الشريط الاخباري

الفضائيات الحزبية اليوم كشف الحقيقة أم صناعة كذب وحقيقة أخرى؟؟ بقلم: د.هشام صدقي ابويونس

نشر بتاريخ: 05-01-2018 | سياسة
News Main Image

يؤدي الإعلام دوراً خطيراً في حياة الفرد في الأسرة، ليس في نقل الأخبار والأحداث فقط، وإنما في صياغة وتحديد توجهات الرأي العام. ومن هنا يصبح التضليل والكذب الإعلامي الذي يمارسه الإعلام حالياً بمثابة حرب نفسية تشنّ على المتلقي لإحداث أكبر قدر من التأثير السلبي، والإعلام الأسود أو صناعة الكذب هو من أخطر الوسائل أو الحروب التي تستهدف عقول البشر؛ حيث تبدأ بالتشويش، ثم تصيبها في قناعتها؛ لصرف الأنظار عن حدث ما، أو تسعى لتغيير وجهات النظر باتجاه واقع غير موجود أصلاً وليس إلا وهماً، ثم تجسيده والدفاع عنه حتى يصبح حقيقة، وبالمقابل التشويش على واقع حقيقي، وتشويه القناعات بشأنه؛ حتى يصبح في وعي المجتمع غير حقيقي…

أصبح إعلامنا وفضائياتنا الخاصة بنا التي لا تبصر المُشاهد ولكنها تفترضه كآلة تستمع وتلهج بالحمد دون التأويل! وكانا نعتقد مراراً وتكراراً بان إعلامنا وفضائياتنا هو الرهان الأخير لمجتمعنا المتعطش لوسيلة إعلام خبرية مهنيةٍ صادقة ومعبرة لطموحات الشعب المكلوم وتجمع المجتمع ولا تفرق وان تقيم وزناً للعقل وتعترف بالمشاهد كشريك ويستطيع التميز بين الغث والسمين

الفضائيات المسلحة بوسائل أعتى وموارد مالية من جهات تسعي إلي بث أفكارها ونهجها، وكانت أكثر ضراوة في الاستهتار بالمتلقي، وأكثر تشييئاً له، حين وجد نفسه أمام فضائيات تتبع لحزب رسمي وتنتهج خطاباً أيديولوجياً وتتعامل مع المشاهد كمستهلك تثابر ليل نهار على إقناعه بـسلعتها الإخبارية !وفوجئ المشاهد بالفضائيات الخاصة بنا، التي يفترض بها أن تكون شركات إعلامية مهنية، محايدة ووطنية خالصة تعبر عن طموحات الجميع وتتحدث باسم الوطن ، من حقها أن تتوخى ربحا ماديا بواسطة ما تنشره وما تعلن عنه، إلا إنها صارت تتوخى ربحاً سياسياً بواسطة نشرات الأخبار، وتفترضُ بمشاهديها الولاء كأعضاء في حزب،ولا يمكن أن تستضيف ضيف مخالف لها في الرأي وان أتت بضيف لها يكون كمتهم في غرفة تحقيق ولكن عبر الأثير ،

وهناك فضائيات قد تكاد تفرض على مراسليها بزة عسكريه يتسلل الى ميادين المواجهات؛ ليس كمراسل حربي وإنما كطرف في معركة لا نعرفُ، أو نعرفُ جيداً، كيف صار طرفاً فيها!! وهنا تبرز مسألة شديدة التعقيد في الإعلام عموما وهي مسألة الحياد المهني، وهل يعني الحياد كشف الحقيقة كاملة أم صناعة حقيقة أخرى تقريبية؟الفارق دقيق جداً ويكاد لا يُلمس سوى بالعين المدرّبة، فالمهنية والحياد يقتضيان كشف الحقيقة، لكن هذه المهنية وهذا الحياد يُنتهكان في صميمهما إذا تم تقديم الحقيقة للقارئ مرفقة بالموقف أو ردة الفعل التي ينبغي أن يقوم بها..

إزاء هذه الحقيقة!وهذا التدخل السافر الذي تقوم به وسيلة الإعلام عبر مذيعها أو مراسلها و أحيانا قد لا يكون مباشراً تماماً مكتوباً أو منطوقاً وإنما قد يكون بمجرد إشارة أو ابتسامة أو حركة جسد أو حتى عبر درجة الصوت وتهكمه أو شعوره بالبهجة أو الأسف أو الحزن وناهيك علي الموجات المفتوحة أحيانا التي تنشر أقذر الملابس أمام العالم كله ويتضح للعالم ومن يقف معنا إننا أعداء بل أكثر قليلاً .إذاً متى يكون الإعلام ناقل حقيقة مجرداً، ومجرّدة، ومتى يتورط بصناعة حقيقة خاصة تخدم توجهات القناة الإعلامية والجهة المالكة ومصالحها ومشروعها؟

لذا.....نحن لدينا وطن وشعب يجب الرفق به!!

شارك هذا الخبر!