووصل الامر به ان قام بالاشتباك مع الجنود ليلة المجيء لاعتقال رائد . يجلس داني في المقدمة لتلقي العزاء بابنه الشهيد ، ويسر لي بدمع لا يستطيع حجبه ، انه زاره اليوم في المستشفى لآخر مرة .

شارك هذا الخبر!