الشريط الاخباري

أمي تقطف الزيتون

نشر بتاريخ: 24-10-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم/ المحامي سمير دويكات

لا شك أن الأم والمرأة الفلسطينية لها الدور الأبرز على مدار التاريخ الفلسطيني في صناعة الأحداث وتحريك كل مناحي الحياة، ففي العام المنصرم كنا في ورشة حول حقوق المرأة والنساء بشكل عام، وعندما قمت بالبحث أنا شخصيا عن أوقات المرأة في مجال الحياة تبين لي أن المرأة تساهم في ما لا يقل عن خمسة وأربعون بالمائة من دخل الأسرة الفلسطينية وربما أكثر من ذلك وخاصة في المناطق الريفية وبالباقي يتوزع على باقي أفراد الأسرة، وربما أكثر في المناطق المدنية إذا ما كانت تعمل موظفة أو في الأعمال الحرة. فأمي مثلا إلى جانب أبي أطال الله في عمرهما، يقضيان جل اهتمامها في العمل المختلف وهو ما أعطانا أن نعيش حياة جيدة بل أكثر من ذلك، واستمر هذا العطاء، ولكن ولكوني كنت في ورشة عمل حول تمثيل المرأة في الانتخابات الأخيرة، والتي تبين أن المرأة ورغم الكوتا لم تحز على معدلات كبيرة بل كانت اقل مما هو مخصص من القانون وهو ما أدى إلى نزول نسبتها التي لا يجب أن تقل عن عشرين في المائة، وهذا لا يعني بتاتا أن نصيب المرأة لدينا متدني أو حقوقها مهدورة، كون أن نسبة المسجلات في سجل الناخبين حوالي تسعة وأربعون وان نسبة المشاركات في التصويت بلغ حوالي ثلاثة وأربعون، وهو ما يشكل حضور لافت للمرأة في كافة الميادين. فالمرأة الفلسطينية دخلت كل المجالات وفي وقت مبكر، واستطاعت أن تكون قاضية مثالية وقد سبقت الكثير من أقرانها حول العالم، بل ونافست على مناصب عالمية وسياسية، ففي الوقت الذي ترشحت فيه الدكتورة سميحة خليل في العام ستة وتسعين، كانت بعض الدول لا تعترف للمرأة في حقوقها السياسة ولا حتى القانونية ولا حتى في سياقة السيارة، وان نسبة ما حصلت عليه الدكتورة آنذاك لن تستطيع أقرانها المنافسة عليه. نعم، إن للمرأة شان كبير في مجتمعنا ومن منطلقات إسلامية دينية بحته، أرى أن يتم العناية أكثر بالمرأة من خلال إقرار قانون لاشتراكها في البنية الأساسية والقيادية للأحزاب والانضمام بحرية وان يتم توعية المجتمع في كل الأدوار حتى يتم تفعيل دورها الريادي، فلا قطاف زيتون ولا سياسة ولا تربية أطفال ولا حتى عمل دون المرأة. فأمي التي تقطف الزيتون لديها مهمات جسام كما جميع نساء فلسطين، والذين لا يغب دورهم في كافة مراحل كفاح شعبنا على مدار تاريخه، وارى ضرورة تبوء النساء مراكز قيادية حزبية حتى يتم فتح المجال أمام المرأة لمناصب قيادية تشهد التغيير القادم وتبني مجتمع قادر وفتي.

المقالة تعكس وجهة نظر الكاتب وليس بالضرورة أن تعكس وجهة نظر شبكة فلسطين الاخبارية PNN

شارك هذا الخبر!