الشريط الاخباري

"ليس سوى ان تريد"

نشر بتاريخ: 22-09-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم : حمدي فراج

انتهت اعمال دورة الجمعية العامة للامم المتحدة الثانية والسبعين ، استمعنا خلالها للعديد من رؤساء الدول ، كبيرهم وصغيرهم ، قويهم وضعيفهم ، ظالمهم ومظلومهم ، ذئبهم وخروفهم ، صقرهم وحمامتهم ، ولقد أجمعوا كلهم بدون استثناء على حالة العالم الموحشة التي آل اليها جراء ظاهرة الارهاب التي تضرب جنباته الاربعة . ارهاب في كل مكان ، ارهاب متعدد الاشكال والجنسيات ، ارهاب يستهدف الابرياء ، ارهاب يمتشق البندقية والصاروخ والسكين ، القنبلة الموقوتة والسيارة المفخخة والحزام الناسف ، اسلحة غير تقليدية كالغازات السامة والاسلحة الكيماوية وطرود المادة البيضاء ، حتى اصبح مجرد حادث سير في أكثر عواصم العالم تعج بالسيارات يسترعي الانتباه اول ما يسترعيه ان يكون عملية دهس متعمدة ارهابية .

ارهاب يرتدي اسمال الدين البالية لاقامة دولة الخلافة ، في بلاد تحكمها الاسرة المالكة أبا عن جد ، وبلاد يحكمها الرئيس الديمقراطي الذي تفوق دكتاتوريته اعتى الممالك الحاضرة والبائدة ، وبلاد لا توجد ادنى فرصة للحزب الثالث الوصول الى المرحلة الاخيرة من انتخاباتها الديمقراطية .

ارهاب يتقلد سيف الطائفية ، واحيانا محاربتها على شكل احلاف كما في الحرب على اليمن لملاحقة الحوثيين واجتثاثهم واحيانا محاصرة شعب شقيق بأكمله برا وبحرا وجوا نكاية في الامير الحاكم ، حتى وصل الامر بمدير العالم الجديد ان يهدد بإبادة دولة كوريا ومسحها عن الخارطة .

وبعد الاستماع الى كل هؤلاء منددين و شاجبين بهذا الارهاب ، متوعدين في الوقت ذاته بمحاربته وملاحقته والقضاء عليه ، تسأل نفسك كمجنون : من اين جاء كل هذا الارهاب ، وهل هناك قوى خفية او غيبية او ميتافيزيقية تقف وراءه وتدعمه لكي يستشري كل هذا الاستشراء ، او لربما يكون قد جاءنا من كوكب آخر او يكون قد هبط علينا من السماء التي يفترض ان تكون رحيمة بنا وبأرضنا .

ويقف أكبر ارهابيي العالم ، المتمثل في ممثل الاحتلال العسكري الاخير على الارض ، كطاووس ارعن ، يتباهى ويتفاخر انه زار ست قارات في العالم خلال الاشهر الست الاخيرة ، وفتحت له القارات اذرعها لاحتضانه ، وانه يزور دول في امريكا اللاتينية لاول مرة منذ سبعين سنة ، وانه شرب مع رئيس الهند الذي يزوره لاول مرة في التاريخ مياه محلاة من البحر المتوسط ، وان أكبر رئيس دولة في العالم ، يقوم بعد فوزه - بعد فوزه على من ؟ بعد فوزه على صديقتهم المخضرمة سيناتورة ووزيرة خارجية ومرشحة وحيدة امامه للرئاسة - يقوم اول ما يقوم بزيارة عاصمته التي احتلها ووحدها الى الابد ، في انتظار ان ينقل سفارته اليها .

**********

لا تصالح ، ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ / والرجال التي ملأتها الشروخ / هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد وامتطاء العبيد / ليس سوى ان تريد / انت فارس هذا الزمان الوحيد / وسواك المسوخ .

شارك هذا الخبر!