الشريط الاخباري

بعد شهر على القرار .. الرهانات خاسرة

نشر بتاريخ: 05-01-2018 | أفكار
News Main Image

بقلم : حمدي فراج بالتأكيد فإن هناك من لدن القيادة من يراهن في قرارة ذاته على ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب سيلغي قراره الذي اعتمد فيه القدس كلها عاصمة لدولة اسرائيل ، الامر يتطلب بعض الضغط العربي الاسلامي وبعض الوقت ، معززا رهانه بخطأ القرار وظلمه وعدم قانونيته ووقوف كل العالم ضده ، وحتى عندما يرى رهانه يسقط متهشما شظايا ، فإنه يعيد نسج رهانه هذه المرة على سقوط ترامب ليحل محله رئيسا جديدا يجّب ترامب وما قبله ويعيد القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية ذات العضوية المراقبة في الامم المتحدة منذ ما يزيد على خمس سنوات ، والمعترف بمنظمة تحريرها كممثل وحيد للشعب الفلسطيني منذ 25 سنة والحاصل شعبها على الاستقلال منذ حوالي ثلاثين سنة وفق الاعلان عن ذلك من الجزائر . في عام 1967 ، أي قبل ما يزيد على خمسين سنة ، عندما احتلت اسرائيل البقية المتبقية من فلسطين ، الضفة الغربية وقطاع غزة ، كان الحدث مزلزلا صاعقا ماحقا ، وأسمعنا من المراهنين والمراهانات كمّا هائلا عن اخبار وتقارير مفادها ان تقوم اسرائيل بالانسحاب الفوري من الاراضي التي احتلتها ، وكنت قد بلغ بي العمر ان افهم بعض مما يقال على لسان الكبار ، من أن الانسحاب سيكون خلال ايام ، الاسبوع القادم ، فالشهر القادم ، ثم سنة سبعين حاسمة ، وقرارات دولية 242 و338 ثم روجرز (وزير خارجية امريكا انذالك) قادم للمنطقة ، وعبد الناصر لا يمكن ان يسكت على ذلك ، والسوفيات سيتدخل ، ثم حقبة كيسنجر ، وزير خارجية امريكا التالي ، والسادات "99% من اوراق الحل بيد امريكا ، والصراع مع اسرائيل نفسي"، الى ان زار الكنيست وصلى في الاقصى وقال له عكرمة صبري ان صلاح الدين جاء فاتحا وقال الياس فريج الذي اصبح وزيرا في اول حكومة للسلطة برئاسة عرفات ان السادات بخطوته تلك قد القى قنبلة سلام نووية على اسرائيل . في عام 1948 ، عام قيام دولة اسرائيل التي صاحبها نكبة اللاجئين ، اسمع الجيل السابق ، جيل جدي الذي لم يعش ليرى عام "النكسة" شعارات مشابهة ، ووعيت عليه فوق سجادته بعد كل صلاة يستدعي ربه ان يعيده الى قريته "زكريا" يتظلل بشجرة الجميز يأكل ويطعم السابلة منها . أكيد ان جدي قد عايش شعارات مشابهة عن وزراء خارجية بريطانيين ومبعوثين دوليين وقرارات دولية بعودة اللاجئين الى ديارهم ، ورحل جدي وبقية الاجداد ، ثم رحل ابي وبقية الاباء ، دون ان يعودوا الى بيوتهم التي احتفظوا بمفاتيحها و اراضيهم التي احتفظوا بكواشينها ، دون ان يكحلوا عيونهم برؤيتها مرة اخرى ، و لسوف نرحل نحن الاحفاد من تلك الحقبة ، ليس قبل عودتنا الى ارض الاباء والاجداد ، فهذه على ما يبدو قد حسمت في المفاوضات الماراثونية ، بل قبل حتى ان يتراجع ترامب عن قراره بشأن القدس لطالما ان ردة الفعل العربي والاسلامي لم تتجاوز ما شهدناه وسمعناه بعد مرور الشهر الاول على القرار .

شارك هذا الخبر!