الشريط الاخباري

عهد التميمي تفتح الكوة في جدار ترامب

نشر بتاريخ: 22-12-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم : حمدي فراج

أعادت الطفلة عهد التميمي ومعها الطفل من الخليل فوزي الجنيدي النضال الفلسطيني الى طبيعته الحقيقية ، بدون مسوحات ورتوشات وحسابات ومقدمات ودهاليز ، رفض هذا الاحتلال حتى ولو تلويحا بقبضة يد طرية وركلة قدم صغيرة "شلوط" تثير الضحك والتندر أكثر بكثير مما تثير الخطر للناظرين وحتى للجنود الماثلين في المكان . ولهذا رأت اسرائيل السياسية والامنية والعسكرية والتربوية خطورة عهد وفوزي فقامت فورا باعتقالهما ، للدرجة التي وصلت بالرئيس التركي اردوغان وهو يفتتح القمة الاسلامية في اسطنبول ان يستعين بصورة الطفل فوزي وهو محاط بثلاثة وعشرين جنديا ، ما أحدث أثرا على الزعماء أكثر كثيرا من الكلمات والخطابات التحنيطية الممجوجة التي نسمعها منذ نصف قرن من الزمان وأكثر . اردوغان ركّز في حديثه على الجنود ، دون الالتفات كثيرا الى الطفل المكبل اليدين معصوب العينين متطلعا الى الاعلى بهامة بدت اعلى من كل هاماتهم .. ربما انها مسألة نفسية ، إذ من منا لم يرغب يوما ان يصفع جنديا ، لكن حين لا نستطيع ، نتجاهل ، او ننتقد ، وفق المثل الشعبي "قصر ذيل يا أزعر" .

بعض من هؤلاء ، لم ير عيبا في "عهد" الا انها سافرة الرأس ، لكن البعض التكفيري افتى بأنها كافرة . وهي نفسها تقريبا الرغبة الاسرائيلية التي كم تمنت لو ان عهد أخفت شعرها الاشقر الطويل الجميل الذي لفتت به انتباه الرأي العام المحلي والاقليمي والعالمي ، فقال افغدور ليبرمان وهو زير دفاع الكيان انه لا يجب اعتقال عهد فحسب بل ايضا جميع افراد عائلتها واقاربها ، اما زميله في العنصرية والوزارة نيفتالي بينيت فقال انها يجب ان تقضي بقية عمرها في السجن ، فيرد الامير الاردني علي بن الحسين مسائلا نيتنياهو عن الخطورة التي تشكلها الطفلة عهد التميمي على اسرائيل ، وبعث بذلك ايضا الى الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، الذي كان منشغلا أنذاك بتهديداته لدول العالم ان يقطع عنها "المصروف" اذا ما صوتت ضده .

عهد فتحت الكوة في جدار ترامب اعلانه القدس عاصمة لدولة الاحتلال ، اكثر بكثير مما فعل الحكام العرب ، وكذا الحال الطفل من الخليل ، وهما الان رهن الاعتقال ، ستطاردهم عهد الى زمن قادم لأن صورتها اقرب الى قلب كل انسان يعيش زمنها ، لكن صورهم مدعاة للنفور والاشمئزاز بسبب من ترددهم وعجزهم وبؤسهم وفسادهم وأحيانا تواطئهم .

في عام 1956 كتب غسان كنفاني قصته القصيرة عن "نادية" ابنة أخته التي بترت ساقها من اعلى الفخذ في القصف على غزة ، وارسل الى صديقه "مصطفى" في سكرامنتو بالولايات المتحدة انه غض الطرف عن القدوم اليه من اجل التعليم : "تعال يا مصطفى كي نتعلم من ساق ناديا المبتور من اعلى الفخذ" ، في عام 1972 قتلت ابنة اخته الحقيقية "لميس" في التفجير الذي اودى بحياته ايضا ، اليوم 2017 ، تأتيهم عهد التميمي . أما في احلامهم يخرج اليهم "ابو ثريا" يطاردهم بدون ارجل .

شارك هذا الخبر!