الشريط الاخباري

السؤال :ما هو الأصل في الخطاب الديني ؟ الجواب : الإعتدال

نشر بتاريخ: 23-11-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم/ د.حنا عيسى

أستاذ القانون الدولي

(يجب اعتماد الاعتدال كاساس مهم في الخطاب الديني، اضافة لنبذ التطرف للمساعدة في البناء بدلا من التهديم، حيث يجب أن يركز الخطاب الديني على الإرشاد والتوجيه بدلاً من التحريض والتخوين، فثقافة العنف لايمكن أن تساعد في البناء)

الخطاب الديني خطاب معتدل:

إن الأصل في الخطاب الديني هو الاعتدال، لكن طرأت على الأمة مراحل علا فيها أصوات التطرف، والمجتمع الانساني بطبيعته يوجد فيه المتطرف والمعتدل حسب ظروف ونفسيات تتعلق بالمتطرف والمعتدل نفسه، لكن في حالة استقرار الأمة فإن أصحاب الغلو لا يجدون مجالاً للتمدد في مساحة الأمة، بل ينحصرون على أنفسهم و يتبوتقون بحيث لا يكون لهم أثر على واقع الأمة، إلى أن تمر الأمة بمراحل ضعف، فإذا مرت الأمة بمرحلة ضعف بدأت فرصة التمدد للآراء الشاذة استغلالاً للضعف، فالمتشدد لا يمكن أن يستمر، فالتطرف والتشدد بطبيعته منفر، والاعتدال هو الأصل في الخطاب الديني المسيحي الاسلامي .

ويجب اعتماد الاعتدال كاساس مهم في الخطاب الديني، اضافة لنبذ التطرف للمساعدة في البناء بدلا من التهديم، حيث يجب أن يركز الخطاب الديني على الإرشاد والتوجيه بدلاً من التحريض والتخوين، فثقافة العنف لايمكن أن تساعد في البناء، فوضع خطاب ديني معتدل يؤدي بالنهاية الى عدم التشدد والفوضى والشتائم والسباب ونبذ الآخر والإساءة إليه، وبالتالي الحفاظ على المصلحة العامة، والحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعي، ووأد الفتنة الطائفية من خلال خطاب دينى متزن معتدل. أسباب الغلو في الخطاب الديني:

هناك العديد من الاسباب التي تدفع بالفرد الى الغلو والتطرف في دينه، والتي يجب ان يتم معالجتها للنهوض بمجتمع معتدل ومتزن، ويمكن اجمالها بالنقاط التالية:

- غياب القدوة داخل الأسرة؛ فالشاب ينشأ على سلوك أبيه ويقلده في طريقة كلامه وتفكيره؛ وبالتالي ينعكس في خطابه.

- الخلل في مناهج الدراسة خاصة العلوم التطبيقية التي لا تنتهي مقرراتها بزرع الخشية وحقائق اليقين في نفوس الطلاب.

- التعصب للجماعة أو الطائفة.

- الخطاب الديني العاطفي غير المبني على علم ومعرفة.

- اليأس والقنوط بسبب الفشل في غايات وأهداف تتعلق بضرورات الحياة فيجد في الخطاب الديني متنفساً ووسيلة للتعبير عن الكبت والحرمان.

- النشأة الأسرية المنحرفة ففي الغالب يكون الشخص المتشدد في خطابه الديني بكل أنواعه قد نشأ في أسرة تحيط بها المشاكل في جو بعيد عن العلم والمعرفة والسلوك المنضبط.

- الفاقد التربوي فإنه سبب نفسي قوي؛ فالعلم والمعرفة والذكاء والفطانة يجنبان الشخص التشدد والغلو والتطرف .

لبناء خطاب ديني معتدل:

- إصلاح مناهج التعليم عن طريق التأصيل للعلوم والمعارف الطبيعية.

- تقديم القدوة الصالحة في الخطاب الديني بمختلف أنواعه من قيادات لها كارزمة.

- إدخال الوسائط الحديثة في تقديم الخطاب الديني.

- حث الأذكياء على الخطابة وذلك بالالتحاق بالمعاهد الدينية ولو بعد التخرج.

- معالجة الخطاب الديني بالفكر وليس بالعنف.

المقالة تعكس وجهة نظر الكاتب، وليس بالضرورة ان تعكس وجهة نظر شبكة فلسطين الاخبارية PNN

شارك هذا الخبر!