الشريط الاخباري

تهويد القدس وسحب قرارات إدانة الكيان في (اليونسكو)

نشر بتاريخ: 11-10-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم/ غسان مصطفى الشامي

تتواصل جرائم التهويد وعمليات التطهير العرقي في القدس المحتلة وقراها، ويضرب العدو الصهيوني عرض الحائط كافة المعاهدات والاتفاقيات الأممية ويواصل الاستيطان بصورة متسارعة سعيا من الكيان الصهيوني لتغيير معالم وتاريخ مدينة القدس وتغيير الميزان الديمغرافي في القدس وجعل سكانها من الأغلبية اليهودية، حيث تهدف المخططات الصهيونية إلى تهجير المقدسيين من مدنهم وقراهم عبر عمليات تطهير عرقي بهدف إخلاء القدس من الفلسطينيين وتفريغها من أهلها. وقبل أيام نشرت وسائل الإعلام العبرية الخطوط العريضة لخطة إسرائيلية تهدف لنقل الأحياء العربية في الشق الغربي من القدس إلى الشق الشرقي ومن هذه القرى قرية كفر عقب ومخيم شعفاط وجبل المكبر حيث تقضي الخطة على ربط هذه الأحياء بمديتي بيت لحم ورام الله ويتم تسليم الإشراف الإداري لسلطة أوسلو؛ و حديثا أعلن رئيس الوزراء الصهيوني (نتنياهو) الموافقة على بناء ( 1200) وحدة سكنية جديدة في مستوطنة ( معاليه أدوميم ) الواقعة في شرقي القدس المحتلة إضافة إلى إقامة العديد من المشاريع الصناعية في المستوطنة . إن مواصلة الكيان الصهيوني مخططات التهويد وجرائم التطهير العرقي بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في القدس المحتلة يعد مؤشر خطير على نوايا الحكومة الإسرائيلية تجاه القدس والمسجد الأقصى ورفضها وقف مشاريع الاستيطان على أرض القدس. وفي تصعيد خطير أعلنت الحكومة الصهيونية جديدا عن تشكيل لجنة وضع المخططات لاقتطاع الجزء الجنوبي من المسجد الأقصى ما نسبته( 40%) وفصله عن المسجد الأقصى المبارك ومنع المصلين المسلمين من الوصول إليه، فيما تتواصل اقتحامات قطعان المستوطنين لباحات المسجد الأقصى وسط الحماية المشددة من قبل شرطة الاحتلال حيث يؤدون صلواتهم التلمودية وسط استفزاز مشاعر الملايين من المسلمين الذين يحرمون من الصلاة في المسجد الأقصى وباحاته الشريفة . إن العدو الصهيوني ينفذ المئات من مخططات التهويد الاستيطاني في القدس هذه الأيام وسط الضعف العربي والانشغال العربي والإسلامي بالهموم الداخلي، والعدو يقتنص هذه الفرص لتنفيذ مشاريع بناء الآلاف من الوحدات الاستيطانية في القدس المحتلة، فيما يتواصل العمل في مشروع القطار الهوائي في القدس ( التلفريك ) ومن المقرر له أن ينتهي بعد 15 شهرا فيما أعلن الاحتلال عن تفاصيل مشروع القطار الهوائي والمحطات التي سيتوقف عندها القطار . المشهد في القدس المحتلة أليم يغشاه مشاريع ومخططات التهويد واقتحامات المستوطنين في باحات المسجد الأقصى فيما يواصل الاحتلال الصهيوني جرائم القتل والاعتقال والتهديد وهدم منازل المقدسين، وابعاد العشرات من أهل القدس عن أرضهم وديارهم. القدس هذه الأيام تعاني من شدة مشاريع ومخططات التهويد التي تستهدف المسجد الأقصى وباحاته الشريفة، فيما يستعد الأمريكان لنقل السفارة من ( تل أبيب ) إلى القدس المحتلة وهي تأكيد على الدعم الأمريكي الغير محدود للكيان الصهيوني وإعطاء الضوء الأخضر للحكومة الصهيونية في تنفيذ مشاريع التهويد والاستيطان على أرضنا الفلسطينية. وأشعر بالأسى والحزن على ما يحدث في القدس من مشاريع استيطان وتهويد متسارعة، وفي المقابل كشفت الصحافة العبرية النقاب عن فضيحة أممية جديدة تتمثل في تراجع عدد من الدول العربية وسلطة أوسلو عن طرح مشروع قرار في اللجنة الإدارية لمنظمة التعليم والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو)، يدين الكيان الصهيوني ويستنكر جرائمه وسياساته في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة ؛ مثل هذه القرارات الأليمة والصادمة تعطي الكيان الضوء الأخضر لمواصل مشاريع التهويد والاستيطان في أرضنا المحتلة . إن النضال الأممي يحمل أهمية كبيرة في مواجهة المخططات والمشاريع التهويدية بل يفضح جرائم العدو بأحق الأرض والمقدسات الفلسطينية، حيث يبذل العدو الصهيوني جهوده على كافة المستويات من أجل وقف طرح قرارات الإدانة في المؤسسات الأممية والدولية . إن سحب قرارات ومشاريع الإدانة للكيان تمثل طعنة في الظهر للقدس وتمثل انتكاسة في دعم ومساندة القدس على الصعيد الأممي والدولي، فهي بحاجة ماسة إلى مثل هذه القرارات، وبحاجة ماسة إلى قرارات إلزامية تلزم الكيان الصهيوني بوقف المخططات الاستيطانية في القدس . إن ما يحدث في جرائم تهويد واستيطان خطيرة في القدس بحاجة إلى رفع تقرير أممية بصورة يومية وإرسالها لكافة الهيئات والبعثات الدولية، خاصة أن منظمة ( اليونسكو) صوتت قبل أشهر بالموافقة على قرار ينص على عدم سيادة (إسرائيل) على مدينة القدس، واعتبارها كيانا محتلا، وأكد مشروع القرار الأممي على أن (إسرائيل) تحتل القدس وليس لها في البلدة القديمة أي حق، كما صدر عن ( اليونسكو) الكثير من القرارات تدعو لحماية الآثار والتراث الإسلامي في القدس من بطش الاحتلال وتخريب الآثار وتدمير المقابر الإسلامية التاريخية في القدس . إن جرائم التهويد والتدنيس في القدس المحتلة على أشدها، والواجب على الكل العربي والمسلم الدعم والمساندة وفضح جرائم العدو الصهيوني، والعمل على تشكيل جبهات إعلامية لنشر جرائم العدو الصهيوني في القدس والمسجد الأقصى المبارك، ولا أعذار للبعثات الأممية العربية والمنظمات الحقوقية العربية في التخاذل في الدفاع عن القدس والأقصى والوقوف في وجه جرائم التهويد والاستيطان .

المقالة تعكس وجهة نظر الكاتب وليس بالضرورة أن تعكس وجهة نظر شبكة فلسطين الاخبارية PNN

شارك هذا الخبر!