الشريط الاخباري

معادلة مجلس الامن ... تصوير الاغتصاب والانتحار 2-4-2018

نشر بتاريخ: 02-04-2018 | أفكار
News Main Image

بقلم/ حمدي فراج

أن يشيد نتنياهو بشجاعة وبسالة جنوده الذين ارتكبوا مجزرة يوم الارض بحق الفلسطينيين، فهذا أمر نستطيع ان نفهمه، فالرجل عوضا عن انه يشكل هرم هذه الدولة الاحتلالية، يعيش أزمته الخاصة المتعلقة بسلسلة تحقيقات بدت كأنها لن تنتهي حول قضايا فساد ورشى وخيانة الامانة طالت زوجته وابنه، فكيف سيستنكر ما قام به جنوده.

و ان يرفض ليبرمان اجراء اي تحقيق حول هذه المجزرة، فهذا ايضا شيء نستطيع ان نفهمه، وخاصة ان مثل هذه الدعوة لاجراء مثل هذا التحقيق، لم تصدر عن جهات دولية رسمية وازنة، ولا عن دولة عربية كبيرة كمصر او السعودية التي تربطهما باسرائيل علاقات ولقاءات آخرها فتح المجال الجوي السعودي امام الطيران الهندي الى تل ابيب . الدعوة صدرت عن حزب اسرائيلي صغير يدعى ميرتس، رد عليه ليبرمان ان يذهب الى العيش في رام الله.

لكن أن يرفض العالم من خلال ممثليه في المحفل الدولي، اصدار بيان ادانة لهذه المجزرة التي لا تقتصر رهبتها وحقارتها على هذا الكم الكبير من الجرحى والشهداء، فقط، بل على سلميتها، إذ حرص منظموها دعوة مشاركيها عدم استخدام اي وسيلة عنف حتى رشق حجارة لا تصل، ولا حتى ارتداء اي زي عسكري، والاهم من ذلك الاعلان المسبق عنها وبرامجها وخطوط سيرها باسبوعين كي تأخذ اسرائيل اجراءاتها اللازمة، والتي يفترض ان تكون حمايتها وسلامة المشاركين فيها خاصة ان فيها اطفال ونساء وشيوخ بعشرات الالاف، أما وان هذا لن يكون ولا بأي حال من الاحوال، فعلى الاقل تجنب ارتكاب مجزرة على الشاكلة التي حدثت.

يشبه الى حد كبير عدم اصدار بيان ادانة في مجلس الامن، ما تناقلته وسائط التواصل الاجتماعي عن مصور مغربي قام بتصوير عملية اغتصاب فتاة في الشارع، لتصبح جريمة التصوير اشد وطأة من جريمة الاغتصاب، وكان بالتالي وقعها على ذوي الضحية أكثر اثرا وعمقا وألما، لانهم لم يكونوا ليصدقوا ان يرى احدهم ابنتهم يتم اغتصابها على يد وحش آدمي، و لا يقوم بانقاذها او مساعدتها، لأنهم في هذه الحالة يتجاوزون انهم امام الوحش الى انهم وسط الغابة التي تعج بالوحوش، وهذا يذكرنا بالامريكي الذي اراد الانتحار باشعال النار في نفسه، فاتصل بمصور صحفي معروف، وافاه على الموعد، ولما رأه المصور مترددا بعض الشيء، أخذ يحثه على المضي قدما في عملية اشعال النار في نفسه كي يفي بوعده الذي قطعه أمامه، حتى أقنعه وصوره.

مجلس امن لا يستطيع اصدار بيان ادانة "معتدل" إزاء مسيرة شعب في ذكرى مجزرة يوم من تاريخ نضاله "يوم الارض"، هو اشبه بالمصور المغربي والصحفي الامريكي، لا يمكنه منح الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله، لا ولا أن يهب لتقديم الحماية له كما بدأ البعض يتشدق مؤخرا.

شارك هذا الخبر!