الشريط الاخباري

صفقة العصر ابتدأت بالخطوط الحمر

نشر بتاريخ: 08-12-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم : حمدي فراج

لن تقتصر المسألة عند القدس التي أهداها الرئيس الامريكي دونالد ترامب لاسرائيل عاصمة خالصة لها ، ولا عند إنهاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم ، فهذه مسألة تم تجاوزها والالتفاف عليها ضمنيا ، اما الاستيطان فقد ترصعت به اراضي الضفة من شمالها الى جنوبها وتحولت بعض المستوطنات الى ما يسمى كتل استيطانية في الشمال ارئيل وفي الوسط معاليه ادوميم وفي الجنوب كفار عصيون ، وباعلان القدس عاصمة فإن هذه الكتل سيتم ضمها او بعضها الى ما يسمى بالقدس الكبرى او العاصمة الموحدة .

صفقة العصر ، هي جديرة بأن تحمل هذا الاسم وتتباهي به ، من وجهة نظر اصحابها ، امريكا واسرائيل و أنظمة الرجع العربية ، فهي ، الصفقة ، ابتدأت بالقضايا الصعبة شديدة الحساسية والتعقيد ، بعكس اتفاقية اوسلو مثلا ، التي ابتدأت بالقضايا الشكلية الهامشية فارغة المحتوى والمضمون ، وأرجأت القضايا الصعبة والجوهرية الى مرحلة لاحقة ، فيصار بعد ذلك الذهاب للقضايا الاقل صعوبة ومخاطرة ، إذ سيكون بإمكان اسرائيل اليوم ان تصادر وتضم اي بقعة ارض فلسطينية دون ان تحسب اي حساب ودون حتى موافقة ترامب ليمهر توقيعه على وثيقتها كما فعل مع القدس ، الحرم الابراهيمي في الخليل مثلا ، قبر يوسف في نابلس ، قبر راحيل في بيت لحم ، والحديث لا يدور هنا عن بقعة بعينها ، بل الخليل كاملة ونابلس كاملة وبيت لحم كاملة ، وهذه لها اسماء قديمة في التلمود العبري ، وحين وضع شامير حجر اساس مستوطنة افرات قبل حوالي ثلاثين سنة ، قال اتمنى ان اعيش حتى ارى بيت لحم تستعيد اسمها القديم .. افراتا .

لسنا بحاجة اليوم الى كرملين بلاشفة يكشفوا لنا عن رسائل "حسين مكماهون" ، لمعرفة اسرار التأمر العربي البريطاني وكيف لحست بريطانيا وعدها ، بل كيف اعطت جزءا من فلسطين وطنا قوميا لليهود ، وكيف اصبحت دولة بشعب لا يتجاوز تعداده بضعة مئات من الالاف ، ثم كل فلسطين ومعها سيناء والجولان وجنوب لبنان وغور الاردن ، واليوم بالقدس كلها عاصمة لها ، غربيها وشرقيها وشريفها وغير شريفها ، ومستوطناتها التي ستصبح قريبا جزءا اصيلا من مكوناتها .

هناك ثلاثة اسئلة على هامش اعلان ترامب : الاول ماذا دار في مكالمات ترامب الاربعة مع ملك السعودية والاردن والرئيس المصري والفلسطيني قبيل الاعلان ببضعة ايام ولماذا لم يقم اي من هؤلاء بابلاغ شعبه عن فحوى الاتصال ؟

السؤال الثاني لماذا لم يقم اي من الاربعة بقطع العلاقات مع اسرائيل و لا حتى بسحب السفراء ، وكيف يمكن التصديق بوقف الاتصالات مع الادارة الامريكية دون وقف التنسيق الامني مع اسرائيل ؟

والسؤال الثالث : لقد كان هناك اتصالات مع معظم دول العالم باستثناء ايران ومع معظم الزعماء العرب باستثناء بشار الاسد ، هل يمكن ان تكون هذه مجرد مصادفة ، ام ان وراء الأكمة ما وراءها ؟

شارك هذا الخبر!