الشريط الاخباري

الخوف عند الأطفال بقلم طاقم اطباء بلا حدود بالخليل

نشر بتاريخ: 06-04-2018 | أفكار
News Main Image

يعتبر الخوف حالة طبيعيّة لدى الانسان حيث يلعب دورًا إيجابيًا مهمًا في حياتنا اليومية، فيمكن ان يشكل اداة ردع من شأنها ان تقوم بتنبيهنا بعدم جر أنفسنا للخطر كما ويسمح لنا بالبحث عن طرق للعناية بأنفسنا، والخوف لا يفرق بين جنس أو عمر ، فكل شخص معرض للمرور بهذه التجربة.

هناك أنواع كثيرة من الخوف، تختلف في قوتها ونوعها وتأثيرها خصوصا عند الأطفال، فبعضها يخرج من الواقع، وبعضها يأتي من الخيال، فالأطفال عادة يكون من الصعب عليهم التمييز بينهم، و قد لا يكون لديهم القدرة المعرفية لتمييز الواقع من الخيال.

على الرغم من الدور الحيوي للخوف ، إلا أنه يمكن أن يشكل خطرا كبيرا على الأطفال خاصة عند عدم درايتهم به، وهم معرضون لخطر الخوف اكثر من غيرهم لعدم وجود علامات التنبيه في أجسادهم والتي تساعدهم على معرفة كيفية التوقف عن الخوف في الوقت المناسب. صحيح ان الخوف يعتبر ايجابيا في بعض الأحيان، إلا أن الخوف الشديد قد يكون مزعجًا للغاية وغير عملي و من الممكن أن يسبب الضرر لنا في بعض الأحيان.

ويمكن أن تؤدي الأوضاع المؤلمة المحتملة إلى زيادة الخوف في حياة الأطفال ، مما يؤدي إلى إعادة تجربة مخاوفه اثناء الطفولة المبكرة أو حتى مخاوف جديدة لم تحدث من قبل.

خلال عملي في منظمة أطباء بلا حدود، وجدت ان الاقتحامات المنزلية للتفتيش كانت احد اهم مسببات الخوف الشديد لدى الأطفال. فقد وصف لي بعض الأطفال" كم هو مخيف رؤية جنود ملثمين يرتدون زي الجيش الموحد"، وكيف يقوم الجنود باعتقال أحد أفراد الأسرة من المنزل وهذا بدوره يعزز من مقدار الخوف لديهم لأن الأطفال يقومون بربط الخوف عادة بالمكان الذي من المفترض ان يكون آمنًا لهم.

بعد سلسلة من اقتحامات الجيش للمنازل، يبدأ الأطفال معاناة الخوف الشديد والتي قد تُطور لديهم العديد من مشاكل النوم، والكوابيس، أو حتى بدء التبول اللاإرادي، كما قد يواجهون صعوبات في النوم لأنهم يخشون عودة الجنود مرة أخرى. قد يحدث أيضًا أنهم لا يرغبون في النوم بمفردهم فالظلام قد يسبب خوفًا شديدًا لهم. أيضا خلال النهار ، يمكن أن يشعروا بالخوف من مغادرة منازلهم او الشعور بالحاجة المستمرة لوجود أحد أفراد العائلة بالقرب منهم.

هناك العديد من الأطفال الذين يعبرون عن خوفهم بطرق مختلفة كاللعب او الرسم ؛ و هذه الطرق مهمة جدا لمعالجتهم من الخوف ،من الجيد أن يفعلوا ذلك! ولكن قد يكون الأمر مزعجًا ايضا عندما يتكرر كثيرا بحيث لا يسمح بأشكال أخرى للتعبير، وهناك أطفال لا يعبرون عن مخاوفهم، يمكن أن يكون هؤلاء الأطفال أكثر عرضةً للعصبية والغضب ، ويمكن ان يعرضوا أنفسهم للخطر.

في بعض الحالات، قد يحتاج الأطفال إلى المساعدة ليس فقط من أقاربهم ولكن أيضًا من اُناس محترفين ونعني هنا ضرورة عرضهم على مختص نفسي، فالعلاج النفسي يساعد على التغلب على المخاوف بطرق عديدة. وهنا نريد ان نوجه بعض النصائح لمقدمي الرعاية فيما يتعلق بكيفية مساعدة الأطفال على التعامل مع الخوف:

تحدثوا معهم عن همومهم ومخاوفهم، تجنبوا الحكم عليهم واسمحوا لهم بالتعبير عما بداخلهم، ساعدوهم على فهم ما يشعرون به فلا يوجد جنس للخوف، لا تجعلونهم يشعرون بالخجل من الشعور بالخوف، ساعدوهم على التمييز بين المخاوف المرتبطة بالواقع والمخاوف الآتية من الخيال، ساعدوهم على إيجاد طرق للعناية بأنفسهم عندما يكون هناك خطر حقيقي ،قوموا بتشجيعهم على اللعب والرسم باعتبارها وسائل مفيدة للتعبير عن مشاعر و في النهاية لا تترددوا ابداً بطلب الدعم المهني من أخصائيين عند الحاجة.

شارك هذا الخبر!