الشريط الاخباري

في رثاء القائد اللواء فتحي البحرية

نشر بتاريخ: 05-09-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم/ د. حنا عيسى

أستاذ القانون الدولي

أمين عام الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات يستحق اللواء فتحي البحرية "كلمة رثاء ووداع ، هذا حق الراحل على الحي المقيم، وواجب الحي المقيم ازاء الراحل، خاصة اذا نشأت بين الاثنين صلة من نوع ما. وقد نشأت بيني وبين ابي جهاد صلة الاخوة والمحبة . نعم .. بعيدا أو قريبا في آن واحد عن ارض الوطن وفي دولة الامارات خاصة رحلت بعد مرض عضال مساء يوم الاثنين بتاريخ4/9/2017م – رحلت بعد عشرات السنين الحافلة بالنضال والمقاومة والتضحية في صفوف الثورة الفلسطينية منذ ان كنت شابا يافعا لم تتوان عن الغالي والنفيس من اجل فلسطين .. حيث شاركت القيادة التاريخية للثورة ومنظمة التحرير الفلسطينية، معارك الثورة والسياسة في كل الساحات وكنت سر القائد ياسر عرفات رحمكما الله برحمته . رحل القائد اللواء فتحي البحرية "أبو جهاد" قائلا نعم لن نموت.. نعم سوف نحيا .. هذه الثنائية الموت والحياة، بل أحادية الحياة والانعتاق والتحرر بكل مضامينها الوطنية هي اختيار شهيدنا القائد اللواء ابو جهاد وهذا الاختيار ممتد ومتواصل كما ترجمه استشهاد شاعرنا الكبير عبد الرحيم محمود في الأربعينيات من القرن المنصرم: سأحمل روحي على راحتي والقي بها في مهاوي الردى فإما حياة تسر الصديق وإمــا ممات يغيـظ الــعــدا عشرات السنين وابو جهاد في لهيب المعركة وهو مع الأمل ...مع النهار ومع قطرات المطر وجذور الصخر و الحجر ..مع الحياة .. مضى وكل الأشياء في دمه وبين كفيه حتى آخر لحظة احتفظ بندى الفجر الأتي المشع بشراسة الموقف المنحاز إلى الوطن و المنساب بين ذرات رمل الوطن..رحلت وأنت تبتسم للحياة ..تبتسم لأصدقائك ومحبيك ..رحلت وأنت تقول : انا لا احبك يا موت – لكني لا اخافك .. ابا جهاد .. رحمك الله .. قلنا لك في حياتك ونقول لك في مماتك : في القلب انت كخفق القلب نحمله يسامر القلب يمحو الحزن بالمرح بوركت وبورك من أعطاك منزلة تبقى كتاج على الأمجاد و المنح القدس تتيه بفخر حينا نذكرها كالورد فاض على الاغصان بالملح نعم رحلت أيها القائد.. رحلت وتركت من ورائك زوجتك وابناءك وأصدقاءك ومحبيك .. وتركت فينا الحنان والفرح و المرح .. تركت فينا الأمل والتفاؤل والحياة .. تركت فينا الحب والاحترام .. تركت فينا لغة الاستمرار والبقاء .. تركت فينا اليقظة والنهوض إلى الأمام .. تركت فينا أن نبقى على العهد من اجل وطننا فلسطين. نعم، سوف نبكيك .. لأنك تستحق البكاء الذي يذرف من اعيننا حزنا على رحيلك أيها القائد الكبير .. كبير في حياتك وكبير في مماتك. اعلم أيها القائد الكبير أبا جهاد بأنك كنت ولا زلت وستبقى في أعلى المراتب من قلوبنا. لكل هذه الاسباب ، يمثل رحيل القائد اللواء فتحي البحرية خسارة ليس لذويه ومحبيه وإخوانه فحسب وهم كثر ، بل وللفلسطينيين والعرب ايضا ، فان الدرس الذي يستمد من سيرة شخص كأبي جهاد يختزل بجملة واحدة : اذا تعارضت الايديولوجيا مع الوطنية ، فان الوطني يختار فلسطين. وهذا ما كان .

المقالة تعكس وجهة نظر الكاتب وليس بالضرورة أن تعكس وجهة نظر شبكة فلسطين الاخبارية PNN

شارك هذا الخبر!