الشريط الاخباري

يهودي يتقبل عزاء الشهيد في الدهيشة

نشر بتاريخ: 08-09-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم : حمدي فراج حسم "داني" اليهودي الاسرائيلي موقفه ، وجلس في الصف الاول يتلقى العزاء باستشهاد "رائد الصالحي" ابن زوجته "زينب رشيد" في خيمة التعزية التي اقامتها الجبهة الشعبية على الشارع الرئيسي في مخيم الدهيشة على مدار اربعة ايام في انتظار جثمانه المحتجز في الثلاجات الاسرائيلية في ريشون ليتسون - قبل ان يتقرر تسليمه مساء هذا اليوم الجمعة ليتقرر دفنه وتشييعه ظهيرة السبت - . لقد اوفى المدعو "نضال" مدير شعبة المخابرات الاسرائيلية بوعده لوالدة رائد في السادس من الشهر الماضي في اتصال هاتفي ان يسلم نفسه او يقوم باطلاق الرصاص عليه ، فأطلق عليه واودى بحياته ولما يتجاوز الحادية والعشرين من عمره ، لكنه لا يعرف ماذا أشعل داخل هذه الاسرة الموسعة والممتدة من اللد حيث ينحدر والد الشهيد رائد ، وسكن في مدينة الخليل ، و انجب من زينب خمسة ابناء ، احدهم "محمد" يقضي حكما بالحبس الاداري اربعة اشهر ، لكن رائد له سبعة اشقاء من والده ، أكبرهم اسحق الذي جاوز الستين من عمره ، وحضروا كلهم الى خيمة العزاء في الدهيشة ، فرائد شقيقهم الصغير . الامتداد من اللد وصل الى المغرب ، حيث داني اليهودي ينحدر من هناك ، وهو زوج والدة الشهيد رائد ، وله منها ابن اسمه يوسف وابنة اسمها تمارا ، يوسف البالغ من العمر اثنتي عشر سنة ، يحضر بدوره الى الخيمة ، يجلس في حضن ابيه داني مرتديا قميصا يحمل صورة شقيقه الشهيد وشعارا للجبهة الشعبية ، ويسلم علي بحرارة الرجال وأبادله قبلة المواساة . هذا الامتداد لا يتوقف عند ذلك ، فداني له ابنتان او اكثر من زوجته اليهودية السابقة تعيشان في تل بيوت بالقدس الغربية ، وعلاقتهما بابيهما لم تنقطع ، و لا اعرف ما الذي ستكون عليه تلك العلاقة بعد هذا الفقدان . في التقرير المطول الذي نشرته صحيفة هآرتس للصحفيين البارزين جدعون ليفي و أليكس ليباك بتاريخ 28 آب الماضي تحت عنوان : أطلق جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على ابن زينب الصالحي واعتذروا: "سبع رصاصات بالخطأ؟" ، اشارا الى داني بالحرف "د" لانه رفض الافصاح عن اسمه . ربما لاسباب تتعلق بالاجراءات الاسرائيلية التي تمنع الجمع بين زوجتين ، واستمرار علاجه المكلف من سرطان الصدر في مستشفى شعار تسيدك ، لم يكن رائد قد استشهد بعد ، لكن داني بعد ذلك كشف انه كان بمثابة الاب والصديق لرائد ، فضحته دموعه التي لم يكن بإمكانه إخفاءها . يقول خالد احد اشقاء رائد ، اننا عشنا معا تحت سقف واحد لآكثر من اثنتي عشر سنة ، "وهو الذي ربانا" . في الصف الاول بخيمة العزاء ، يتناول داني علبة سجائره من نوع برودواي قصير ، و يعزم على عطا الله ابو غطاس ومحمود فنون وحسن عبد الجواد ، من ابرز القيادات المخضرمة للجبهة الشعبية في بيت لحم .

شارك هذا الخبر!